جاءت إليه في المرسام قائلة ارنو إلىَّ وارسمني بإتقان لمحت وجهي في المرآة أعجبني وذوق فنك في اللوحات أغراني لأن رسمك يافنان أطربني أما سواك في الإبداع أبكاني فكم بهرت غزلان ذوي حسن وكم جذبت أشباهي وأقراني أريد رسماً أهديه لمن نظم أحلى القصائد في طولي وأعياني لمن حروفي تحملها روائعه وخلد الحرف في فكري ووجداني لمن ضناه من أجلي تخيله وظن يوماً ألقاه ويلقاني لمن أتاني في حلمي يزاورني وراح يلثم أسواري وبيباني لمن أردد في الأحزان غنوته لأطرد الحزن من ليلي وتحناني فذاب وجدا وقال العفو سيدتي لا أستطيع ومثلك قط ما جاني فكيف لمثلي ياحسناء يرسمك من يرسم الحور أو يرنو إلى الجان حيث الحسان في دنيانا قد خلقت من التراب وفيك الحسن رباني فاللون منك ياهيفاء أذهلني الصبح وجهك وخدك لونه قاني أنت ملاك أم طيف يخاطبني أم أنت ضوء أم وهج لمرجان بوحي بسرك من أنت محيرتي خلق من الطين أم من كوكب ثاني فأنا رقيق والألحاظ تذبحني والصوت منك أطربني وأشجاني لذا هربت من الغزلان فاتنتي كيف استطعت أن تأتي لعنواني؟ قولي بربك من ذاك الذي ملك هذا الجمال وبالآهات أضناني وكيف مثلك يأتيني بمفرده؟ دون الأليف ودون الراعي الحاني قالت: أليفي وجداني تخيله وأنا أعيش في محراب حرماني أنا كمثلي بالآمال أنتظر من يطرق الباب ويمسح عني أحزاني يا ليت يأتي من أهوى فأسعده ما أجمل العمر أن تحيا لإنسان