أكد الدكتور عدنان محمد زاهد، وكيل جامعة الملك عبد العزيز للدراسات العليا والبحث العلمي، أن المجتمع السعودي ينبذ التطرف والغلو والتغريب، ويتخذ من منهج الاعتدال نبراسا مضيئا وتطبيقا فعليا في كل شؤون حياته سواء الاجتماعية والفكرية والسياسية والاقتصادية، متبعا في ذلك نهج الإسلام الذي يدعو إلى الوسطية في كل الأمور، ليؤدي ما عليه من واجبات نحو ربه، ونحو نفسه، ونحو الآخرين. وقال لدى افتتاحه، أول من أمس، برنامج “بناء الشخصية المعتدلة” الموجّه لطلاب المرحلة الثانوية، ضمن الفعاليات التوعوية التثقيفية ل “كرسي الأمير خالد الفيصل لتأصيل منهج الاعتدال السعودي”، إن “رؤية الكرسي هو التأصيل العلمي لمنهج الاعتدال السعودي تعزيزا للوحدة الوطنية”، مضيفا “أما رسالته فهي نشر ثقافة الاعتدال السعودي لمواجهة التحديات النابعة من تيارات التطرف والغلو والتغريب”. من جانبه، أشار الدكتور سعيد بن مسفر المالكي، المشرف الإداري على كرسي الأمير خالد الفيصل، إلى أن الهدف من البرنامج هو تحقق جانبين مهمين في بناء الشخصية المعتدلة وهما: الجانب الفكري، والجانب المهاري، حيث خصصت 5 دورات تدريبية للجانب الفكري، وتتضمن تعزيز قيم المواطنة لدى الشباب، التغريب وفقدان الهوية، الاعتدال: المفهوم والمظاهر، التطرف: المشكلة والحلول، وسلوكك عنوان شخصيتك. وأضاف أن الجانب المهاري في بناء الشخصية خصصت له 5 دورات تدريبية، تتناول فن الإقناع والتأثير في الآخرين، مهارات التفكير، استراتيجيات إدارة الوقت، حل المشكلات بالطرق الإبداعية، ومهارات الاتصال الفعال. من جهته، أكد الدكتور عائض الشهراني، أستاذ الاجتماع بجامعة الملك عبد العزيز في محاضرته التي ألقاها في افتتاح البرنامج تحت عنوان “ تعزيز قيم المواطنة لدى الشباب”، أن تقدم الوطن وازدهاره لن يتحقق إلا بالتضحية من أفراده والعمل على تقديم ما فيه مصلحة الوطن على المصلحة الشخصية، مشيرا إلى أن مصلحة الوطن هي مطلب وطني يجب أن يشارك فيه كل مواطن ومواطنة مشاركة فاعلة من أجل خدمة هذا الوطن وتحقيق أعلى درجة من روح المواطنة، لافتا إلى أن ديننا الحنيف يحثنا على تقديم مصلحة الوطن على المصلحة الشخصية. وأشار إلى أن هناك ارتباطا بين الوطنية والمواطنة، مبينا أنه يترتب على التمتع بالمواطنة بعض الحقوق والواجبات التي ترتكز على قيم محورية وهي المساواة والحرية والمسؤولية الاجتماعية. وأوضح أن المواطنة سلوك يمارس من خلال طاعة ولي الأمر في غير معصية الله، الدفاع عن الوطن، التقيد بالقيم الإسلامية والعادات والتقاليد الأصلية، العمل على تنمية القدرات والطاقات التي تؤهل لحماية المجتمع والحفاظ على الهوية بوعي يدعم التواصل الإيجابي، تعميق مفهوم المواطنة للتعرف على حضارتنا وتاريخنا، احترام خصوصيات الآخرين، التفاعل مع مختلف التجارب الأخرى في ذات الخصوص والانفتاح المتوازن والمدروس على كل الثقافات والعمل والمشاركة الطوعية في مختلف الأعمال التي تسهم في تطوير المجتمع. وشدد على أهمية وجود الرقابة الذاتية لتحصين الإنسان نفسه ضد الثقافات المعادية التي تضلل الأفكار، مشيرا إلى أهمية التعامل بثقة مع الآخرين فيما يحقق أهداف الشباب الطامح لإعلاء شأن وطنه والمدرك لحقوقه وواجباته.