نجح مستشفى حراء العام بالعاصمة المقدسة في انقاذ حياة أربعة مرضى بفضل الله ثم بفضل الجهود التي قام بها المركز السعودي لزراعة الأعضاء بالتنسيق بين مستشفى حراء العام والفريق الطبي المشارك من مستشفى الملك فيصل التخصصي بجدة وكذلك الفريق الطبي من مستشفى الملك فيصل التخصصي بالرياض وذلك باشراف الدكتور فيصل شاهين مدير عام المركز السعودي لزراعة الاعضاء وبمباشرة من المنسق الاداري لزراعة الاعضاء الاستاذ عبدالرحمن الغامدي مساعد المدير العام للمركز والمنسق الطبي الدكتور زايد ابراهيم وذلك بعد قيام أهل مريض من جنسية آسيوية بالتبرع بكافة اعضائه بعد ثبوت وفاته دماغياً اثر تعرضه لحادث مروري. وأجريت العملية باشراف الدكتور باسم حجاب من مستشفى الملك فيصل التخصصي بالرياض المتخصص في جر احة الكبد والدكتور أحمد فهمي في جراحة الكلى من مستشفى الملك فيصل التخصصي بجدة. كما كان للاخلاء الطبي التابع للقوات المسلحة دور كبير في هذا الانجاز حيث تم تأمين طائرة خاصة لنقل الفريق من الرياض إلى مكةالمكرمة. وكان لمستشفى حراء دور كبير في توفير كافة الامكانيات والتنسيق مع الفرق الطبية لتسهيل وانجاح عملها. وأوضح مدير مستشفى حراء العام بالعاصمة المقدسة الدكتور وليد بن عبدالحليم محمد حسين بأن هذا العمل الانساني انجاز يخدم البشرية والمستشفى على اتم الاستعداد لأي تعاون في هذا المجال بكافة امكانياتها كما قدم الدكتور وليد حسين شكره وتقديره للفريق الطبي المشارك ، وعبر كذلك عن أصدق الدعوات واحر التعازي لذوي المتوفى وسأل الله لهم الصبر والسلوان وأوضح ان هذا العمل باب من أبواب احياء النفس البشرية. وتمنى الدكتور وليد حسين في ختام حديثه ان يكون هناك مركز خاص لزراعة الاعضاء في منطقة مكةالمكرمة ليتم الاستفادة منه على اوسع نطاق ولكي يسهل خدمة ابناء المنطقة. ويعد التبرع بالاعضاء تضحية انسانية تتعدى أي وصف وعمل نبيل يتجاوز حدود الترابط الجمالي الانساني ليصل إلى سمو خاص لا يناله الا ذو حظ عظيم. وهذا ينطبق على الشاب أمير خان محمد سعيد باكستاني الجنسية والذي يبلغ من العمر (25) عاماً الذي كان متجها من جدة إلى الرياض مروراً بمحافظة الجموم حيث كان يقود سيارة تريلا وبينما هو في محافظة الجموم أراد أن يوقف سيارته على جانب الطريق ليذهب إلى احد المطاعم ليتناول طعام الغذاء يوم الثلاثاء 1/8/1431ه إذ به يصاب بحادث مروري عندما اراد قطع الشارع ادخل على أثره مستشفى حراء العام بقسم العناية المركزة ، وأكد الاطباء بانه متوفى دماغياً. ويقول خورام ارشاد محمد ارشاد والذي تحدث ل(الندوة) ودموع الالم تذرف من عينيه .. وبعد ان أخد نفساً طويلاً قال انه خالي وكان قد جاء للمملكة قبل (3) أشهر أو (4) أشهر فقط. وعندها اجرى (خورام) اتصالاً هاتفياً بزوج أخت أمير خان وطلب منه الحديث ل(الندوة) حيث كان يجيد التحدث باللغة العربية فقال: انا الآن في محافظة جدة ولدي ظرف