سيطرت الأحداث المثيرة للجدل ونجاح منتخبات أمريكا الجنوبية، على فعاليات المباريات الثماني التي أقيمت على مدار الأيام الأربعة الماضية، في دور الستة عشر لبطولة كأس العالم 2010 بجنوب أفريقيا. شاركت في البطولة الحالية خمسة منتخبات من القارة اللاتينية، صعدت جميعها إلى دور الستة عشر للبطولة، ثم تقلص العدد إلى أربعة منتخبات في دور الثمانية، بعدما تغلب المنتخب البرازيلي على نظيره الشيلي 3/صفر في دور الستة عشر للبطولة. تأهل المنتخب الأرجنتيني لدور الثمانية بالفوز على المكسيك 3/1 وتأهلت أوروجواي بالفوز على كوريا الجنوبية 2/1 ثم باراجواي بالفوز على اليابان 5/3 بضربات نقطة الترجيح، بعد تعادلهما سلبيا في المباراة. قدم المنتخب البرازيلي أفضل أداء لفرق أمريكا الجنوبية في البطولة الحالية. ومن الناحية النظرية ، تستطيع منتخبات أمريكا الجنوبية أن تحتكر جميع المقاعد الأربعة في الدور قبل النهائي للبطولة حيث لن يلتقي أي منهم مع الآخر في دور الثمانية. ففي دور الثمانية ، تلتقي أوروجواي مع غانا والبرازيل مع هولندا والأرجنتين مع ألمانيا وباراجواي مع أسبانيا. لم تكن السيطرة اللاتينية السمة الوحيدة البارزة في دور الستة عشر للبطولة، وإنما كانت هناك أيضا الأخطاء التحكيمية الفادحة والتي استحوذت على نصيب وافر من اهتمام وسائل الإعلام. ففي المباراة التي جمعت بين المنتخبين الألماني والإنجليزي الأحد الماضي ، حرم حكم أوروجواي، خورخي لاريوندا، منتخب إنجلترا من هدف صحيح سجله فرانك لامبارد، حيث أشار باستمرار اللعب رغم تجاوز الكرة خط المرمى بعد اصطدامها بباطن العارضة. أظهرت الإعادة التلفزيونية أن الهدف كان صحيحا، وكان من شأنه انهاء الشوط الأول من المباراة بالتعادل 2/2 . سجل المنتخب الألماني هدفين آخرين خلال الشوط الثاني من المباراة حملا توقيع اللاعب الشاب توماس مولر ليفوز الفريق 4/1 ويتأهل لدور الثمانية بالبطولة. وبعدها بساعات قليلة ، جاء الدور على المنتخب المكسيكي لينال نصيبه من أخطاء الحكام حيث احتسب الحكم الإيطالي روبرتو روزيتي هدفا للمنتخب الأرجنتيني سجله اللاعب كارلوس تيفيز من وضع تسلل واضح، ليكون الهدف الأول للتانجو الأرجنتيني الذي حقق الفوز 3/1 . لم يرفع الحكم الإيطالي المساعد ستيفانو أيرولدي رايته ليشير الى التسلل مما دفع روزيتي الى احتساب الهدف وهو ما أثار غضبا شديدا ضد الحكم الإيطالي الذي لم يستجب لاحتجاجات المكسيك. لم تكن مفاجأة أن يخرج لاريوندا وروزيتي ومساعدوهما ضمن الحكام المستبعدين من إدارة باقي مباريات البطولة بعد انتهاء دور الستة عشر. وربما كلفت أخطاء لاريوندا وروزيتي منتخبي المكسيكوإنجلترا كثيرا وأطاحت بهما خارج البطولة ولكن أي منهما لم يحصل على رد سريع من الاتحاد الدولي للعبة (فيفا). وأكد فيه نيكولاس مينجوت، المسؤول الاعلامي بالفيفا، في اليوم التالي للواقعتين أن الاتحاد الدولي لا يفكر في الاستعانة بالتكنولوجيا لمساعدة الحكام في العامين المقبلين. ولكن السويسري جوزيف بلاتر رئيس الفيفا، حاول بعدها بيوم آخر تبديد بعض الغضب الذي تفجر بسبب أخطاء الحكام. وقال بلاتر “سيكون أمرا سخيفا ألا ندرس هذه القضية. يجب