بدأت إدارة نادي النصر منذ انتهاء الموسم الماضي في رسم خطوط الموسم الحالي وخصوصاً ان خطوات العالمي جاءت جيدة في الموسم الماضي بتحقيق الفريق للمركز الثالث في الدوري بعد ان قدم الفريق مستويات متطورة وخصوصاً في الدور الثاني من الدوري كما حصل الفريق على المركز الثالث في مسابقة كأس خادم الحرمين الشريفين للأبطال مما أهل الفريق للعودة للمشاركة بالبطولات الاسيوية التي من خلالها كان النصر هو أول سفير للقارة في أول بطولة لأندية العالم والتي أقيمت عام 2000م بالبرازيل وقدم خلالها النصر مستويات نالت استحسان كل الرياضيين وتلقى على أثرها التهاني والإشادة من مسئولي الاتحاد الدولي ومسئولي الاتحاد القاري والقيادة الرياضية بالمملكة وأعطت عودة النصر للبطولات الاسيوية دعماً معنوياً كبيراً للعمل المبكر على إعداد فريق يعيد للنصر أمجاد أول مشاركة عالمية. الطريقة الايطالية وجاءت بداية خطوات الادارة النصراوية بالتعاقد مع المدرب الايطالي زينجا الذي تواجد منذ ديسمبر بالمملكة وتابع جانباً من مباريات الفريق كما اطلع على جميع مباريات النصر من خلال DFD ورصد كل شئ عن الفريق ومتطلباته للموسم الجديد وقدم للإدارة خطته لإعداد الفريق ويملك زينجا تاريخاً تدريبياً حافلاً . تعاقدات متميزة وكان من بين ذلك ان طالب المدرب بتغيير اللاعبين ولم يبق سوى الارجنتيني فيكتور فيقاروا وقدم رؤيته للمراكز التي يرى ان الفريق بحاجة لدعمها ليوقع النصر مع ثلاثة لاعبين أجانب هم الرومانيان اوفيدو بيتري ورزفان كوشيس وهما يلعبان في خط الوسط حيث يلعب بيترى كلاعب محور في حين يجيد رزفان صناعة اللعب وثالثهم هو الاسترالي جون ماكين المدافع الذي تم استدعاؤه للمشاركة مع منتخب بلاده في لقائه الودي امام سلوفينيا 11 أغسطس الحالي في الوقت الذي استغنى فيه الفريق عن عدد من اللاعبين امثال احمد البحري وصالح صديق . خطوة مهمة انهت ادارة النصر اجراءات انتقال النجم الدولي عبدالرحمن القحطاني لمدة خمس سنوات وجاء ذلك استمرارا للعمل الكبير والمتواصل للإدارة مع انهاء سداد مستحقات المهاجم محمد السهلاوي ليستمر مع الفريق لأربع سنوات قادمة في صفقة تعتبر هي الأغلى للاعب سعودي حتى الآن في الوقت الذي عاد المهاجم محمد الشهراني ولاعب الوسط احمد الحضرمي للفريق بعد نهاية اعارتهما ، ثم انطلقت التدريبات في السادس والعشرين من شهر يونيو الماضي في الرياض وشملت أداء التمارين اللياقية الخفيفة على ملعب الأمير عبدالرحمن بن سعود رحمه الله بمقر النادي بإشراف الجهاز الفني الجديد بقيادة الايطالي والتر زينجا والطاقم المساعد له ( دي ستيفانو مساعد المدرب ودانيال بنانو مدرب اللياقة وانطونيو برامبيلا مدرب الحراس ) وسط جميع اللاعبين باستثناء قائد الفريق حسين عبدالغني الذي يخضع لبرنامج تأهيلي في أكاديمية اسباير وشهدت التدريبات حضوراً جماهيرياً كبيراً كعادة جماهير النصر في كل موسم واستمرت التدريبات لمدة عشرة أيام . بداية العمل القوي وأقامت الادارة معسكرا خارجيا للفريق في ايطاليا بضاحية كاستل روتو للوقوف على جاهزية واعداد الفريق للموسم الجديد استمر 28 يوما . وانطلق المعسكر بالتدريبات الصباحية والمسائية المكثفة التي كانت العنوان الأبرز في معسكر الفريق بكاستل روتو حيث قسم المدير الفني للفريق والتر زينجا المعسكر الى مرحلتين المرحلة الأولى شهدت تكثيف الجرعات التدريبية بواقع 3 ساعات لكل فترة ففي الصباح تبدأ من الساعة التاسعة وتنتهي في تمام الثانية عشرة ظهراً ليذهب بعدها اللاعبون لتناول وجبة الغداء وأخذ قسط من الراحة حتى الساعة الخامسة مساء لتنطلق معها الحصة التدريبية المسائية حتى الساعة الثامنة وشهدت هذه المرحلة زيادة الجرعات اللياقية للاعبين في حين كانت المرحلة الثانية تعتمد على الجانب التكتيكي والفني وشهدت هذه المرحلة بداية المناورات والمباريات الودية مع استمرار التدريبات الصباحية والمسائية . مناورات اعتمد المدير الفني للفريق والتر زينجا على إقامة مناورات كروية مع فرق محلية من ضاحية كاستل روتو وهي فرق ( A.S.C شيلير وربرازانتاتيفا البادي سيوزي ودون بوسكو ) وأكد زينجا أن الهدف من خوض تلك المناورات هو تطبيق التكتيك الذي يود أن ينتهجه في المباريات وهو ما صرح به زينجا نفسه قبل انطلاقة المعسكر مشيرا الى أنه لا يهتم بالنتائج بقدرما يسعى الى تطبيق اللاعبين لما يطلبه منهم داخل ارض الملعب . كما خاض الفريق عدداً من المباريات القوية أمام فرق كبيرة وهي (جوفنتوس وباري ولاتسيو) بالاضافة الى فريقي بوكس المجري وكازالي الايطالي واستطاع والتر زينجا من خلال تلك المباريات أن يرسم صورة جميلة ورائعة لفريق النصر عن طريق الأداء القوي والتنظيم داخل الملعب والتكتيك الانضباطي للاعبين مما ينبئ بموسم مختلف للفريق الأصفر هذا الموسم . أخطاء وعيوب لعب الفريق أولى مبارياته الودية أمام جوفنتوس بكامل نجومه واستطاع أن يقدم لاعبو فريق النصر شوطا أول رائعا رغم خسارتهم بهدف دون مقابل في الوقت الذي لازم سوء الطالع محمد السهلاوي واحمد عباس ولم يتمكنا من انتهاز الفرصتين اللتين اتيحتا لهما في بداية المباراة وفي الشوط الثاني قام المدير الفني والتر زينجا باتاحة الفرصة لجميع اللاعبين للمشاركة في اللقاء مما كان له الأثر في تغير تركيبة الفريق وافتقاده للانسجام خاصة وانها المباراة الأولى في المعسكر مما ادى لخسارة الفريق بخمسة اهداف دون مقابل . تعديل المسار بعد خسارة الفريق من جوفنتوس وشعور اللاعبين بالأخطاء التي وقعت منهم في تلك المباراة كان التعويض هو هاجسهم الوحيد في اللقاء ووضح ذلك جليا من خلال الإصرار والحماس الذي اعتلى وجوه اللاعبين قبل وأثناء المباراة والتي استطاعوا فيها أن يقدموا أداء راقيا توجوه بالمستوى والنتيجة وتغلبوا فيه على صاحب المركز العاشر في أقوى دوريات العالم بهدف دون مقابل سجله محمد السهلاوي ، وكانت تلك المباراة هي عنوان للعمل الفني الرائع الذي قدمه زينجا طيلة الفترة الماضية من المعسكر بعد أن طبق اللاعبون في المباراة عدداً من الجمل التكتيكية والفنية التي غابت في شوط المباراة الثاني من لقاء جوفنتوس. وكانت مباراة لاتسيو استمرارا للمستوى الرائع والأداء الكبير الذي قدمه اللاعبون في مباراة باري الماضية رغم الأجواء التي صاحبت اللقاء جراء الأمطار الغزيرة التي هطلت على ملعب المباراة الا أن نجوم العالمي قدموا صورة زاهية للكرة السعودية وأثبتوا أنهم قادرون على مقارعة اقوى الفرق العالمية فقد قدم لاعبو النصر مباراة كبيرة مستوى ونتيجة بشهادة المحايدين والمتابعين للقاء الذي نقل على الهواء مباشرة عبر قناة ابوظبيالرياضية واستطاع نجم الفريق محمد السهلاوي والمحترف الجديد أوفيدو بتيري قيادة العالمي للفوز والتألق بتسجيلهما لهدفي المباراة والتي شهدت تألق الحارس الشاب عبدالله العنزي الذي أنقذ مرماه من اهداف محققة للفريق العاصمي لاتسيو .