مشروع القرار الذي قدمه أمين عام الجامعة العربية لقمة سرت والذي ينص في البدء بالدعوة إلى تشكيل رابطة اقليمية بين الدول الاقليمية الصديقة ودول الجامعة العربية تدعى (رابطة الجوار العربي) وتتأسس على سياسة جوار عربية تقوم على تعظيم المصالح المشتركة وتحقيق الأمن لمجمل دول الرابطة. هذا القرار قرار طموح ويشكل نقلة في علاقات العالم العربي مع جيرانه من خلال توثيق الروابط وتعزيز العمل المشترك من أجل المصالح والمنافع المتبادلة. ولكن من وجهة نظري أن الروابط مع الدول الاقليمية المجاورة موجودة ، وإذا ما نظرنا إلى تركيا فهي من أكثر أصدقاء العرب وليس في ذلك غرابة .. ويمكن لهذا الاقتراح أن يتجذر على أرض الواقع إذا ما أصبحت الدول العربية فيما بينها كياناً قوياً أي أن الجامعة العربية عليها أن تهتم في المرحلة الراهنة بقضاياها الداخلية ومعالجة الخلافات بين أعضائها وتسريع وتيرة الأعمال المشتركة وتعزيز الروابط السياسية والاقتصادية. وعندما ترتقى الجامعة العربية إلى مستوى متقدم من العمل المشترك عندئذٍ تكون الروابط العربية مع الدول الاقليمية روابط تلقائية. إذن الأولوية يجب أن تكون للانصراف إلى الهم الداخلي وما يجعل من هذا الكيان كياناً قوياً ينافس الكيانات الأخرى الاقليمية التي قطعت شوطاً كبيراً في وحدة أعضائها من خلال مشروعات كبرى ومن خلال وحدة سياسية واقتصادية جعلت من دول متعددة كياناً واحداً.