سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
لو أدرك أهل الغرب قيمة الإسلام لاستراحوا من الوهم الذي يعيشون فيه لا حاجز أمام الإسلام إلا المسلمون أنفسهم!
العالم الإسلامي يمتلك كافة المقومات التي تؤهله لأن يكون القوة الأولى
أكد الدكتور عبدالعزيز التويجري - الأمين العام للمنظمة الاسلامية للتربية والعلوم والثقافة - أن معاداة الغرب للإسلام ، إنما هي من قبيل معاداة الكاره لما يجهل ، وترجع إلى التصور الخاطىء لدى الغرب عن الإسلام نتيجة الدعاية الصهيونية التي عمدت لتضليل الناس وتشويه صورة المسلمين لديهم وعدم إدراك المتخوفين من الإسلام لتعاليمه ومبادئه السمحة..وفي محاولة منا لرصد أبعاد ومظاهر التحديات التي يجب أن ينتبه لها المسلمون من الآن كان لنا هذا اللقاء مع الدكتور عبدالعزيز التويجري ، فإلى مضامين ومضابط الحوار.. | يرى بعض الغربيين أن الإسلام هو مصدر الخطر الذي يهدد كيانهم ..فما الذي دفعهم لذلك ، وما هو واجب المسلمين لمواجهة ذلك على كافة الأصعدة؟ || في الحقيقة إن ما يجري على الساحة حالياً ليس مواجهة بين الاسلام والغرب لأن الإسلام كدين وحضارة لا يطبيق تطبيقاً كاملاً في واقع المسلمين إذ أن كثيراً من الدول الاسلامية يسودها دساتير علمانية كما أن كثيراً من مظاهر الحياة في بلداننا الاسلامية متأثرة بالحضارة الغربية وأكثر ما يخشاه الغربيون على اختلاف مشاربهم هو عودة المسلمين إلى التمسك بتعاليم دينهم التي فيها صالحهم لأن الغرب لايريد أن يخرج من العالم الاسلامي كقوة كبيرة تنافسه وتقضي على هيمنته خاصة وأن العالم الإسلامي يملك كافة المقومات التي تؤهله لأن يكون قوة عظمى فهو يقع في موقع استراتيجي في قلب العالم وعلى مساحة شاسعة تزخر بالثروات الطبيعية ويسكنها أكثر من مليار ومائتي مسلم أي نحو خمس سكان العالم وهذه النظرة يجب أن تكون واضحة في أذهاننا إذا أردنا أن نفهم الإطار الذي يحكم العلاقات بين العالم الاسلامي والغرب والولايات المتحدة تريد أن تنفرد بالهيمنة على العالم ولاتريد أن يزاحمها أحد من حلفائها الغربيين في اقتناص ثروات العالم، ومن أجل ذلك تفتعل دوائر مشبوهة الصراع مع المسلمين وتنظر إليهم باعتبارهم مصدر خطر مؤكد يهدد الكيان الغربي على النحو الذي لمسناه ونلمسه في أفكارهم توجهاتهم وكتاباتهم لإضعاف المسلمين واستنزاف قواهم وثرواتهم حتى لا تكون لدى المسلمين أي فرصة للنهوض والبناء والقوة وهم في تصورهم هذا إنما ينطلقون إما من فهم خاطىء ومشوش ، أو من عدم إدارك لمفاهيم الذي يدعو للتعاون والتعارف بين كافة شعوب الأرض لخير الإنسانية كلها واقامة العدل ونشر الرحمة والاحسان في القول والعمل ، ونبذ الفرقة والبغضاء والشحناء ، وليس دين العنف وسفك الدماء ..ولو أدركوا ذلك لدخلوا فيه أفواجاً بدلاً من أن يحاربوه ويتخوفوا منه. السلام المستحيل | هل ترى أنه يمكن اقامة سلام عادل مع الكيان الصهيوني رغم كل تاريخه البغيض؟ ||نحن نرحب بالسلام العادل ، والدول الاسلامية قدمت مبادرة للسلام حازت اعجاب العالم أجمع، ولكن اسرائيل لاتريد السلام لأنها ترى أن موازين القوى في صالحها، لذلك فالسلام معها يبدو مستحيلاً ، فالعرب قدموا تنازلات كثيرة، وقبلنا بالدولة الإسرائيلية في حدود 1967م ولكن اسرائيل ترفض الانسحاب من الأرض التي احتلتها ، وترفض اقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس كاملة السيادة، وترفض عودة اللاجئين، وتمارس سياستها العدوانية المخالفة لكافة القوانين والاعراف الدولية على الشعب الفلسطيني الأعزل وقيادته ومؤسساته الوطنية، فالإسرائيليون هم الذين يحاربون السلام ، ويجب علينا أن نوضح هذه الحقائق للعالم في مواجهة الخلط المتعمد وتشويه الحقائق وتزييف الوعي الذي تقوم به وسائل الاعلام الصهيونية ليل نهار. إسقاط المتربصين | كثيراً ما يتردد عن وجود مخطط صهيوني لترحيل الفلسطينيين من أراضيهم وتوطينهم في دول الجوار ..فما الدور الذي يمكن أن يقوم به العالم العربي والإسلامي حينئذ؟ || يجب على العالم الإسلامي والعربي والمثقفين المسلمين أن يقوموا بدورهم لتنوير الرأي العام العالمي ووضع الحقائق أمامه، كما يجب علينا جميعاً أن نضع المصلحة العامة نصب أعيننا ونبذ كافة ما بيننا من خلافات لكي نسقط يد المتربصين بالأمة، لذا ندعو كافة القادة العرب والمسلمين للتصافح والتصالح على كلمة سواء، وبذلك نبدأ الطريق الصحيح نحو نهضة الأمة وقوتها. الخطر والمواجهة | بماذا تفسر فشل العالم العربي والإسلامي في تدبير التمويل اللازم لإطلاق قناة فضائية اسلامية؟ || من غير المعقول أن يعجز العالم العربي عن إنشاء قناة فضائية ، والذي يؤلمني في الأمر أننا نرى الخطر ونتخوف منه ونحذر من أضراره علينا ولا نفعل شيئاً لمواجهته ؟ ويبدو لي أننا اعتدنا الكلام، ولكن سرعان ما تفتر همتنا تتثاقل خطواتنا عند التنفيذ مع وجود إشارات نذير مخيفة في الأفق، فإسرائيل ماضية في مخططاتها العدوانية التوسعية، ولن تقف عند حد التهام الأراضي الفلسطينية ولايزال أغلبية الإسرائيليين يراودهم حلم إسرائيل الكبرى من النيل للفرات وهي الدولة الوحيدة في العالم التي لا يتضمن دستورها حدوداً للدولة بما يخالف قواعد القانون الدولي، لأنها تعتبر نفسها فوق القانون ، لذلك يجب أن نعد لها أقصى ما نستطيعه من قوة لرد كيدها في تضليل. دعايات مضللة | ما هو الدور الذي تقوم به الايسيسكو في توصيل المفاهيم الإسلامية الصحيحة للشعوب الغربية؟ || لعل التعريف بالإسلام وبحضارة المسلمين ونشر تعاليمه السمحة في جميع أنحاء العالم من صميم رسالة المنطقة الاسلامية للتربية والعلوم والثقافة ، وهو ليس بالأمر السهل ، لأن الرأي العام الغربي خاصة بعد أحداث سبتمبر الشهيرة صار مهيأ لاتخاذ موقف معاد من العرب والمسلمين متأثراً بالدعايات الصهيونية المضللة التي نجحت في التسلل لعقل ووجدان المواطن الغربي بعدما انفردت به لفترة طويلة في غياب المسلمين الذين انشغلوا بخلافاتهم فملأته بالأكاذيب التي تخدم توجهاتها ومصالحها، فصورت له المسلمين كمتخلفين يملأهم الحقد والكراهية على الحضارة الغربية، ولا يريدون السلام ولا يقبلون بالتعايش مع المتحضرين في العالم، وأنهم لذلك يريدون طرد اليهود والقضاء عليهم ، وقد سلكوا كل مسلك لتشويه صورة المسلمين ما استطاعوا إلى ذلك سبيلاً ، حتى أشرطة الرسوم المتحركة وظفوها لخدمة أغراضهم ، وقدموا فيها العرب والمسلمين بصورة منفرة وكذلك الكارتون، وعلى النقيض من ذلك لم يفعل المسلمون أي شيء للتعريف بالإسلام ومبادئه السمحة، وكان