لا شك أن المدرسة الناجحة هي التي تكون دائماً على علاقة وطيدة ودائمة مع المجتمع عامة والبيت خاصة والمدرسة الناجحة هي التي ترحب بالأفكار النيرة..أفكار الآباء بخبراتهم التربوية في الحياة ، فالمدرسة تأخذ منهم خبرة الحياة وتعطيهم الأسلوب العلمي في العملية التربوية ومجلس الآباء والمعلمين هو الوعاء الذي ينصهر فيه علم المدرسة وخبرة الآباء حيث يلتقي المعلمون مع الآباء في لقاء منظم له جدول أعمال وهدف ثم تبدأ اللقاءات والمناقشات الهادفة، لأن مجلس الآباء والمعلمين يساعد المدرسة في تهيئة البيئة الصالحة الواقعية التي تستمد مبادئها وقيمها السامية من نفس قيم ومباديء المجتمع، إن صلة البيت بالمدرسة عن طريق مجلس الآباء تشعر الطالب أن لولي أمره دوراً في رغباته وفي رعايته بالمدرسة كما هو الحال في البيت كما أن هذه الصلة ضرورية للمساهمة في حل مشاكل الطلاب والتغلب عليها. وكما هو معروف لدى الجميع أن فكرة مجالس الآباء والمعلمين ليست وليدة اليوم ولكنها في الواقع ظاهرة تربوية الفتها مدارسنا وخاصة الابتدائية منها منذ وقت مبكر إلا أن الذي يؤسف له ..أن هذه المجالس من الناحية التطبيقية أو الاجرائية لم تحقق إلى الان كما أرى ما قصد منها من أهداف تربوية وخير دليل على ذلك أن نسأل هذه الأسئلة: - كم من أولياء الأمور يحضر اليوم مجالس الآباء؟. - كم من أولياء الأمور يزور معرض المدرسة؟. - كم واحد منهم يكلف نفسه عناء الحضور إلى حفلة مدرسية أو نشاط مدرسي تقيمه المدرسة؟. ناهيك لأن يحضر مستفسراً عن أحوال ابنه التحصيلية والسلوكية ولعل الاجابة في يقيني واحدة عن كل تلك الاسئلة وهي أن نقول إن العدد لا يتجاوز أصابع اليد الواحدة في كثير من الأحوال وانني لا أجد مبرراً لذلك العزوف من الآباء إلا أن أعزوه اما إلى عدم اقتناعهم بجدوى زيارة المدرسة اعتقاداً منهم بأن حضورهم لا يقدم ولا يؤخر في التحصيل العلمي لأبنائهم ..أو أن كثيراً منهم مشغولون أو متشاغلون بأعمالهم الكثيرة أو سفرياتهم التي لا تنتهي عن الذهاب إلى المدرسة وكأن عملية التربية والتعليم هي من شأن المدرسة وحدها ولا دخل للبيت فيها ومن خلال تجربتي في مجال التربية والتعليم لأكثر من واحد وثلاثين عاماً قضيتها في عدة مواقع تربوية وتعليمية أرى أن له من الإيجابيات ما يجعله ضرورة تنادي مؤسسات التربية والتعليم بوجوب تشكيلها ومن خلالها سيقف الآباء على اهتمامات المدرسة بتعليم الناشئة شباب اليوم ورجال المستقبل المشرق بإذن الله تعالى. ومن هنا فإن اقناع أولياء الأمور بأهمية دورهم وأنه سوف يعمق مفهوم مجالس الآباء والمعلمين لديهم ويجعلهم يحرصون على حضور الاجتماعات وعدم التخلف عنها لأنهم يعلمون مسبقاً أن حواراً بناءً سوف يدور في تلك الاجتماعات والله من وراء القصد. شكر وعرفان وتقدير وصلني عبر بريدي الالكتروني رسالة من طالبات مدرسة البتول الأهلية بحي النزهة يرغبن نشرها تعليقاً لما كتبته في مقالتي الأسبوعية الثلاثاء الماضي وها أنا ألبي طلبات الأخوات الفاضلات.. (نحن طالبات مدرسة البتول الأهلية بمكة المكرمة -حي النزهة- نشكر إدارة المدرسة ممثلة في الاستاذة فاطمة بنت حسن ياسين على حسن رعايتها وتعاملها الراقي مع الطالبات وتواضعها الجم وحرصها الشديد على ما فيه المصلحة العامة للطالبات ، كما نشكر الجهود التي تبذلها نائبة المشرف العام على مدارس البنات الأستاذة القديرة نور عمر سنان لما تبذله من جهود تذكر فتشكر ، سائلات الله عز وجل أن يوفق الجميع ويكثر من أمثالهما إنه سميع مجيب ، وأن يجعل ما تقدمانه في موازين حسناتهما ). همسة: (من جد وجد ومن زرع حصد ومن سار على الدرب وصل).