يسعى المنتخب الهولندي الى تكريس العروض القوية التي قدمها خلال تحضيراته لمونديال جنوب افريقيا 2010 وذلك عندما يستهل مشواره في المجموعة الخامسة بمواجهة نظيره الدنماركي اليوم الاثنين على ملعب “سوكر سيتي” في جوهانسبورغ. وكان المنتخب الهولندي حقق ثلاثة انتصارات ودية على المكسيك (2-1) وغانا (4-1) والمجر (6-1) قبل سفره الى جنوب افريقيا، وقد امل مدربه بيرت فان مارفييك ان ينجح المنتخب “البرتقالي” في تكريس هذه العروض انطلاقا من مواجهته الاولى على الاطلاق مع “ديناميت” الدنمارك، لكي يستهل مشواره التاسع في العرس العالمي بافضل طريقة ممكنة. وعلق فان مارفييك على وضع رجاله قائلا “استفدنا من الفترة التحضيرية الى اقصى الحدود، لكن يجب ان نكرس هذا الامر في المباريات الرسمية لان نتائج المباريات الودية لا تشكل اي ضمانة. التوتر يزداد، وهذا امر طبيعي. وظيفتي الان ان يصل اللاعبون الى وقت اللعب دون اي توتر من اجل ان يتحرروا على ارضية الملعب”. ويبحث المنتخب الهولندي عن التخلص من صفة المنتخب الذي يتألق في دور المجموعات، لكنه يعاني من هبوط مفاجىء في مواجهاته الحاسمة في الادوار اللاحقة، وهو يريد نسيان مشاركته الاخيرة في ألمانيا 2006 عندما خرج من دور ال16 اثر مباراة “دموية” مع البرتغال، كما ان مشاركته في كأس أوروبا 2008 انتهت بطريقة دراماتيكية، لانه وبعد فوزه الساحق على فرنسا في الدور الاول واجتياز ايطاليا بطلة العالم، وقع في فخ الدب الروسي وخرج من ربع النهائي. على وقع خيبة الأمل الأخيرة، استلم فان مارفييك دفة التدريب من ماركو فان باستن وكانت اولى مهامه التأهل الى جنوب افريقيا 2010 فحقق مبتغاه بطريقة مثالية، اذ كان “البرتقالي” المنتخب الوحيد الى جانب اسبانيا الذي يفوز في جميع مبارياته كما انه امتلك أفضل دفاع، اذ دخل مرماه هدفين فقط في ثماني مباريات في مجموعة ضمت النروج، اسكتلندا، مقدونيا وايسلندا، ليصبح أول منتخب من القارة العجوز يحجز بطاقة التأهل الى جنوب أفريقيا. يعتمد فان مارفييك غالبا على خطة 4-2-3-1 على غرار فان باستن، وهو يعول على ترسانة من اللاعبين الموهوبين أمثال لاعب الوسط الماهر وصاحب التسديدات الخطيرة ويسلي سنايدر الذي توج بطلا لاوروبا وللدوري والكأس الايطاليين مع انتر ميلان، روبن فان بيرسي نجم ارسنال الانكليزي، ديرك كاوت مهاجم ليفربول الانكليزي، ولاعب وسط ريال مدريد الاسباني رافايل فان در فارت وصهر المدرب مارك فان بومل قائد بايرن ميونيخ. وسيفتقد المنتخب الهولندي الى الجناح الطائر روبن بسبب اصابة تعرض لها خلال مباراة المجر الودية عشية سفر “البرتقالي” الى جنوب افريقيا، ورفض مدربه التأكيد اذا كان الجناح المميز سيشارك امام الدنمارك، مضيفا “ستعرفون ذلك الاثنين.... كما قلت مرارا وتكرارا في الايام الاخيرة، اريين لم يلعب او يتدرب فعليا منذ ثلاثة اسابيع. يقولون لي بان كل شيء على ما يرام بالنسبة له، بانه شفي من الاصابة، لكني سانتظر حتى اراه بعيني. املك لاعبين بما فيه الكفاية ليلعبوا بدلا منه. قدم فان در فارت وسنايدر وفان بيرسي وكاوت اداء جيدا جدا في المباريات الودية”. وفي معرض رده على سؤال حول معاناة منتخبه بعض الشيء من الناحية الدفاعية، مقابل تألقه هجوميا، قال فان مارفييك “هل تعتقدون باني ساكشف لكم عن نقاط القوة والضعف في المنتخب الهولندي؟. بشكل عام، يمكننا القول بان منتخبنا مبدع، يعشق اللعب الهجومي. اما بالنسبة للامور الاخرى، فاتركها لتحليلكم الشخصي”. من المؤكد ان المباراة ستعطي فكرة