دعا معالي وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ المسلم إلى أن يعتني بتدبر القرآن أولاً ، ثم التفسير ثانياً لأن الذي يعلم التفسير لاشك أنه قد تدبر قبل ذلك ، مبيناً أن العلوم التي يحتاج إليها المفسر ، علم اللغة ، وعلم التوحيد ، وعلم السنة ، وعلم الفقه ، وعلم الجزاء يوم القيامة ، وعلم أصول الفقه ، والعلوم المساندة له . وأبان معاليه : أن سور القرآن لا تخرج عن أربعة أقسام ، أن يكون ما فيه خبراً عن الله جل وعلا وعن صفاته سبحانه وتعالى وعما يستحقه ، وأن يكون ما فيه خبراً عن أنبياء الله جل وعلا ، وعن رسله وعن قصصهم ، أو أن يكون أمراً لأداء الفرائض ونهياً عن ارتكاب المحرمات أو خبراً عن الأمور الغيبية دوماً يحصل بعد الممات من النعيم والعذاب ومن الجنة والنار ، فهذا جزاء الموحدين وهذا جزاء المشركين وهذا المعنى العام من العلوم المهمة للمفسر؛ لأن سور القرآن الكريم لا تخرج عن هذه الأحوال الأربعة فكل سورة إما أن تتناول هذه الأقسام الأربعة ، وإما أن يكون في السورة بعض من هذه الأقسام . جاء ذلك في كتاب جديد صدر لمعالي الوزير الشيخ صالح آل الشيخ بعنوان : (مقاصد السور وأثر ذلك في فهم التفسير) أصدرته الإدارة العامة للعلاقات العامة والإعلام بوزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة ، حيث تناولت صفحات الكتاب بالبحث في علم مقاصد سور القرآن ، وبيان أثر هذا العلم بالمقاصد في فهم التفسير المقصود . وقد تضمنت صفحات الكتاب التي بلغ عددها (81) صفحة مجموعة من العناوين منها :( محبة العلم مِنّة من الله تعالى على خاصة عباده ،وحقيقة العلم بكتاب الله تعالى وتدبره ، إذ لا يوجد أعلى في الكلام ، ولا أعظم قدراً من كلام ربنا جل جلاله ، ولا أجل ولا أرفع بعده من كلام نبينا صلى الله عليه وسلم . وأسباب قلة علم مقاصد السور، وأقوال العلماء في ترتيب الآيات والتناسق بين الآيات ، والمؤلفات في علم مقاصد السور . وانتهى معاليه إلى القول : إن موضوع علم مقاصد السور من العلم النادر العزيز لكنه مهم لكل طالبي علم التفسير وهو أن ينص أحد العلماء على المقصود والموضوع وأن يكون ظاهراً في آيات السور عليه. وفي كتاب آخر لمعاليه صدر حديثاً، قال : إن الدعوة إلى الله سمة هذه الأمة وسمة اتباع محمد صلى الله عليه وسلم فالدعوة هي السبيل وهي الطريق الذي لابد لنا منه وهي عبادة عظيمة من العبادات التي يتقرب بها الإنسان إلى الله – عز وجل – عبادة متعدية النفع لا يقتصر نفعها على صاحبها بل يتعدى نفع صاحب الدعوة بالدعوة إلى الناس في بلده ، أو في خارج بلده أو ربما من ثأثر به إلى يوم القيامة . وأشار معالي الشيخ صالح آل الشيخ في مقدمة كتابه الذي حمل عنوان : (تأصيل المنهج الدعوي في ضوء الكتاب والسنة وفهم السلف الصالح ) بلغ عدد صفحاته (72) صفحة من الحجم المتوسط ، إلى أن الحياة طريق إلى الآخرة وليس الشأن في العمل بكثرته وتعدده وإنما الشأن في صوابه ثم تطرق معاليه إلى موضوع الكتاب وهو تأصيل المنهج الدعوي في ضوء الكتاب والسنة وفهم السلف الصالح ، مقسماً الدعاة إلى صنفين الصنف الأول : أن تكون الدعوة على وفق السنة مع الأخذ بما جد في العصر من اجتهادات ، والصنف الثاني : أن تكون الدعوة على وفق الأهواء والاجتهادات دون الرجوع من العلم إلى ركن وثيق ، مشدداً معاليه أن العناية بالتأصيل فيه عصمة للعقل ، والقلب من الوقوع في الغلط . وقد احتوى الكتاب على عدة موضوعات قام معاليه بشرحها وتوضيحها من أبرز عناونيها : ( دين الأنبياء واحد وشرائعهم مختلفة والإخلاص في الدعوة ومضاعفة الأجر للدعية ووسائل الدعوة إلى الله وضرورة فهم السلف الصالح ومن هم السلف الصالح وسمات منهاج الدعوة وسمات إلى الله تعالى، والإخلاص والبدء بالأولويات وإبطال المنكرات والبدع ، والاعتناء بالعلم في الدعوة والعناية باللغة العربية ، ومسائل الانضباط العلمي والدعوة إلى الجماعة ونبذ الفرقة والسمع والطاعة لولى الأمر والوسطية والاعتدال والاعتماد على النصوص الشرعية والداعية متفائل ، والرد على الشبه في الدين ، وسلامة اللسان من الوقيعة في العلماء ) . الجدير بالذكر أن هذين الكتابين هما الاصدار الثاني عشر ، والثالث عشر ضمن سلسلة الكتب العلمية التي أصدرتها الادارة العامة للعلاقات العامة والإعلام بوزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد على مدار السنوات القليلة الماضية ، حيث حملت الكتب السابقة العناوين التالية : كن داعياً ، المصالح العليا للأمة وضرورة رعايتها والمحافظة عليها ، الوسطية والاعتدال وأثرهما على حياة المسلمين ، منهج أئمة الدعوة في الدعوة إلى الله ، فقه الأزمات ، المرأة الداعية وتنويع أسلوب الخطاب الشرعي ، الفتوى بين مطابقة الشرع ومسايرة الأهواء ، الضوابط الشرعية لموقف المسلم من الفتن ، الآثار الحميدة للدعوة الإسلامية ، من أصول الدعوة ، توجيهات للأئمة والخطباء ،إضافة إلى سلسلة من المجلات ، والمطبوعات المتنوعة التي تصدرها الإدارة تباعاً في مختلف المناسبات والفعاليات التي تنظمها الوزارة ، أو تشارك فيها حيث تجاوز عددها مليون ونصف المليون مطبوعة ما بين كتاب ، وكتيب ، ونشرة ومجلة .