سرعان ماتسقط الأقنعة الزائفة، وتذهب العبارات المعسولة أدراج الرياح بعد مضي وقت قصير على الأشهر الأولى للزواج لدى بعض الأسر حديثة التكوين، وتعاني الزوجات من هذه الحالة من هول الصدمة ويشعرن بمرارة حيال تغير تصرفات أزواجهن، وربما يتبادر إلى أذهان البعض أنهن كن في حلم وردي استيقظن منه أو كأن أحداهن كانت تعيش مع شخصية أخرى مغايرة تماماً للزوج الحالي. وأجمعن على أن الشخصية لاتظهر على حقيقتها إلا بعد الزواج مطالبات بحلول عاجلة لمشاكلهن التي تبدأ بعد شهر العسل عادة. (الندوة) استطلعت عدداً من الآراء فكانت المحصلة التالية: تقول (أ.س) وهي معلمة إن زوجها أسرها بمظهره وانخدعت بمؤهلاته الدراسية العالية، مضيفة أنه لم يمر على زواجها سوى بضعة أشهر فلم تعد تحتمل تصرفاته، وقالت: إنه يأكل في غرفة النوم ويطفئ سيجارته في كأس الشاي بعد أن ينتهي بالرغم من أن طفاية السجائر بجواره. ورأت إن أكثر مايزعجها في تصرفات زوجها عدم اعترافه بأن هناك ملابس للخروج وأخرى للعمل وثالثة للنوم وأشارت بأن زوجها لم يكن بهذه الصفات قبل الزواج، فقد كان نظيفاً مثقفاً يعرف كيف يكتسب احترام الآخرين. جرح شعوري! أما أم صالح فتستعيد ذاكرتها وتقول: لقد كان زوجي قبل الزواج مثالياً وكريماً، يخاف أن يجرح إحساسي ولو بكلمة، وكان يسمعني دائماً كلام الحب والهيام والغرام، وشعرت أنني سأكون سعيدة بل أسعد زوجة على وجه الأرض ولكنه بعد الزواج أصبح مختلفاً ولم يعد يعبأ بمشاعري ويحاول أن يحطم ثقتي بنفسي وأصبح شخصية غريبة، فلم أعد استطيع تحمله على الإطلاق. نهم في المناسبات وتستكمل خديجة حديث الزوجات قائلة إن مايصيبها بالإنزعاج هو أن ترى زوجها يقبل على الطعام بطريقة غير حضارية وكأنه يرى الطعام لأول مرة في حياته أو أنه في سباق، وتقول:عندما نكون مدعوين عند الأهل تظل العيون تراقبه وتتابعه وهو ينتقل بين أصناف الطعام وكأنه خرج من مجاعة، مشيرة إلى أنها أصبحت تعتذر عن دعوات الأهل والأقارب منعاً من الإحراج. سئمت العيش معه! وتشكو سعاد من فوضوية زوجها الذي يضع أغراضه في أي ركن من أركان المنزل وترى الأمر الذي يحرق أعصابها هو عندما يدخل زوجها إلى البيت بعد منتصف الليل ليوقظها من نومها لمجرد السؤال عن أي شيء، مما يجعلها تتضايق من ذلك التصرف وتضيف: لقد سئمت الحياة مع هذا الرجل! الصراحة مهمة أحياناً وحول هذه التصرفات تقول تهاني عبدالله اخصائية علم نفس في الواقع إن هذا الأمر طبيعي في بداية العلاقة الزوجية، حيث يبدو كل طرف مثالياً أمام الآخر ويتغاضى عن عيوب من أمامه أو يتجاهلها، وأوضحت أنه بمرور فترة من الوقت تتضاءل المثاليات، وتبدأ العيوب تتضح وتمثل المشكلة بين الزوجين، وفي معظم الأحيان قد لاتكون عيوباً بالمعنى المفهوم، ولكنها أمور لايستسيغها الطرف الآخر، ومن هنا تبدأ المنغصات، ولكن إذا بدأت هذه التصرفات فإنها تمثل إزعاجاً للطرف الآخر، وتشعره بالنفور وعدم الراحة مشيرة إلى أنه يتوجب على الزوجين أن يتصارحا ويتحاورا حول كل مايضايقهما ويثير ازعاجهما وطالبت تهاني بالتمييز بين الحوار والشجار مشيرة إلى أن هناك حواراً أقرب إلى الشجار العنيف والذي يخلف آثاراً نفسية وهذا مرفوض. زوجات في دائرة الاتهام وترى شادية محمد سبرة إن تغير الزوج بعد الزواج ليس مقصوراً على الرجل فقط بل المرأة مشاركة في هذا الأمر ولكن طالما نتحدث عن الرجل بهذا الجانب فإن الموضوع يندرج تحت النقاط التالية: | انتقال الشاب من مرحلة اللامسؤولية إلى مرحلة جديدة وهي الزواج والمسؤولية وبعضهم غير قادر على التعاطي مع هذه المرحلة الجديدة. | تهميش دور الشاب والشابة في اختيار شريك الحياة وذلك بسبب شعارات العادات والتقاليد وتدخل الأهل في الاخيتار. | النظرة القاصرة عن بعض الرجال للمرأة وتهميش دورها في الحياة وأن دورها يقتصر في المنزل فقط والتعامل معها على هذا الأساس. | تفاوت المستوى الثقافي بين الزوجين. | ظروف الحياة المحيطة بالزوج سواء من الناحية الاقتصادية والاجتماعية والعملية مما ينعكس على تعامله في البيت. | إن المرأة قبل الزواج كانت تحلم بحياة سعيدة لامشقة فيها فتكتشف بعد شهر العسل النقيض من ذلك. | نظرة المرأة للزوج نظرة مادية فقط.