من المفروض ألا يألوا جهداً في تبليغ كلمة الله فينشئوا القنوات الفضائية ويصدروا الصحف باللغات الأجنبية المختلفة ، ويرسلوا الوفود إلى كافة أنحاء العالم للتعريف بالإسلام وقيمه السامة، كما يتعين علينا أن ندعم الجاليات والأقليات الاسلامية ونجعل منهم متحدثين عن قضايانا لمواطنيهم فهم أدرى منا بمجتمعاتهم التي يمثلون جزءاً فاعلاً في نسيجها ، ولكن كل ذلك لم يتعد حدود الآمال ولم يتحقق منه إلا القليل، فالقضية أكبر من امكانات الايسسكو وحدها ، وتتطلب تضافركافة جهود الحكومات والشعوب والمؤسسات الاسلامية فهي قضية الأمة برمتها وليست قضية منظمة بعينها. أزمة قيم | الدكتور التويجري هل ترى أن المسلمين يعيشون اليوم أزمة قيم؟ || المسلمون لا يعيشون حالياً أزمة قيم ، بل يعيشون أزمة سلوكية، وتلك الأزمة ليست جديدة لأن فترات كثيرة من التاريخ الإسلامي عرفت ما يشبه هذه الفترة من التباسات وتناقضات في السلوكيات ، ولكن يحلو للبعض للأسف وربما بحسن نية عندما يبدأ التوعك وتبدأ قضية التأزم يقول علينا أن نعيد النظر في القيم والمباديء الإسلامية، بينما الإسلام ليس في حاجة إلى بشر يعيدون النظر في قيمة أو يوضحونها ، فمن المستحيل أن يأتي بشر ليعيد النظر في قيم تلك الرسالة الكاملة الخالدة.. فعندما تحدث مشكلة نجد البعض لا يتعامل معها كبشر، بل يحاول إيجاد مشكلة للإسلام ، ونجده يدعي أننا يجب إعادة النظر في الإسلام ، وتلك هي المشكلة الحقيقية، لأن الإسلام هو القادر على حل هذه المشكلات ، فلندعه يفعل ذلك بما له من الأسس الخالدة في تنظيم العلاقات سواء على مستوى الفرد بذاته أو على مستوى أسرته .. فليس هناك حاجة لأن يتبجح إنسان ما ويقول إنه في هذه النقطة مثلاً المفروض في الإسلام أن يكون كذا وكذا ، فما علينا إلا أن نتحرك حتى نكون على مستوى هذا الإسلام. افتعال وتمزيق | كيف يمكن طرح الإسلام على الآخرين في الوقت الذي يختلف فيه المسلمون فيما بينهم وينتاحرون؟ || لابد أن يتكامل الفكر الإسلامي في رؤيته قبل طرحه على الآخرين ، والقضية التي تواجهنا الآن هي مشكلة توحيد ما فرق ، لأن عملية التمزيق مفتعلة وتحدث بلا مبرر عقلي ، فالفكر الإسلامي في حاجة قبل أن يطرح عطاءه ويواجه الآخرين أن يتحاور ويتفاهم مع جزئياته وخصوصياته حتى يكون قادراً على جذب الآخرين واقناعهم ، خاصة بعد عمليات التشويه المتعمدة من بعض الحاقدين عليه ..ولكن لا يبقى إلا أن نقول إن الابتلاءات تزيد الأمة قوة وثباتاً بما تتربى عليه من سنن الله في الصبر والعزم واستيفاء الأسباب. أشرس مأساة | عُرف عن الايسيسكو أنها صوت الحق الفلسطيني في المحافل الدولية.. كيف ترى تفاعل الأطراف الأخرى غير الغربية مع الحق الفلسطيني؟ || في الحقيقة إن مأساة الشعب الفلسطيني هي أصعب وأشرس وأسوأ مأساة مر بها شعب من الشعوب في تاريخ البشرية المعاصرة، لأنه يومياً هناك قتل وتدمير وحرمان وحصار واضطهاد وعنصرية، فالحركة الصهيونية ليست وليدة اليوم ، بل بدأت منذ مؤتمر بازل سنة 1918م وخططت لنفسه ووضعت لها الأهداف التي تريد أن تصل إليها، واستطاعوا من خلال العمل المتقن أن يسيطروا على الاعلام في أمريكا وفي أوروبا وحركة كبيرة في جميع دول الغرب تدافع عن اسرائيل فالغرب مخدر بالدعاية الصهيونية.