استعرض مدير عام صندوق الموارد البشرية (هدف) أحمد المنصور الزامل إنجازات خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود خلال الخمس سنوات الماضية وقال (إن عطفه وإنسانيته ملكت قلوب شعبه بل والشعوب العربية والإسلامية والعالمية على السواء). جاء ذلك في مقال له بمناسبة الذكرى الخامسة لمبايعة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود فيما يلي نصه : إن الأقلام لتعجز عن التعبير عما تكنه النفوس من حب وتقدير لملك الإنسانية الملك الصالح العادل عبدالله بن عبدالعزيز، فأعماله وسجاياه الكريمة أكثر من أن تعد وتحصى وإنجازاته حقائق ملموسة على أرض الواقع، فقد ملك القلوب بعطفه وإنسانيته. وبالرغم من مرور خمسة أعوام منذ مبايعته ملكاً للمملكة العربية السعودية إلا أنه استطاع خلال هذه المدة القصيرة أن يخط بحروف من ذهب إسمه قائداً فذاً يعمل بلا كلل من أجل إسعاد شعبه وشعوب العالم الإسلامي والعربي، والعالم كله يشهد له بهذه الحقائق. فالخطط التنموية الشاملة عمت أنحاء المملكة، ويأتي في المقدمة إنشاء مدينة الملك عبدالله الاقتصادية في رابغ، وإنشاء مدن اقتصادية في كل من حائل والمدينةالمنورة وجازان، ومدينة المعرفة الاقتصادية بالمدينةالمنورة إلى جانب مركز الملك عبدالله المالي بمدينة الرياض وإعلان مطار المدينةالمنورة مطاراً دولياً وتوسعة مطار الملك عبدالعزيز بجدة وإنشاء مطار المدينة الاقتصادية برابغ. خير شاهد على مدى الاهتمام الذي يوليه حفظه الله للتنمية الشاملة لكافة مناطق المملكة. بالإضافة إلى العديد من المشاريع التنموية في مجالات الإسكان والخدمات الصحية والتعليمية وتوفير الماء والكهرباء وكافة المرافق الضرورية ، كما أن اهتمامه -حفظه الله- بتخفيض نسبة البطالة ومعالجة الفقر يؤكد أن هناك مشاريع تنموية عملاقة في طريقها للتنفيذ لاستيعاب جزء كبير من البطالة. ولم يفته حفظه الله أن إنجاز هذه الأعمال يحتاج إلى محاربة الفساد الإداري والقضاء على الروتين ورفع كفاءة الأداء الحكومي والتركيز على السرعة في إنجاز أمور المواطنين وعدم تعطيل مصالحهم. كما حظي الجانب التعليمي باهتمامه - حفظه الله- حيث وجه بتأسيس جامعات جديدة في عدد من المدن، ويعد برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي نقلة نوعية، حيث وجه بمد الابتعاث الخارجي (5) سنوات أخرى بدءاً من عام 1431ه، حيث يهدف البرنامج إلى نقل التقنية والمعرفة من مصادرها الأصلية في الجامعات العالمية المرموقة، ما يشكل إضافة كبيرة للتعليم ويدفع به إلى آفاق جديدة، وسد احتياج بلادنا بالكفاءات الوطنية المؤهلة في تخصصات نوعية تعد أعمدة الارتكاز للتنمية، ولا تقتصر مخرجات البرنامج على ملء الاحتياج الوظيفي لسوق العمل بالتخصصات الحديثة فحسب, بل سيكون لها الدور البارز في مجال الإبداع والابتكار . كما جاء دعمه غير المحدود لصندوق تنمية الموارد البشرية امتداداً لحرصه -حفظه الله- على توفير فرص العيش الكريم لأبناء وبنات الوطن، حيث أسهم الدعم في زيادة وتنوع البرامج التي يقدمها الصندوق من أجل تدريب وتأهيل وتوظيف المواطنين للعمل في القطاع الخاص، وقد استطاع الصندوق خلال الخمس سنوات الماضية تدريب وتوظيف 139461 مواطن ومواطنه، وقد تم في عام 2009م وحده إبرام 1174 اتفاقية دعم مع منشآت القطاع الخاص لتدريب وتوظيف سعوديين بميزانيات دعم قدرها 2.245.763.477 ريالاً، كما تم تدريب وتوظيف 48000 مواطن ومواطنة في نفس العام. وقد حافظت المملكة بقيادة الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله على الثوابت واستمرت على نهج الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود - تغمده الله بواسع رحمته - فصاغت نهضتها الحضارية ووازنت بين تطورها التنموي والتمسك بقيمها الدينية والأخلاقية. وينطبق على خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز القول الشهير (عبر الجسر قبل أن يصل إليه) وذلك نتيجة للإنجازات السريعة التي حققها منذ مطلع حياته في الإطلاع على الشئون السياسية في العالم وكان سباقاً في الدعوة إلى الوسطية والابتعاد عن التطرف، ولقد شجع حفظه الله ودفع بكل إخلاص برنامج الإصلاح الاقتصادي منذ إنشاء المجلس الاقتصادي الأعلى وما تبعه من هيئات متخصصة مثل هيئة سوق المال وهيئة الاتصالات وهيئة الكهرباء وهيئة الغذاء والدواء ..الخ، ولعل بوادر هذا الإصلاح ظهرت في تنامي الميزانية العامة للدولة وارتفاع فائض التجارة الخارجية لصالح المملكة إضافة إلى ارتفاع متوسط دخل الفرد وتحسن مستوى المعيشة، ومن المؤمل إن شاء الله استمرار هذا النمو مستقبلاً. وبخبرته المعهودة فإنه أدرك أن التنمية لا يمكن أن تتحقق إلا في جو من الأمن والأمان والاستقرار السياسي ما يؤكد حرصه حفظه الله على استتباب الأمن والاستقرار ومحاربة الإرهاب والتطرف الأمر الذي يعطي دلالة واضحة على مدى اهتمامه بتوفير كل عوامل الطمأنينة لجذب الاستثمارات للمملكة، وما الاستقرار السياسي والأمني والاقتصادي الذي تعيشه المملكة في منطقة فيها تنازعات وتجاذبات واستقطابات سياسية إلا نتيجة للسياسة الحكيمة التي تنتهجها منذ عهد المؤسس الراحل الملك عبدالعزيز -رحمه الله- والذي سار على دربه أبناءه البررة. ولم يقتصر اهتمامه حفظه الله على الصعيد المحلي فقط وإنما امتد ليشمل الاهتمام بالاستقرار العالمي ما يؤكد رؤيته الصائبة بأن حرص المملكة على مصالحها الخاصة لا يمكن أن يبعدها عن النظر في مصالح شركائها في مختلف أنحاء العالم وخاصة الدول الصناعية بالإضافة إلى عدم الإضرار بمقدرات الاقتصاد العالمي. حفظ الله خادم الحرمين الشريفين وأبقاه سنداً وذخراً للإسلام والمسلمين .