لست مع المنادين بفرض سياسة الانضباط والعين الحمراء في دهاليز نادي الاتحاد لأن ما لم يحدث من قبل لا يمكن ان يحدث اليوم وبين عشية وضحاها فسياسة الدلال وتفضيل نجم على الآخر كانت هي السائدة في نادي العميد وهي لايمكن أن تتغير بين يوم وليلة ولن يستطيع المدرب جوزيه مانويل أن يصلح ما أفسده الدهر في ثلاثين عاما خلال يوم أو يومين أو شهر أو شهرين. وتعديل الأوضاع المائلة في نادي الاتحاد عميد الأندية السعودية يحتاج إلى زمن ليس بالقصير لتغيير المفاهيم الخاطئة التي كانت تحدث داخل أروقة العميد ولأن ذلك كما أسلفنا لن يتم بين غمضة عين وانتباهتها فلابد للقائمين على أمر الإدارة في النادي المونديالي من أن يتعاملوا بالحكمة والمرونة والتوازن حتى لا يكون النجم المخضرم محمد نور هو الضحية من هذا السيناريو. ولأن نور نجم غير عادي ونجم فوق العادة فإن مجرد إجباره على فرض سياسة التشدد والانضباط التي لم يعتاد عليها طوال مسيرته مع الفريق الاتحادي تصبح ضربا من ضروب العبث واللامبالاة والمطلوب من عقلاء الاتحاد التدخل لاحتواء الأزمة الناشبة بين المدرب البرتغالي مانويل وبين اللاعب الأسطورة محمد نور لكي لا يتضرر الفريق الاتحادي من إبعاد هذا النجم الذي يمثل الرئة التي يتنفس بها الاتحاد وهو يمثل حجر الرحى في صفوف الفريق وفي تقديري أن فريق الاتحاد بدون وجود قائده نور كالزرع بلا ماء يفقد نضارته ويذبل ومكانه سيبقى شاغرا في فرقة العميد حتى يعود القائد ليحتل موقعه ويمسك بعصا المايسترو ليعزف بها أجمل وأعذب الألحان وأعتقد بأن مباراة الفريق الافتتاحية في دوري زين السعودي أمام فريق الاتفاق في مدينة جدة في الرابع من شهر رمضان المبارك ستكشف الفريق على حقيقته وستوضح ولكل المراقبين بأن الفريق الاتحادي بدون نور سيكون شكله غير مقبول وتعتريه العديد من الهنات بحكم أن الرجل يلعب بقلب ثلاثة لاعبين وليس لاعباً واحداً. وفي تقديري أن الاتحاد يمكنه أن يعوض المدرب جوزيه مانويل بعشرات المدربين المتميزين القادرين على قيادة الفريق الاتحادي ولكنه أي الفريق الاتحادي غير قادر على تعويض القائد الفذ الشجاع محمد نور والذي يمثل رأس الرمح في الخارطة الاتحادية فهو غير قادر على تعويضه حتى بعد عشر سنوات قادمات فحواء الاتحادية لا اعتقد بأنها قادرة على إنجاب نجم مهول ومتميز وموهوب ومخلص في قامة النجم نور إلا بعد ولادة متعسرة وعقم طويل فلا تدفنوا رؤوسكم في الرمال وتنقادوا خلف هذا المدرب البرتغالي . والكرة في ملعب الاتحاديين إدارة ولاعبين وجماهير في ضرورة العمل على رأب الصدع ولم الشمل واحتواء هذه الأزمة الناشبة والتي سيتضرر منها العميد في المقام الأول . ولتكن عودة نور لوسط الفريق الاتحادي هي الجزئية الأهم حتى لو كان ذلك على حساب رأس المدرب مانويل. الكومبارس الأندية الأربعة الكبار الهلال والنصر في العاصمة الرياض والأهلي والاتحاد في المنطقة الغربية في مدينة جدة أهم مايميز هم هو التفاف أعضاء الشرف المؤثرين حول مجلس الإدارة بصرف النظر عن هوية المجلس وهل هو يتوافق مع رغباتهم أم هو دون ذلك ولكنهم في النهاية يتفقون على شئ واحد وهو دعم الكيان ومساندة المجلس بالدعم المادي والمعنوي والمشورة وإبداء الرأي ولذلك تجد ان أندية الغربية والوسطى مهيمنة على كل البطولات من موسم إلى اخر بينما تمثل بقية الأندية مجرد تمامة عدد لكي يشكل منظومة الدوري الممتاز ولو نظرنا لميزانية الفريق الاتحادي السنوية لوجدناها تصل على 75 مليوناً والأهلي إلى رقم قريب من الرقم الاتحادي والهلال إلى رقم مماثل وكذلك الفريق النصراوي أما عندنا هنا في الشرقية فإن ميزانية الاتفاق وهو يعتبر الممثل الشرعي لأندية