اليوم ونحن نحتفل بالعهد الذهبي من الانجازات العملاقة في ذكرى مرور خمسة أعوام للبيعة المباركة وتولي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود – حفظه الله – مقاليد الحكم بالمملكة العربية السعودية نستشعر كيف رسم رعاه الله للإنسان خارطة المكان وجعل للإنسانية عنواناً واختصر مفاهيم التفاني بصدق الإيمان وسطر أروع شواهد الإحسان وبرمج فرص الإتقان إلى آليات تستثمر الطاقات وتُسخر الإمكانات وتخدم الوطن ومواطنيه على كافة الأصعدة وفي كل الاتجاهات حيث المناخ الايجابي والوعي الثقافي والدور الريادي والأمن الفكري والاستقرار الأخلاقي والبناء الذاتي للنفس البشرية الباحثة عن الاطمئنان والمُحبة لمعاني الخير وأبجديات السلام. فمنذ أن أرسى الوالد المؤسس جلالة الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود – طيب الله ثراه- قواعد هذه البلاد الشامخة التي اتخذت من القرآن الكريم والسنة النبوية أساس قيادتها ومنبع حكمتها وعز حنكتها وفخر سيادتها وسراً من أسرار قوتها .. جاء الأبناء من بعده ورسخ كلٌ منهم تلك المبادئ وجعلوا منها نبراسا يضيء طريقهم ويخدم دينهم ودنياهم وبذلك صنعت الدولة السعودية سلالم مجدها ودورها الفاعل تجاه الأمة العربية والإسلامية وتميزت بالصورة المشرفة التي يعتز بها كل مواطن ينتمي إلى هذه الأرض الطيبة. وبخطوات واثقة أكمل ملك الإنسانية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز المسيرة وجعل من الانجازات سبيله نحو النهوض بالوطن وتلمس احتياجات مواطنيه ومنحهم المكرمات الملكية الثمينة. فكما عُرف حفظه الله بأنه رجل الأمة العربية والإسلامية تقوده مشاعره النبيلة إلى وحدة الصف والتسامح والحوار وإسعاد البشرية بطيبه ورجاحة عقله وحسن خلقه واهتمامه بشؤون المسلمين ، يسعى باستمرار إلى إيجاد الحلول الجذرية للمشكلات وتقريب وجهات النظر واحتواء الخلافات وتقديم المساعدات وبناء المواقف المتميزة في المحافل الدولية والعالمية ، لشخصيته حضور رفيع ولملامح ذاته رؤيا ثاقبة في مواجهة التحديات واتخاذ القرارات ، بالمنطق والإقناع يُقدم التوجيهات وبالعلم والإخلاص يُزيل العقبات وبالسداد في الرأي يمزج الثقافات وبالحق والعدل يصنع الحضارات ، وبالفكر والصدق يُحقق الأمنيات. ان الهوية تعكس لمعان المعدن ، ويُخلد التاريخ عراقة الواقع ، ويُترجم الزمن بصمات الأفعال لأشخاص تنبض قلوبهم من أجل الآخرين وتُجسد قيمهم عمق التلاحم بين الماضي ضمن مسيرة نماء الحاضر وأبعاد المستقبل فسرد الأمجاد وتعظيم الأجداد ينطلق من الحفاظ على الأصالة وتبني سياسة الحوار وتعزيز مبدأ الاحترام والسعي إلى امتلاك أدوات التنمية في إطار الشمولية والتكامل مع معطيات العصر الحديث واكتساب القدرة على التجديد وتوسيع دائرة الحضارة وتحقيق النهضة الشاملة. ومن المسلمات أن لا تمر ذكرى البيعة الخامسة المباركة التي تصادف اليوم الاربعاء 26 جمادى الآخرة 1431ه دون أن نستذكر الانجازات والمكاسب الوطنية والتنموية التي انعكست على المواطن ولمس أثرها في حياته اليومية من خلال تسريع وتيرة الاصلاح الاجتماعي والسياسي والديني بالوسطية ، والتعاطي مع قدرات المرأة ومنحها حيزاً أكبر من المساحة والثقة لتقوم بدورها في خدمة الوطن ، ايضاً من خلال توجيه ميزانية الدولة لانجاز مشاريع التنمية الشاملة في كافة أرجاء الوطن وشملت كل القطاعات الصحية والتعليمية والكهرباء والماء والاقتصاد والصناعة والنقل والمواصلات والزراعة والثقافة ... وغيرها. ولأن الإنسان هو الركيزة الأساسية في التنمية وبناء الوطن والمحافظة عليه قدمت له السبل للعيش الكريم والتسلح بالعلم والمعرفة فاطلقت الجامعات وازداد عددها وتوجت باطلاق جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية (كاوست) لتكون الماسة التي تزين عقد جامعات السعودية وتضئ دروب العلوم فيها. ومن الطبيعي ان لا تمر ذكرى كهذه دون أن نعرج على أكبر توسعة يشهدها الحرم المكي حالياً ، بل وتشهدها المدينة المقدسة مكةالمكرمة والتي ستكون بإذن الله مدينة عالمية في القريب العاجل بطرقها ومبانيها وساحاتها وقطاراتها حتى تصبح معلماً حضارياً يسهم في خدمة حجاج بيت الله الحرام ومعتمريه وزواره. ولو أردنا تسليط الضوء على المنجزات والمشاريع الحضارية والتنموية التي حدثت في هذا العهد الميمون لن تكفيها مجلدات تسطر بمداد من ذهب. لقد شهد هذا العهد معدلات غير مسبوقة من الانجازات العملاقة. نجدد الولاء .. ونعتز بالإنتماء .. ونعاهد على السمع والطاعة لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود وسمو ولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام ، وسمو النائب الثاني صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز آل سعود وزير الداخلية حفظهم الله ورعاهم. ________________________ للتواصل: مكةالمكرمة ص. ب:1185 ahbay 52 @ yahoo .com