أنا مطلقة قبل زواجي الثالث المسيار الذي أنجبت منه ولداً وبنتاً ثم طلقني دون أن أرتكب خطأ أو ذنباً، ولكنه تعرف على امرأة ولم تكن الأولى، إلا أن هذه سلبت عقله وقلبه، وشرطت عليه من أجل الارتباط بها أن يطلقني وبالفعل كان لي ما أردت. وبعد طلاقي بقيت في منزل الأسرة وحقيقة كان زوجي السابق متكفلاً بأبنائه حتى وإن لم يكن التكفل كاملاً، ولكن أفضل من لاشئ أما أنا فكنت اعتمد على إخواني وأخواتي، وحقيقة كانوا يحاولون جاهدين أن لا يقصروا معي، إلا أني كنت أشعر بالخجل وبقيت ثلاث سنوات وأنا أقول لنفسي بأنه سوف يعرف خطأه ويعود إلا أني اكتشفت أنه مستمتع بحياته ولم يشعر بأي أسف، فبدأت ألتفت لنفسي خاصة بعد نصيحة كثيرين حولي، فبالرغم من أني تخطيت الأربعين سنة إلا أني اشعر أني مازلت شابة. وحتى لا أخدع نفسي كنت أحتاج لرجل في حياتي، رجل يؤدي كامل الدور الذي تحتاجه المرأة وبما أن أبنائي يرفضون زواجي وخروجي من منزل الأسرة الذي يعيشون فيه معي، قررت أن أتزوج مسيار بعد طول مشاورات وإقناع، تولى إخوتي البنات مهمتهن. وبقيت في بيت الأسرة مع أبنائي إلا أني أذهب يومين في الأسبوع مع زوجي في شقق مستأجرة مختلفة. وكان عذره في عدم توفير منزل هو أننا لانستعمله إلا يومين في الأسبوع، ورأيت أن معه حق فليس من العدل أن يستأجر شقة ويؤثثها ولاتستخدم إلا مرتين كل اسبوع. بقيت معه لمدة سنة ونصف وكنت اشترطت عليه أن يعطيني مبلغاً معيناً كل شهر كمصروف، في السنة الأولى التزم وبعدها قل المبلغ، زاعماً أن لديه مصاريف كثيرة في منزله الثاني وهو المنزل الأساسي والذي كان لايعلم بأمر زواجنا وكان هذا شرطه حتى يمضي وقتاً ويخبرهم بالتدرج، إلا أني استنتجت مع مرور الوقت أن الالتزام بالمصاريف حتى وقع الطلاق. وقالت أنا مضطرة للزواج مرة أخرى وذلك من أجل ابنائي رغم أن مسألة زواجي في حد ذاتها تثير غضبهم وتجعل بعضهم يقاطعني لفترة من الوقت، ولكني أقول لنفسي عندما يكبرون سيفهمون الحياة، ولكن في حالة زواجي مرة أخرى فستكون شروطي مختلفة، لأني شعرت بكثير من الإهانة فالرجل يشعر أن ليس للمسيار سوى هدف واحد وهو العلاقة الحميمة وأن المرأة تخدع نفسها، والمرأة التي لاتضع شروطاً تحفظ كرامتها ستؤكد هذا الاعتقاد الذي لاينطق به الرجل إلا عند وقوع الخلاف والانفصال. أم لجين: مكة المكرمة