نظمت كلية العلوم الإستراتيجية بجامعة نايف العربية للعلوم الأمنية بمقر الجامعة بالرياض أمس الاول لقاءً علمياً موضوعه (إستراتيجية الأمن الاقتصادي) قدمه معالي رئيس الديوان الملكي الأردني ونائب رئيس الوزراء الأسبق الدكتور جواد العناني. ويأتي تنظيم هذا اللقاء العلمي مواكباً لمستجدات وتداعيات الأزمة الاقتصادية العالمية ,كما يأتي في إطار جهود الجامعة لتحقيق الأمن الاقتصادي الذي أولته الجامعة اهتماماً واسعاً من خلال مناشطها التدريبية والعلمية إضافة إلى بحثه من خلال رسائل الماجستير والدكتوراه بكلية الدراسات العليا سعياً نحو تحقيق الأمن بمفهومه الشامل. وتشكل الجرائم الاقتصادية في الوقت الراهن تحدياً جديداً للدول على اختلاف أنظمتها وتأتي أهمية هذا التحدي من كون الاقتصاد عاملاً أساسياً في تكوين الأمن والاستقرار ، وأن الأمن لا يمكن أن يتحقق إلا بالأمن الاقتصادي ، لاسيما وأن الطفرة الاقتصادية والثورة التقنية التي حدثت خلال العقود الأخيرة قد ولدت برغم إيجابياتها أنواعاً مستحدثة من الجرائم تجاوزت حدود الفرد والمجتمعات ، في حين أجمع الباحثون على أن مخاطر الجرائم الاقتصادية في الوقت الحاضر تفوق مخاطر أي نوع آخر من الجرائم. وفي هذا السياق نظمت الجامعة المؤتمر العربي الدولي لمكافحة الفساد بالتعاون مع الأممالمتحدة وتوج بإعلان الرياض لمكافحة الفساد الذي يعد أحد وثائق الأممالمتحدة المعتمدة من الجمعية العامة للأمم المتحدة. وتناول اللقاء جملة من الموضوعات المهمة عن المفاهيم الأمنية والاقتصادية والاجتماعية ودورها في الإستراتيجية الأمنية وفي التنمية الشاملة. يذكر أن كلية العلوم الإستراتيجية بجامعة نايف أنشئت لتقوم بتدريس الإستراتيجية بصورة رئيسة تدريساً أكاديمياً منوعاً من منظور الأمن الشامل الذي تصب في بوتقته وتنصهر كافة جوانب حياة المجتمع، واهتمامات الدولة، مع عناية خاصة بالتطبيق العملي لاسيما وأن مفاهيم الإستراتيجية متعددة وتعريفاتها متباينة ومجالاتها مختلفة ومتنوعة ،ولكنها تتفق على أنها تعنى بدراسة قضايا ملحة موجودة أو محتملة وتبحث عن بدائل مستقبلية لها ، بفكر مستشرف للرؤى ، وبأساليب بها يُدرس الواقع، وبنماذج بها تُخطط البدائل ، وبطرائق بها تنفذ الإستراتيجيات وتقيّم.