كتبت قبل هذا المقال في جريدة الندوة بتاريخ 28/ ربيع الأول العدد15612 وفي نفس موقع هدا العامود مقالاً عن الترميمات التي تقوم بها وزارة التربية والتعليم في مدارس مكةالمكرمة تحت عنوان ( الإصلاحات في مدارس تعليم البنات ) وأذكر يومها بمجرد نشر المقال اتصلت بي الأخت الفاضلة نادية جاها مسئولة العلاقات العامة في إدارة التربية والتعليم بمكة وناقشت معي موضوع المقال وأكدت لي أن سعادة مدير عام التربية والتعليم بمكة على أتم استعداد لاستقبال النقد والمقترحات من الجميع في سبيل تحسين الوضع بالمدارس، ومن ضمن ما ناقشته في مقالي السابق نوع السيراميك المستخدم في ترميم المدارس فهو غير عملي ولا يمكن استخدامه في المدارس لنعومته الشديدة والتي أدت ولا زالت تؤدي إلى سقوط الطالبات والمعلمات، وكنت أتساءل هل نزل المسؤول إلى المدارس وشاهد بنفسه ما تم فيها من ترميمات، هل حاول أن يرى مقدار التشوه في عملية التنفيذ وتركيب السيراميك وهل تمت محاسبة الشركة أو المقاول المنفذ للعمل وهو على هذه الصورة من السوء. ما يردني من المعلمات وبعض الطالبات يقول إن الوضع كما هو عليه وان عملية الترميم واستخدام نفس النوعية من السيراميك مستمرة والأسوأ من ذلك تركيب السيراميك ورصفه في الممرات والفصول والساحات بطريقة مشوهة فمستوى ( الروبة) أو ليفهم القارئ مني الحشوة التي يتم وضع السيراميك عليها وتتخلل الفجوات بين القطع كأنها مجسمات لجبال صغيرة على الأرض وقد تحول لونها للون الأسود لصعوبة التنظيف فشوهت أرضية المباني حتى أن معظم المعلمات يترحمن على ( بلاط المزايكو) الأبيض والأسود الذي كان يتحمل أسوأ ظروف العمل عليه. هكذا حال ترميمات المدارس ولا زلت أطالب المسؤول للنزول إلى الطبيعة ومتابعة الوضع القائم بالمدارس ليتأكد بنفسه من مستوى الإنجاز واعتقد أن من حقه محاسبة المقصر والغشاش وغير الأمين.. سيدي المسئول هذه أمانة ارتضيتها وحملتها جاء في الأثر عن حذيفة ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (أن الأمانة نزلت في جذر قلوب الرجال ثم نزل القرآن فعلموا من القرآن وعلموا من السنة ينام الرجل النومة فتقبض الأمانة من قلبه فيظل أثرها مثل الوكت ثم ينام النومة فتقبض الأمانة من قلبه فيظل أثرها مثل المجل كجمر دحرجته على رجلك فنفط فتراه منتبراً وليس فيه شيء فيصبح الناس يتبايعون لا يكاد أحد يؤدي الأمانة حتى يقال : إن في بني فلان رجلا أمينا ! حتى يقال للرجل : ما أجلده ؟ ما أظرفه ؟ ما أعقله ؟ وما في قلبه حبة خردل من إيمان) الجامع الصغير2464). أمانتكم كبيرة ومسئوليتكم معقدة لأنكم تعملون في مؤسسات بناء الإنسان وليس أي مؤسسة. أتمنى أن نسمع أن هناك متابعة ومحاسبة وتصحيحاً لكل ما هو ضد المواصفات المطلوبة في ترميمات المدارس، وأرجو أن لا تقف إدارة التربية والتعليم في مكةالمكرمة يوماً ما أمام قضية يكون سببها الأخطاء التي يتم تناسيها ولا تتم معالجتها. الإجازة طويلة ويمكن إصلاح كل ما هو غير صحيح حتى لا يأتي الوقت الذي يتم فيه البحث عن مبررات الأخطاء، وحتى لا يتمادى من لا يخافون الله في تنفيذ هذه التشوهات في مدارس البنات بمكة.