عبدالعزيز محيي الدين خوجة ، الإنسان المكي ، الشاعر، الأديب، المثقف، المتنور، الإداري المحنك، والسفير الماهر، تقلب في صفحات الحياة، فكونت فيه مكونات مميزة في أخلاقه ، وفي شخصيته ، وفي امكاناته الفردية. الخوجة إنسان نقي ، نظيف ، طيب القلب، طيب المعشر، نظيف اليد واللسان والمشوار، عرفته عصاميا منذ أن كان مسؤولا مميزاً في جامعة أم القرى ، الخوجه فتت الحياة بكثرة اطلاعاته وقراءاته المتعددة، فظهر ..(التنوير) على شخصيته منذ بداياته، خاصة أنه شخصية غير صدامية، ورافق معالي الدكتور محمد عبده يماني وزير الاعلام الأسبق في رحلته العملية، فكان الخوجة الذراع القوية التي عملت مع اليماني . الخوجة لم يضع قفلاً على قلبه حين تولى المراكز والمناصب الرفيعة، بل فتح قلبه للجميع فأحب الناس وأحبوه وهو مثقف يحمل معه مفتاح النور يدور ويدور به في كل موقع يجلس فيه أو يتقلد منصباً به ، مثل سفيرنا في المغرب ، لأنه يعرف أنه بالحب تفتح له كل الأبواب.. عزيمته قويه في الاصلاح الإداري، وارادته تتسابق نحو محاربة الفساد والمفسدين يفعل ذلك ، بكل عقلانية وحكمة، فهو جراح يعمل عمليات جراحية بدون نزيف الدم. نشأ عبدالعزيز خوجه في المجتمع المكي وشرب وتلقن كل قيمه وأخلاقياته وعاداته وتقاليده ، وهذا ما ساعده بشدة أن يفهم مبكراً ..(فقه المجتمع) فأحسن التعامل مع كل مؤسساته بعيداً عن التصادم أو الغلو أو الميل لاحد، فهو حيادي في عمله ، ولا يؤمن بالرأي الواحد ، والفهم الواحد ونتيجة لتقلبه في العديد من المناصب الحكومية المهمة والحساسة استطاع الخوجة بجدارة أن يفهم أيضا..(فقه الدولة) فمارس مختلف الممارسات العقلانية والموضوعية في أداء المناصب الحكومية الرفيعة المستوى، واستطاع أن يستنبط الأحكام الخاصة بكل وظيفة على هدى ودخل الخوجة المعترك السياسي ، وخاصة وهو سفير لبلادنا في لبنان ، ففهم الكثير من معطيات أروقة السياسة ومتغيرات دهاليزها فنجح في لبنان كأداء سياسي مميز وهادىء وحافظ على كل مسؤوليات وطنه ..وفهم متقلبات الواقع السياسي فواكب المستأنفات لكثير من الأحوال المستجدة ففهمها وأحسن التعامل معها بدبلوماسيته الرائعة ، فعل ذلك بكل الكسب الفقهي السياسي اللازم موازنة وتسديداً أو تقريباً وتغليباً. أكد عبدالعزيز خوجة أنه ما من قفل على مفتاح السياسة يستعصي ، أو يتصدأ ، انما فعل العقل ، والحكمة تتقدم لتقول رأيها في المواقف والاحداث. واليوم يتقلد عبدالعزيز خوجة مسؤولية عظيمة وضخمة وقوية، وهي وزارة الثقافة والاعلام ، وهي أداة التنوير ، والتأثير وفعل العقل من أجل خدمة الوطن والمواطن، مسك الخوجة هذه الادارة وهو يعي أن الاعلام آلة ضخمة يصعب السيطرة عليها ، وهو يواجه (التحديات الكبيرة) مع متحدٍ متعدد الأطراف ، منتشر التأثير، وفاعل في الأمة، إنها تحديات نتجت من متغيرات هذا العصر المتلاحق والسريع في افرازاته. تبقى لي أن أقول إن عبدالعزيز خوجة هو أجمل وأفضل وأرقى هدية راقية وحضارية قدمها لنا هذا الملك الصالح والمصلح خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - حماه الله - هدية فرح بها الشعب وخاصة المثقفين والكتاب والأدباء والشعراء، وأهل العقل والثقافة والفكر، لأنه جدير بهذه المهمة، وهذا المنصب الدقيق في حساسيته. وفق الله الخوجة، وأنار بصيرته ووسع له كل طرق الخير والصلاح ، وما توفيقي إلا بالله. والله يسترنا فوق الأرض، وتحت الأرض، ويوم العرض وساعة العرض، وأثناء العرض.