يبدو أن الأمور في العراق تسير بالفعل في حلقة مفرغة كما أشار إلى ذلك إياد علاوي رئيس قائمة (العراقية) الذي فاز بأعلى الأصوات وينتظر من الناحية العملية تكليفه بتشكيل الحكومة الجديدة..ولكن هذه المهمة هناك من يرى أنها من رابع المستحيلات أن يسند تشكيل الحكومة لعلاوي، ومن أكبر المعارضين لهذا التوجه نوري المالكي ، الذي طالب بإعادة الفرز اليدوي في العراق طمعاً في أن تؤدي اعادة الفرز إلى فقدان قائمة علاوي الأغلبية التي تتمتع بها..ولكن بعد أن أشارت دوائر الفرز إلى أن علاوي قد يكسب مقعدين اضافيين أو على الأقل سيحتفظ بتفوقه الحالي لجأ المالكي إلى وسيلة أخرى وهي التحالف مع قائمة الائتلاف الوطني الشيعية ليكونا مع بعض أكبر تكتل شيعي ، في محاولة لاقناع القيادة العراقية بأنه صاحب التكتل البرلماني الأكبر ولذلك فمن حقه تشكيل الحكومة..وهنا خلاف دستوري كبير فبينما يرى المالكي أنه دستورياً والأولى بتشكيل الحكومة لأنه قائمته صاحبة الأغلبية يرى علاوي أنه الأحق بذلك لأنه صاحب التكتل الأكبر .. ولم تحسم المحكمة الدستورية هذا الخلاف بعد وان كان من المنتظر أن يحدث ذلك قريباً..ولكن خطورة تكتل المالكي الجديد أنه تكتل طائفي قد يغرق البلاد من جديد في فتنة طائفية رغم الاصوات العاقلة التي تصدر من بعض أعضاء هذا التكتل والمنادين باشتراك قائمة علاوي في الحكم ، وقد تحدث الأيام المقبلة بعض المفاجآت ، ولكن قطعاً ستنجح الضغوط الرامية إلى ابعاد علاوي من رئاسة الوزراء وقد يكون ثمن ذلك ابعاد المالكي أيضاً لفسح المجال أمام شخصية توافقية ومن ثم حكومة موسعة قادرة على ضمان الاستقرار في العراق.