الكذب من أرذل ما يمكن أن يتصف به اي انسان.. بل ان الكذاب يظل ابداً بعيداً عن ثقة الناس أو محبتهم وهو ضد اخلاق الانسان المسلم والسوي. وقد يمكن قبول أي من الصفات الا الكذب فهو منبوذ وضد أخلاق الانسان الذي يحظى بالقبول والرضا والمؤازرة. ولعل الاسوأ في الانسان الكذاب هو استمراره في الكذب واختراع العديد من الأساليب والوسائل لعرض كذبه ودجله دون حياء ولا رادع!!. ومن اسوأ اساليب الكذب هو استغلال موت اي انسان لتلفيق اكاذيب شتى بحكم ان الميت في دار الحق ولا يملك فرصة تفنيد اكاذيب ذلك الشخص وصفعه بالواقع.. ورغم انه من الممكن وجود بعض الناس الذين يذهلهم الكذب ويعرفون ان ذلك الشخص لا يقول الحقيقة ولا يتبع الصدق.. لكن الشخص الكذاب يواصل كذبه دون حياء على الاطلاق. اعرف احد الاشخاص من الذين كانت بينه وبين احد الرجالات خلافات شتى.. وصراعات دائمة.. بل ان ذلك الشخص قام بايذاء الرجل بكذبه.. ودجله .. وصديد اسلوبه.. ووجه له العديد من الصفعات الدامية!!. وعندما .. مات الرجل بادر ذلك الكذاب بدلق عباراته المنمقة ممتدحاً الراحل ومؤكداً على علاقته الجيدة معه.. !!. وفجع الكثيرون من الناس الذين يعرفون الحقيقة ويدركون حجم الصراعات التي كانت بينهما والتي وصلت حد الايذاء والمواجهة المكشوفة والضرب تحت الحزام!!. فلماذا يواري الكذاب كل هذه الحقائق المعروفة لعدد كبير من الناس ويعمد الى الحديث عن العلاقات (المثالية) وألوان (المحبة) وعطاءات (المودة) بل لماذا يوغل (الكذاب) في كذبه بقذفه للمخلصين؟!. ويزيد (الكذاب) في كذبه وتلونه بأن يذهب لتقديم العزاء لأهل الفقيد فيسرف في مشاعر التأثر والظهور بمظهر الانسان الحزين لرحيل (الصديق) الودود.. والرجل الشهم.. وينسى انه كان يوالي صفعاته للراحل.. ويكيد له ليل .. نهار.. وانه كان يعمل على هدمه.. ويتمنى له الاندحار!!. مثل هذا الكذاب ما يزال يتحدث عن الصدق.. ويتكلم عن الوفاء.. ويزيد ويعيد متحدثاً عن الفضيلة راجماً المجتمع بأنه حافل بالدجالين.. والكذابين.. والمتلونين!!. يا أمان الخائفين . آخر المشوار قال الشاعر: فعلام يقتل بعضنا بعضا وكم يشقى بأخطاء الصغار .. كبار وغداً سنمضي نحو درب واحد درب تتوه لهوله الأفكار