عرضت مسرحية الهذيان في الحفل الختامي لفعاليات مهرجان العروض المسرحية الذي نظمه نادي مكة الثقافي الأدبي على مسرح الوحدة الثقافي الرياضي من تأليف وإخراج الفنان احمد الصمان وبطولة عثمان فلاته وسالم باحميش وعبد الله السليماني ويزيد فلاته وفريق العمل مساعد المخرج ياسين أبو الجدايل ديكور نادر جمال ومصمم ومنفذ الإضاءة هائل عقيل ومنفذ الصوتيات معاذ يونس وإدارة مسرحية بندر عبد الفتاح وإدارة الإنتاج الأستاذ المبدع على دعبوش والإشراف العام الأستاذ عبد الله باحطاب مدير جمعية الثقافة والفنون بجدة. المسرحية استمرت زهاء الأربعين دقيقة وهى من نوع سيكودراما الذي يعكس مدى تأثير الإنسان بمحيطه فيتأثر ويؤثر بشعور وإحساس له نوع خاص في كل المشاعر وهاجس يراود النفس وهاجس يقول ما في النفس حاضر ممكن إرسال سؤال لكل السلوكيات الناتجة من التلاقح الفكري والتعامل مع من حوله وهو محكوم بزمن محدود قد لا يطول وهو المنقاد مرضي في وقائع غير حقيقية وتصورات خيالية لا أساس لها من الواقع فيكون مسلك هذا الإنسان نتاج تفاعله مع الآخرين كما يولد الإنسان ابيض كالثلج يكتسب سلوكه وطباعه من مجتمعه المحيط به نحيا ونتقابل ونتعامل بما اكتسبناه فتولد المشاكل أحيانا ولو كان التعامل كما ولدنا لحللنا هذه المشاكل كما هو حال البطل فلاته في مسرحية الهذيان النحات الذي اتخذ من منحوتاته شخوص يعكس عليها همومه ومشاكله النفسية فيقول في وقت واحد وبصوت واحد هواجس وتخيلات في ذهنه تشكلت من الزمن البعيد الماضي ليعبر سيول ما فات من العمر فانه بذلك يعاني من حالة الهذيان ونوعه المؤلم من العذاب في كل يوم وفي كل غمضة عين يعزف مقطوعة الأسى على أبواب قمر ابتلعته سحب الغربة والضياع لا تراقص على جمر غطاء الجليد المتكسر والخواطر وكل ما سطره النحات بوعي من مسحات الأرض الشاسعة التي أحست بالوحدة والانكسار التي لا تنتهي وعرف كيف يكون الإنسان مخلوقاً من الطين الذي يكسر وعرف كيف ينسى وعرف كيف يكون وحين يصاب بالهذيان من الحرمان التي جعلت منه دفاتر وصناديق من التماثيل المنكسرة . وتعتبر هذه التجربة استثنائية ونقلة في البناء المتطور في الأسلوب والمعالجة على خشبة المسرح بحالة من البحث حول المجهول والتطلع ذات دلائل هادفة تنص على عدد من القضايا أما المضمون اعتمد على الحداثة والتجديد من خلال القضية المطروحة بشكل مركز للمعطيات والصراعات فالاحداث تتالى دون هفوات في الحركة الانسيابية للممثل المبدع عثمان فلاته والسياق الدرامي لعرض من عناصر الإضاءة والمؤثرات الصوتية ذات الدلائل المتجددة.