أن نجري مناقشات أخرى بشأنها”. وستكون بداية هذه المناقشات خلال اجتماعات مجلس الاتحاد الدولي للعبة (إفاب) في كارديف الشهر المقبل. وقال بلاتر “بعد ما رأيناه ، سيكون من غير المعقول ألا نفتح قضية استخدام التكنولوجيا”. كما أعرب بلاتر عن اعتذاره لكل من إنجلتراوالمكسيك، وقال “أعرب عن اعتذارنا للوفدين اللذين تأثرا بالأخطاء الواضحة”. وأصبح المنتخب الغاني ثالث منتخب أفريقي يتأهل لدور الثمانية بعدما نجح منتخبا الكاميرون والسنغال في ذلك عامي 1990 بإيطاليا و2002 بكوريا الجنوبية واليابان على الترتيب. وتأهل الفريق إلى دور الثمانية على حساب المنتخب الأمريكي حيث تغلب عليه 2/1 بعد مباراة شهدت وقتا إضافيا، في مدينة راستنبرج. وبدا المنتخب الغاني بشكل جيد على مدار الوقتين الأصلي والإضافي، ويسعى الفريق إلى استغلال الفرصة بعد نجاحه الرائع في البطولة الحالية وأن يحقق إنجازا تاريخيا غير مسبوق، ببلوغ الدور قبل النهائي ليكون أول منتخب أفريقي يصل لهذا الدور. كان منتخب غانا هو المنتخب الأفريقي الوحيد الذي تأهل للدور الثاني في مونديال 2006 بين خمسة منتخبات شاركت في البطولة، ثم كرر الفريق ذلك في البطولة الحالية حيث أصبح الوحيد من بين فريق القارة السمراء الست التي شاركت في البطولة الحالية الذي يشق طريقه للدور الثاني. يسعى الفريق إلى مواصلة نجاحه في البطولة الحالية والاستفادة من قدراته الهجومية بقيادة كيفن برنس بواتينج وأسامواه جيان، لعبور عقبة منتخب أوروجواي في دور الثمانية للنهائيات العالمية. تقدم المنتخب الغاني على نظيره الأمريكي بهدف سجله بواتينج ولكن لاندون دونوفان سجل هدف التعادل للمنتخب الأمريكي من ضربة جزاء قبل أن يحسم جيان اللقاء بهدف في الوقت الإضافي للمباراة التي شاهدها الرئيس الأمريكي السابق بيل كلينتون من مقاعد المتفرجين بالاستاد. كما تأهل المنتخب الهولندي إلى دور الثمانية بالتغلب على نظيره السلوفاكي 2/1 في ديربان. واحتفل النجم الهولندي آريين روبن بمشاركته الأولى في التشكيل الأساسي لفريقه بالمونديال الحالي بعد تعافيه من الإصابة، وذلك بتسجيل هدف التقدم للمنتخب الهولندي في الدقيقة 18 من المباراة. وأضاف ويسلي شنايدر الهدف الثاني قبل ست دقائق من نهاية المباراة، بينما سجل المنتخب السلوفاكي هدفه الوحيد في الوقت بدل الضائع من ضربة جزاء سددها روبرت فيتيك، ولكن الوقت لم يسعف المنتخب السلوفاكي لتسجيل هدف التعادل. وعانى المنتخب الأسباني أكثر مما كان متوقعا في مباراته أمام البرتغال ولكنه نجح في النهاية، وحجز بطاقة التأهل لدور الثمانية بهدف ديفيد فيا في شباك المنتخب البرتغالي. وأصبح يتعين على منتخبات أسبانيا وألمانياوهولندا الدفاع عن كبرياء الكرة الأوروبية من خلال ثلاث مواجهات مع فرق أمريكا الجنوبية في دور الثمانية. شهد دور الستة عشر بالبطولة الحالية تأهل ستة منتخبات أوروبية فقط من بين 13 منتخبا من القارة، شاركوا في البطولة ليكون أقل عدد من المنتخبات الأوروبية في دور الستة عشر على مدار تاريخ البطولة. وتقلص هذا العدد إلى ثلاثة منتخبات في دور الثمانية بعدما اصطدمت الفرق الست مع بعضها البعض في دور الستة عشر.