مع نهاية كل عام دراسي وبصورة سنوية تكون الرؤية ضبابية أمام معلمات الاختصاص وإداريات المدارس، ورغم مرور خمسين عاماً على تعليم الفتاة السعودية إلا انه وبصورة سنوية يتكرر سيناريو الإجازات متى تبدأ؟ ومتى يحق للمعلمات التمتع بها وخاصة معلمات الاختصاص المسئولات عن الفصول الدنيا ومعلمات المرحلة الابتدائية اللاتي يقمن بالعدد (1) للاجتياز، هذه الفئة من المعلمات لم يمر عام دراسي دون أن يكون هناك لبس في كيف سيقضين وقتهن بعد أن ينهين مهمة تقييم طالبات المرحلة الابتدائية؟ ومتى يبدأن إجازاتهن؟. هذه الفئة من المعلمات حقوقهن مغيبة عنهن وأنا لا ألوم وزارة التربية والتعليم في وضعهن وإنما أوجه عتبي إليهن في عدم إلمامهن بما لهن وما عليهن ضمن حدود وظائفهن التي يؤدينها. تقضي معلمات المرحلة الابتدائية فترة ليست بالقصيرة وهن حبيسات المدارس دون القيام بأي عمل يمكن أن يعود بالنفع عليهن أو على المدرسة أو حتى على الوطن فهن يحضرن للمدرسة من الساعة السابعة صباحاً وحتى الثانية عشرة ظهراً دون أن يقمن بأي عمل غير الجلوس في المدرسة والنوم وتناول الأحاديث بشتى أنواعها وعمل المأكولات والتجمع على تناولها هذا الوضع يستمر من ثلاثة إلى أربعة أسابيع طاقة مهدرة يشوبها عدم الرضا من الغالبية العظمى من الموظفات اللواتي يجدن أن منازلهن وأبناءهن أولى بهن خلال فترة الاختبارات. ورغم أن هذه الفترة تكون من أقسى وأصعب الفترات لدى معلمات المرحلة الثانوية حيث تكون الاختبارات والتصحيح وفترة الاختبارات تمتد لثلاث ساعات وبعدها عملية تصحيح الأوراق تمتد للساعة الثانية والنصف إلى الثالثة ظهراً في هذه الفترة معلمات المرحلة الابتدائية يعشن حالة ملل وفراغ قاتلة ومعلمات الثانويات يعشن حالات استنفار وضغط عمل قاتلة والجهة المشرفة على المرحلتين واحدة. هل هناك خلل في التخطيط أسوأ من هذا؟ بما أن الوزارة ترى أن تبدأ المعلمات إجازاتهن في فترة واحدة لماذا لا يتم الاستفادة من معلمات المرحلة الابتدائية في الملاحظة على طالبات الثانوية وتفرغ معلمات الثانوية لعمليات التصحيح؟ سؤال قد يرغب الجميع معرفة الإجابة عليه وقد يعرف البعض الإجابة عليه وهناك فئة من المعلمات ممن تدربن على الكسل نتيجة تكرار الحالة بصورة سنوية لا يروق لهن تدخلي في الموضوع . هل تعرفون سبب تراكم الطاقة المهدرة للمعلمات السبب هو النظام فوزارة التربية والتعليم لا تجيد التعامل مع بنود النظام وترى أن تترك المعلمات دون عمل في المدارس على أن يفتح لهن باب جديد في النظام يُقوم الوضع الحالي، أنا على يقين بأن هناك من سيرد على مقالي ليقول إن المعلمات يحصلن في هذه الفترة على دورات خاصة المرتبطات بالمناهج الجديدة التي تغيرت أقول صحيح والباقيات وهن الأغلب؟. إن وزارة التربية والتعليم بحاجة إلى إعادة هيكلة أنظمتها واستحداث قطاعات وتوسيع في الصلاحيات ودراسة مستفيضة للوائح والأنظمة وإلغاء الذي لم يعد هناك حاجة للتعامل معها الآن وإضافة الجديد الذي يواكب مستحدثات التغيير التي تتطلبها المرحلة ويحفز منسوبي القطاع أن الموجود الحالي والممارس في وزارة التربية والتعليم يحتاج إلى تغيير وليس ترميم. إن التربية هي أساس بناء الأمم لأنها تبني الأفراد الذين يشكلون المرحلة ويصنعون التاريخ، ووزارة التربية والتعليم لدينا بحاجة إلى التغيير والتجديد والتطوير لا الترميم الذي نراه يطال المنهج ولا يطال الفرد ، يطال المعلم ولا يطال الإدارة ، قطاع التعليم يختلف عن جميع القطاعات فهو كل لا يتجزأ ، لذا يجب أن يكون التغيير شاملاً وليس جزئياً ، بهذا نحافظ على الطاقات من الهدر ونستفيد من كل الطاقات الموجودة ، وليس أجمل من طاقة تقدم خدمة للوطن.