ضمن فعاليات معرض الكتاب والمعلومات السابع والعشرين بالجامعة الإسلامية نظمت عمادة شؤون المكتبات بالجامعة ندوة بعنوان “الإعلام السعودي في خدمة القرآن والسنة” وذلك بالتعاون مع الجمعية العلمية السعودية للقرآن الكريم وعلومه، شارك فيها الدكتور سليمان بن محمد العيدي المشرف على قناتي القرآن والسنة ومستشار وزير الثقافة والإعلام، والدكتور عبدالله بن محمد الدوسري مدير إذاعة القرآن الكريم، وأدارها الدكتور يوسف بن صالح العقيل. وتحدث في بداية الندوة الدكتور سليمان العيدي معطياً لمحة عن تاريخ الصحافة والإعلام في المملكة وذكر عدداً من الصحف التي صدرت قبل توحيد المملكة وبعده مثل صحيفة أم القرى والمدينةالمنورة والمنهل واختتمه بإيجاز عصر الصحافة المؤسسية التي بدأت في الثمانينيات الهجرية، ثم عرّج العيدي على ذكر سياسة الإعلام في المملكة وعرض لخطاب من جلالة الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن -رحمه الله- إلى ابنه الملك فيصل -رحمه الله- الذي كان بداية لوضع سياسة الإعلام في المملكة حين قال جلالته: “1- نشرُ الأخبار الخارجية كما هي ويلاحظ عدم شتم أحد أو التعريض بأحد أو المديح الذي لا محل له. 2- يُلاحظ في الأخبار الواقع ويلاحظ السكوت فيما اعتدنا أن نسكت عنه ونشر ما اعتدنا نشره. 3- النظر فيما يمكن إذاعته من القرآن الكريم والمواعظ الدينية والمحاضرات التاريخية عن الإسلام والعرب”. وقال العيدي إن إعلامنا لم يحِدْ عن هذه الأُطُر الثلاثة قيد أنملة، كما جاءت هذه النقاط لتنشر السياسة الإعلامية للمملكة التي وقع عليها صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز عام 1402ه إبان رئاسة سموه للمجلس الأعلى للإعلام. وأكد العيدي أن القرآن والسنة لم يغب عنهما اهتمام الإعلام السعودي حتى نقول إن قناتي القرآن والسنة هما بداية الاهتمام بهما، مرجعاً سبب إنشائهما إلى ظهور الحاجة للتخصص في ظل هذا الانفجار الفضائي. وعن فكرة إنشاء القناتين قال العيدي: كانت ثمت بعض الأفكار لإطلاق قناة الحرمين أو مكةالمكرمة، أو طيبة، ولما عرضنا المشروع على خادم الحرمين الشريفين قال: أطلقوا القرآن صوتاً وصورة من مكةالمكرمة، وأطلقوا السنة من المدينة النبوية، فرأينا أن نبقى على ما قاله المليك بدون تسميات أخرى، وأنا أؤكد أن القناتين هما “تلفزيون واقع” متميز، ويشهد لذلك ردود الفعل الإيجابية التي تصلنا من برقيات واتصالات وغيرها. وعن تعاون وزارة الثقافة والإعلام مع الجهات الحكومية الأخرى لخدمة القرآن والسنة، قال العيدي على سبيل التعاون سأعتبر هذه الندوة إهداء من الجامعة الإسلامية للقناة الثقافية، ودليلاً على التعاون مع الجهات الحكومية، مشيراً إلى التعاون القائم بين وزارة الثقافة والإعلام ووزارة الشؤون الإسلامية في نقل مسابقات القرآن الكريم المحلية والدولية ومسابقة الأمير سلطان للعسكريين، ورئاسة الإفتاء مؤكداً أن كل أعضاء هيئة كبار العلماء حريصون على التعاون مع الإذاعة والتلفزيون. ثم نُقل الحديث إلى الشيخ عبد الله بن محمد الدوسري مدير إذاعة القرآن الكريم الذي قال إن الإعلام السعودي أولى القرآن والسنة وعلومهما فائق العناية في قنواته وإذاعاته، مؤكداً أن أكثر من خمس عشرة ساعة من بث إذاعة القرآن الكريم اليوم بما نسبته 60% هي لتلاوات القرآن الكريم، بالإضافة إلى البرامج العلمية في تفسير القرآن الكريم ودراساته وعلومه التي يشرف عليها نخبة كبيرة من العلماء. وقال الدوسري إن إذاعة القرآن الكريم التي بدأ بثها في صفر من عام 1392ه تبث الآن على أكثر من 60 موجة FM داخل المملكة، كما يصل بثها إلى كافة أنحاء العالم الإسلامي، وإلى العالم كله عبر البث الصوتي بالأقمار الصناعية المصاحب لبث القنوات السعودية، وأهم البرامج في هذه الإذاعة تنطبق على أنفعها للمسلمين بعد كتاب الله وسنته وما يزيدهم تقوى ويبصرهم بأمور دينهم ويحارب الجهل والشرك والفهم الخاطئ للدين، وكذلك فإن إذاعة القرآن الكريم تغطي المناسبات الدينية وتنقلها للمسلمين حول العالم. كما شهدت الندوة عدة مداخلات وأسئلة من الحضور. وردًّا على اقتراح من أحد طلاب كلية الشريعة بالجامعة بفتح قنوات علمية يعرض فيها العلماء المعتمدون دروساً لتنوير طلاب العلم ومحاربة الجهل قال العيدي: القناة الثقافية ستكون حاضرة في أي منتدى علمي نظري أو تطبيقي ولا داعي لافتتاح قناة متخصصة لذلك. وعن افتتاح قناة إنجليزية قال العيدي: لدينا القناة الثانية وننفُذ من خلالها إلى العالم الخارجي، مع أننا مطالبون بتوجيه إرسالنا وبرامجنا للجاليات المقيمة في المملكة وهو أمر تحت الدراسة، وأنا أدعو الكليات الشرعية لتقديم اقتراحاتها وخبراتها في هذا المجال لأننا نعاني من قلة الشرعيين المتحدثين بالإنجليزية وقد لا نجد مثلاً من يتحدث في الفقه بالإنجليزية في القناة الثانية إلا قليل، كما أننا ندرس ترجمة فورية لأقوال النبي صلى الله عليه وسلم على قناة السنة. كما طلب الدكتور محمد سيدي الأمين الأستاذ بكلية القرآن الكريم في مداخلته إعادة بث برنامج “دروس في القرآن الكريم” بالقراءات الذي اشتكى عدد من الطلاب حول العالم من انقطاعه، وكلية القرآن ستواصل البرنامج، ورد الدوسري بأن البرنامج سيتواصل، وقد أعيد في الإذاعة أكثر من مرة وستتعاون الجامعة والإذاعة في إنتاج حلقات جديدة.