بفضل من الله وكرمه تم افتتاح مركز السيدة خديجة بنت خويلد حاضنة الدعوة في يوم الأحد من الأسبوع الجاري , وهو مركز خاص بالإرشاد الأسري والاستشارات النفسية والتربوية , وهو تابع لجمعية أم القرى الخيرية النسائية بمكةالمكرمة . هذا وقد كان الافتتاح على شرف المديرة العامة للإشراف النسائي الاجتماعي الأستاذة نوره بنت عبدالعزيز آل الشيخ. وتشير سعادة الدكتورة هانم بنت حامد ياركندي رئيسة مجلس إدارة جمعية أم القرى بأن هذا المركز هو الأول من نوعه في مدينة مكةالمكرمة , ورؤيته تتجسد في ترسيخ فنون التعامل مع الذات ومع الآخر , أما عن رسالته فهي تحقيق السكن النفسي وتقديم خدمات متميزة بأقل تكلفة ممكنة ؛ وذلك من خلال تجنيد فريق عمل متخصص ومدرب على أفضل التقنيات الحديثة والمتطورة في تقديم الاستشارات النفسية والتربوية بالاضافة إلى الاستعانة بالخبراء والمستشارين الذين لهم باع طويل في تقديم الخدمات الإرشادية الأسرية والنفسية . وجاء على رأس هؤلاء الخبراء نخبة مميزة من أساتذة جامعة أم القرى أمثال الأستاذ الدكتور محمد طيب المستشار الإرشادي الوراثي وعميد كلية الصيدلة , والأستاذ الدكتور محمد القرني المستشار الأسري وعميد كلية العلوم الاجتماعية , بالإضافة إلى الدكتورة جميلة سقا المدربة البشرية في تطوير الذات , والعديد من المختصين والمختصات المتمرسين في مجال الخدمة البشرية. وجاءت أهداف هذا المركز لتشمل تقديم البرامج الإرشادية والعلاجية والوقائية والإنمائية ؛ وذلك من خلال بذل المشورة النافعة والنصيحة الصادقة والمساعدة النظرية والتطبيقية لتغيير الذات , والعمل على تطوير وتوجيه واستثمار القدرات الكامنة لدى الأفراد , والرقي بمستوى التوافق الفكري والسلوكي والاخلاقي والاجتماعي لديهم نحو الانجاز والتميز والإبداع. أما عن الفئة المستهدفة في المجتمع فهم من السيدات والأطفال في جميع الأعمار والذين لديهم بعض المشكلات الأسرية , أو الدراسية , أو الاجتماعية , أو النفسية أو النمائية التطويرية . وتقديم الخدمات الإرشادية لهذه الفئة يكون عن طريق تنسيق جلسات إرشادية ضمن برنامج إرشادي يقدمه المركز وذلك لتحقيق مستوى التوافق النفسي العام وخفض مستوى التوتر والقلق والانفعالات السلبية التي تعوق من العيش الهادئ مع الذات ومع المجتمع الخارجي. ولعل إنشاء مثل هذه المراكز جاء ليشبع حاجة المجتمع المستمرة إلى تحقيق الهدوء والطمأنينة والاستقرار النفسي والأسري في ظل تغيرات الحياة الضاغطة والتي من شانها إحداث الخلل في الأدوار التعليمية والتربوية والمهنية والعلاقات الاجتماعية والمراحل الانتقالية الذاتية والأسرية . هذا وإن المواقف الضاغطة تشكل عبئا ثقيلاً على كاهل الفرد والتي تؤدي إلى إحداث العديد من المشكلات المتجددة والتي ينبغي مواجهتها بالتقنيات والفنيات الإرشادية العلمية والمتخصصة. ويعد المركز الإرشادي المتخصص بمثابة حلم يداعب مخيلة كل عامل في مجال الخدمات النفسية والأسرية والاجتماعية , ولذلك لما له من مميزات تضمن التوعية الشاملة لكافة أفراد المجتمع بمستجدات الأمور والمشكلات التي قد تواجه الفرد وتحول دون توافقه في الحياة وتسبب له التوتر والانفعال الذي يؤثر على صحته الجسدية والنفسية , وبالتالي تؤثر على طاقته الاستيعابية والإنتاجية. والخدمة المقدمة في هذا المركز قد تضمن للفرد حل مشكلاته من خلال تبصره وتعلمه لأنماط جديدة من السلوك الإيجابي والاتجاهات المحفزة والتي يمكن بواسطتها إدراك واقعه والتعامل معه وفقا للإمكانيات المتاحة لديه. وقفة لنرتقي: إن الفرد (المسترشد) الذي يقصد المركز الإرشادي هو شخص واعٍ بمشكلاته ويحتاج إلى من يساعده على إدراك واقعه والتعامل من خلاله بإيجابيه بناءة حتى يعيش في بيئة مستقرة وسعيدة.