واضحة عن وضع المنتخب الهولندي امام منافس لم يتحدث عنه الكثيرون في جنوب افريقيا حيث بقي بعيدا عن الاضواء والاهتمام الاعلامي، لكنه قد يفاجىء خصمه “البرتقالي” بعد ان كان حقق الامر ذاته مع نظيره البرتغالي في التصفيات حيث تصدر المجموعة على حساب الاخير واجبر كريستيانو رونالدو وزملاءه على خوض الملحق ضد البوسنة من اجل التواجد في جنوب افريقيا. لم يظهر رجال المدرب مورتن اولسن بصورة مشجعة خلال تحضيراتهم للعرس الكروي حيث خسروا مباراتيهما الاخيرتين امام استراليا وجنوب افريقيا، الا ان ذلك لا يعطي صورة واضحة عن وضع ال(ديناميت) وسيتبلور الوضع انطلاقا من اليوم الاثنين. وسيحاول الدنماركيون المحافظة على تقليدهم والتأهل الى الدور الثاني للمرة الرابعة من اصل اربع مشاركات، بعد أعوام 1986 و1998 و2002، لكن المهمة لن تكون سهلة في ظل وجود الكاميرون في المجموعة ايضا، فيما تبدو اليابان الحلقة الاضعف. وستقرر مواجهة “سوكر سيتي” وجهة الدنمارك في المجموعة، قبل ان تلعب مع الكاميرون بعد خمسة أيام في بريتوريا ثم تختتم الدور الاول أمام اليابان في راستنبورغ في 24 يونيو. ايطاليا x بارغواي تراهن ايطاليا على الخبرة والروح المعنوية لتشكيلتها التي تضم 9 لاعبين ساهموا في تتويجها بلقب كأس العالم لكرة القدم قبل اربعة اعوام في المانيا، وذلك من أجل التتويج باللقب العالمي الثاني على التوالي والخامس في تاريخها بعد اعوام 1934 و1938 و1982 و2006. اذ يشتهر ليبي بأسلوب لعبه الذي يعتمد على المجموعة وليس الفرديات وهو يبدو لن يغير مبادئه في جنوب افريقيا. شكل منتخبا قويا ومتحمسا، والأهم من ذلك متحدا، تماما كما فعل عام 2006 وتوج باللقب. وقال ليبي “لا أعتقد بأنني اخترت أفضل اللاعبين فنيات في ايطاليا للمشاركة في مونديال المانيا، لكني في المقابل، انتقيت لاعبين منسجمين ومتماسكين وابطالا يملكون الرغبة لتقديم كل شىء من اجل زملائهم ومنتخب بلادهم. شكلت فريقا متوازنا لا يشعر فيه أحد بانه افضل من الاخر”. فضل ليبي بعد عودته الى الادارة الفنية للمنتخب الايطالي عقب اقالة روبرتو دونادوني (2006-2008)، الاعتماد على لاعبي الخبرة بينهم 9 لاعبين ساهموا في احراز اللقب في مونديال المانيا وهم حارس المرمى جانلويجي بوفون والمدافعان فابيو كانافارو وجانلوكا زامبروتا، ولاعبو الوسط ماورو كامورانيزي ودانييلي دي روسي وجينارو غاتوزو واندريا بيرلو، والمهاجمان البرتو جيلاردينو وفينتشنزو ياكوينتا. من جانبها تركز البارغواي على خط دفاعها القوي اليوم أمام الالمنتخب الايطالي ، لكنها تواجه مشاكل في خط الهجوم بسبب غياب هدافها سالفادور كابانياس الذي تعرض لاصابة برصاصة في رأسه اثر هجوم مسلح في مكسيكو سيتي في يناير الماضي، وتظل وفية دائما لسمعتها المتمثلة في تشكيل منتخب قوي يعتمد بالاساس على صلابة خط الدفاع، اذ كانت البارغواي صاحبة ثاني افضل خط دفاع في التصفيات الاميركية الجنوبية المؤهلة الى المونديال حيث دخل مرماها 16 هدفا في 18 مباراة وذلك بفضل قوة خط دفاعها وتألق حارس مرماها وفياريال الاسباني خوستو فيار الذي هو أيضا قائد المنتخب. ويتميز المنتخب البارغواني بتمكنه من بناء الهجمات المرتدة والاستفادة من الكرات العالية، و تملك البارغواي خط دفاع قوي يستغله رجال المدرب الارجنتيني خيراردو “تاتا” مارتينو للانطلاق بسرعة نحو الهجمات المرتدة، كما ان البارغواي خطيرة في الكرات العالية. أغلب الاهداف ال24 التي سجلتها في التصفيات كانت عن طريق الهجمات المرتدة والكرات العالية.