منعني من التواجد الآن في المستشفى ولكن أقول لكم بأن كافة أسرة أمير خان قد تنازلوا لوجه الله وهم موافقون للتبرع بأعضاء أمير مبتغين بذلك الأجر والمثوبة من الله تعالى. بعدها طلبنا من (خورام) الاتصال بوالدة ووالد أمير خان في باكستان في مدينة (أري يود) لنتحدث معهما وفعلاً اتصل بالجوال عليهما واخبرهما بوضع ابنهما وانه قد انتقل إلى رحمة الله عز وجل فما كان منهما الا أن وافقا على التبرع لوجه الله. وعندها تحدثت والدته (سانيا بيبي) (50) عاماً قائلة نحن لا نمانع من التبرع باعضاء ابني لمن يستحق ابتغاء الأجر والمثوبة من الله تعالى وانه عمل نبيل سيؤجر عليه ابنهم لان هناك من هم بحاجة إلى تلك الاعضاء. أما والده (محمد سعيد) والبالغ من العمر (55) عاماً قال رحمك الله ياأمير فقد كنت الابن البار الذي تغرب عن وطنه وأهله من أجل أن يوفر لنا حياة معيشية رغدة .. وقال لقد طلبنا من أخيه المتواجد في المملكة من كتابة التنازل والموافقة على التبرع باعضائه لتكون تلك الاعضاء شاهدة له على فعل الخير .. وقالوا كم نحن مسرورون بهذا العمل الانساني النبيل. وبينما نحن في انتظار عملية استئصال الاعضاء إذا بوفد مكون من جارالله عطية السيالي منسق زراعة الاعضاء في مستشفى الملك فيصل التخصصي بمحافظة جدة والدكتور احمد فهمي جراح جراحة الاعضاء الذي وصل مع جملة الاسرة. حيث تحدث جارالله عطيه السيالي ل(الندوة) قائلاً: عملية الاستئصال تعد انجازاً كبيراً لنا جميعاً فالفريق قد وصل من محافظة جدة استجابة للطلبات التي طلبها القائمون على المستشفى ، فبعد اجتياز المريض للزراعة يتم تنويمه في الحال وتترتب العملية في نصف الوقت حيث تستغرق من الوقت (3 ساعات) أو (4) ساعات فممكن الدخول واعطاء كل ذي حق حقه. ويضيف ان الوقت يحسب من عمر الكلية فكلما اسرعنا في استئصاله كان الكلى عمره اطول بإذن الله تعالى. والمريض بعد العملية يذهب إلى العناية المركزة لمدة (24) ساعة تحت الملاحظة وبعد ذلك يحق له الخروج الى غرفة التنويم العادي وبعدها اذا استجابت الكلى للعمل خرج الى المنزل. واضاف لقد وصل الآن الفريق الطبي القادم من مستشفى الملك فيصل التخصصي بالرياض ليتولى مهمة الاستئصال وقال نحن في مستشفى الملك فيصل بجدة لدينا خمس حالات تنتظر الكلى بعد زراعتها لتقوم بواجبها خير قيام .. وتحديد حجم المستأصل بواسطة خلط الدم ، وقد حضر الدكتور باسم حجاب من مستشفى الملك فيصل التخصصي بالرياض تخصص جراحة الكبد والدكتور احمد فهمي من مستشفى الملك فيصل بجدة وهو جراح كلى. الجدير بالذكر ان الله سبحانه وتعالى أحل لنا التصرف فيما يمتلك شريطة ان يكون ذلك التصرف من الفضائل .. وانه من النواحي الشرعية والدينية مادام الانسان يقصد بعمله وجه الله ومنفعة الغير بطريقة لا تضره على الاطلاق. وقد نجحت ولله الحمد عملية استئصال صمامات القلب والكبد والكليتين وهذه ستنقذ بعد ارادة الله أربعة مرضى.