تعلمنا الكثير من فضيلة الشيخ علي الطنطاوي رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته.. وخاصة برنامجه الشهير (نور على الدرب) (وارجو ان لا تخونني الذاكرة). واتذكر في هذا المقام قصة ذكرها فضيلته عن ابنة ابنته وهي تدرس في الصف الرابع الابتدائي فطلبت منه (رحمه الله) ان يسمع لها القرآن كواجب مدرسي طلبته منها المعلمة فسمع لها الآيات المطلوب منها حفظها.. وبعد ان انتهت سألته حفيدته ببراءة الاطفال من يقرأ القرآن أفضل انت ام معلمتنا؟ فرد عليها وبالتأكيد ان معلمتها افضل منه بمراحل.. مع العلم (ان الفرق بينهما واضح) . وقد ذكر فضيلته مبرر ذلك.. حيث قال انني حينما ارفع من قيمة المعلمة في نظر طالبتها.. فإن طالبتها تحترمها أكثر وتستفيدمنها اكثر.. بعكس لو قللت من شأنها فان الطالبة لا تحترمها ولا تستفيد منها. وقد ذكر فضيلته انه كلما حافظنا على قيمة المعلم ومكانته كلما حققت المدرسة اهدافها المنشودة. وليت فضيلته بيننا اليوم ليرى الفكر الذي يعيشه الكثير من الاباء الذين قد يصل الامر بالبعض منهم على تحريض ابنائهم ضد معلميهم .. وقد يصل بالبعض منهم ان يتوعد المعلم بالويل والثبور امام ابنائه وقد يأتي فعلاً للمدرسة ويخطىء على المعلم ويقلل من شأنه امام طلابه وزملائه. صحيح ان بعض المعلمين لا يحترمون انفسهم ولا يحترمون رسالتهم فتجده لا يعمل على ان يكون (القدوة الحسنة لابنائه الطلاب) ولكن بالتأكيد أن هذا ليس مبرراً للتقليل من شأنه امام طلابه بل يمكن التحاور معه وبشكل هادىء بعيداً عن اعين الابناء. ان سبب روعة الجيل السابق وتميزه هي النظرة التي كانت تنظر فيها الاسر الى المعلم والثقة التي تمنحه اياها في تعليم وتربية ابنائها ولهذا وجد (الجيل المحترم) انما ما يحصل للمعلم اليوم من عدم تقدير.. وعدم توقير المعلم لنفسه ومكانته جعل العملية التربوية والتعليمية تحتل كثيرا مما انعكس سلباً على نوعية مخرجاتها.. ولهذا علينا ان نعيد الهيبة للمدرسة ونعيد الهيبة للمعلم لنصنع الأجيال التي نفخر بها. آخر السطور: اذا قصرت يدك عن المكافأة فليصل لسانك بالشكر