الشرقية لاتتعدى ال 25 مليون ريال في العام والقادسية في حدود ال 15 مليوناً وهذه الأرقام يتم تجميعها من مدخولات التذاكر للمباريات والرعاية التلفزيونية ونصيب الأندية من عائدات الرعاية لدوري زين مع دعم مادي من الرئيس الذي يقف على الهرم الإداري مثل الأستاذ عبدالعزيز الدوسري الذي دفع للاتفاق أكثر من 8 ملايين ريال وبغير ذلك فإن موقف الفرق التي تقف في منطقة الدفء في المنطقة الدافئة بين فرق الوسط فإن موقفها يبقى عصيبا ومحرجا وهي تواجه تلك الفرق الغنية برجالها والتي تستجلب محترفين أجانب من فئة السوبر أستار وهم الذين يقودونها إلى تحقيق الانجازات التي تبقى بعيدة عن الأندية الفقيرة ومايحز في النفس حقا هو أن رجال الشرف في نادي الاتفاق بعيدون كل البعد عن ناديهم وهم لايقدمون أي جهد مالي أو فكري وحتى عندما يجتمعون بعد خمس سنوات أو ثلاث فإن كل قراراتهم الشرفية التي يخرجون بها من ذلك الاجتماع الشرفي تبقى حبيسة الأدراج دون أن ينفض الغبار عنها لترى النور خصوصا القرارات المتعلقة بالدعم السخي من أعضاء الشرف . لقد جاء الاجتماع الأخير لأعضاء شرف الاتفاق والذي انعقد قبل أربعة أشهر إن لم تخني الذاكرة لقد جاء مفرحا وأعطى مساحة كبيرة من الأمل والتفاؤل في نفوس كل الاتفاقيين ببزوغ فجر مرحلة جديدة بين أعضاء الشرف ومجلس الإدارة وبالفعل فقد خرج ذلك الاجتماع بقرارات قوية وداعمة كان أهمها التزام عدد من أعضاء الشرف بنادي الاتفاق بتبني اللوحات الإعلانية الموجودة داخل ملعب نادي الاتفاق كمساهمة فاعلة من أعضاء الشرف في تخفيف الأعباء على مجلس الإدارة ولكن الذي حدث هو أن أعضاء الشرف سدوا أذناً بطين والأخرى من عجين دون أن يلتزموا بكلمة الشرف التي صدرت منهم ليبقى الاجتماع الشرفي مجرد ذكرى حتى موعد الاجتماع الشرفي القادم والذي لا ندري متى سينعقد هل بعد خمس سنوات أم بعد ثلاث سنوات العلم عند الله وحده وحتى ذلك الوقت يبقى الرئيس الذهبي عبدالعزيز الدوسري هو وحده حمال الآسية في الاتفاق بجانب الوقفات المشرفة والمتواصلة من الدكتور هلال الطويرقي الذي يعتبر الداعم الأكبر للإدارة بعد الرئيس الدوسري وقد وصلت تبرعات الطويرقي في الموسمين الماضيين لأكثر من ثلاثة ملايين ريال بينما يمتنع البعض الآخر من الشرفيين عن دفع الملاليم التي التزموا بها . ونستطيع أن نقول بأن الفارس الشرقاوي لن يقوى على المنافسة الحقيقية ويكون في الصورة الصدارية إلا إذا كان هنالك تفاعل قوي ومؤثر من قبل أعضاء الشرف والبيوتات التجارية على نحو مايحدث في جدةوالرياض وبغير ذلك سيبقى الفارس مكانك رواح ويعيش على أطلال البطولات القديمة التي تحققت في ذلك الزمن الجميل من تاريخ الفارس الشرقاوي. فاصلة أخيرة أعجبني المرشح الخلجاوي الخلوق فوزي الباشا والذي كان من أبرز المرشحين لقيادة نادي الخليج عبر الجمعية العمومية والتي ألغيت بعد أن جاء قرار التكليف للأستاذ سلمان المطرود من قبل الرئيس العام لرعاية الشباب بقيادة النادي لفترة عام كامل من عمر الزمان حيث جاءت ردة الفعل من قبل المرشح فوزي الباشا رائعة ومثالية بالدرجة التي رحب فيها بتكليف الأستاذ سلمان المطرود وسجل زيارة ودية للنادي وأعلن عن وضع كل إمكانياته تحت تصرف الرئيس المكلف من أجل إنجاح مسيرته خلال فترة التكليف ضاربا بذلك أروع الأمثلة في الكيفية التي ينبغي بل يجب أن يكون عليها أبناء الخليج وهو الأمر الذي أجبر الرئيس المكلف على الترحيب بالباشا وكل مجموعة التغيير التي كانت تتنافس مع الرئيس السابق محمود المطرود على الفوز بمقاعد المجلس الجديد إنها صورة رائعة يقدمها أبناء الخليج لصرحهم الشامخ نتمنى ان تسود في كل أنديتنا بلا استثناء.