انفض السامر وطارت الطيور بارزاقها في دوري الدرجة الاولى وعرف كل امرئ قدر نفسه وبات فريق الفيصلي بطل الدرع ووصيفه فريق التعاون سكري القصيم من بين فرق الدرجة الممتازة بعد كفاح مرير ومشاوير وعرة محفوفة بالمخاطر وقد جاء الموسم الكروي لفرق الدرجة الاولى قويا ساخنا وملتهبا في كل محطاته بدءا من المحطة الاولى وحتى المحطة السادسة والعشرين وهي المحطة التي وضعت المشرط على الجرح لفرق المؤخرة واعطت القوس لباريها لفريق التعاون ليلحق بفريق الفيصلي الذي حسم امر الصعود قبل نهاية المسابقة باسبوعين مما يدل على انه جاء بكفاح لاعبيه وجهود مجلس إدارته وقد كانت هزيمة الفيصلي الأخيرة امام فريق العدالة بهدفين مقابل هدف هي الهزيمة الثانية له في المسابقة حيث كان قد تلقى هزيمة سابقة امام وصيفه فريق التعاون بهدفين دون رد ويعتبر هجوم الفيصلي الأقوى برصيد 44 هدفا ودفاعه الأفضل حيث لم تتلق شباكه سوى 12 هدفا أما الفريق التعاوني او سكري القصيم كما يحلو لجماهيره ان تطلق عليه فهو قد قدم موسماً استثنائياً بقيادة رئيسه المكافح الاستاذ محمد السراح بعد ان تخلص التعاونيون من العلة التي باتت تلازمهم في السنوات الماضية وهي تذبذب المستوى بين الجولة الاولى والثانية حيث حافظ الفريق على رتمه القوي وواصل سيره الحثيث حتى حقق حلم ابناء بريدة بعد رحلة انتظار استمرت لثلاثة عشر عاما وقد جاء فريق التعاون في مركز الوصافة برصيد 56 نقطة وسجل رماته 35 هدفا واستقبلت شباكه 18 هدفا فاستحق وعن جدارة لقب الوصيف والانتقال لدوري الأضواء كممثل شرعي لاندية القصيم بجانب فريق الحزم فارس مدينة الرس . فريق الانصار لم يكن يستحق الصعود لدوري الأضواء فهو فرط في عدد من النقاط وتلقى خسائر لم تكن في الحسبان وحتى في جولة الحسم وهو ينتظر تعثر التعاون لكي يصعد على حسابه فانه قد تلقى هزيمة موجعة من فريق الخليج بهدفين دون رد جعلت الفارق بينه وبين الوصيف فريق التعاون ست نقاط كاملة فريق ابها حير المراقبين بتباين مستوياته ونتائجه وتراجع بصورة مخيفة في الجولة الثانية والمركز الرابع يعتبر انجاز للاعبيه في ظل ذلك التباين. الفريق حصد 41 نقطة واكتفى بالتعادل الإيجابي في اخر مبارياته امام فريق الوطني بثلاثة اهداف لكل منهما وهو كان بعيدا عن الترشيحات للصعود لدوري الاضواء . أما فريق الطائي فهو الآخر متذبذب المستوى مرة فوق ومرة تحت ونتائجه لم تكن توحي بانه جاد في العودة لمصاف الكبار كفريق متمرس وصاحب باع طويل في دوري الاضواء فاز في مباراته الأخيرة امام الشعلة بهدفين مقابل هدف وكان ذلك الفوز هو الثاني عشر ووصل رصيده النقطي إلى 40 نقطة بفارق 16 نقطة عن صاحب المركز الثاني فريق التعاون . فريق الخليج نستطيع ان نطلق عليه لقب الحصان الأسود في المسابقة فهو ورغم انه لم ينافس على بطاقتي الصعود للممتاز إلى انه حقق انجازاً كبيراً بتحرره من المركز الرابع عشر والاخير والقفز بطريق الزانة إلى المركز السادس رافعا رصيده إلى 34 نقطة بعد فوزه القوي على ضيفه فريق الانصار بهدفي نجميه حسين التركي ومحمود الصائغ محققا انجازاً يحسب لمدربه الوطني خالد مرزوق ولاعبيه الأشاوس . فريق هجر شيخ اندية الإحساء ظهر بصورة طيبة في بداية المسابقة ولكنه وكعادته السنوية بدا في التراجع شيئا فشيئا حتى وصل للمركز السابع برصيد 33 نقطة بعد فوزه الأخير على فريق حطين محققا الفوز التاسع في المسابقة وهو رصيد لايثمن ولايغني من جوع . فريق العدالة الضيف الجديد في دوري الدرجة الاولى هو الفريق المكافح والذي استطاع ان يثبت اقدامه في الدوري الصعب حيث حصد 31 نقطة اخرجته قبل وقت مبكر من معمعة الهبوط لدوري الظل، الفريق حقق الفوز في 8 مباريات وتعادل في 7 مباريات واحتل المركز الثامن . فريق الشعلة فارس الخرج تارجح في مستواه ولكنه استدرك امره في الأسابيع الأخيرة واستطاع ان يلملم اطرافه ويحقق الفوز على العدالة والرياض والخليج ويتعادل امام احد ويتلقى الهزيمة من حطين ولكنه نفذ بجلده من معمعة الهبوط وحصل على 29 نقطة كانت كافية لكي تبعده من شبح الهبوط وتبقيه في المركز التاسع . فريق ضمك من محافظة ابها حصل على المركز العاشر برصيد 29 نقطة بعد فوزه الاخير على العدالة بهدفين مقابل هدف وهو الفوز التاسع له في المسابقة مقابل تعادلين وخمس عشرة هزيمة وهو معدل كبير من الهزائم يدل على مدى تواضع الفريق بشكل عام . فريقا الوطني وحطين هربا من معمعة الهبوط في الاسبوع الاخير ففريق الوطني حقق تعادلاً قوياً امام ابها بثلاثة اهداف لكليهما ضمن له البقاء بين اندية الدرجة الاولى حيث رفع رصيده إلى 27 نقطة وكان يمكن له أن يرافق فريق احد لو ان الرياض فاز في مباراته الأخيرة . أما فريقا الرياض واحد فهما قد استحقا الهبوط إلى دوري الظل بعد تفريطهما في العديد من النقاط وباتا يصارعان شبح الهبوط لعدد من الأسابيع دون ان يفلحا في التحرر من المراكز المتاخرة حتى حلت بهما الطامة الكبرى ووجدا انفسهما يرزحان تحت نيران دوري الدرجة الثانية وهو مايسمى بدوري المفقودين . ونستطيع ان نقول بأن دوري الدرجة الاولى في هذا الموسم كان قويا شرسا طافحا بالجماليات والندية والتكافؤ وان الفرق التي صعدت لدوري الأضواء كانت بالفعل تستحق هذا الشرف لانها بذلت وكافحت وقدمت قربان الصعود ومهره من دم اللاعبين وعرقهم ومثابرتهم وعلى نفس الصعيد فإن الفريقين اللذين سقطا لدوري المفقودين كانا يستحقان الهبوط لانهما لم يعملا على تفادي ذلك السقوط وظلا يتلقيان الصفعة تلو الاخرى حتى وقعت الفأس على الراس .