رغم تحذيرات الأطباء الاستشاريين في الأمراض الجلدية من خطورة استخدام أجهزة البصمة الاليكترونية لإثبات حضور وانصراف الموظفين في دوامهم الرسمي حيث تتسبب هذه الأجهزة في الإصابة بالسرطان بالإضافة للأمراض الجلدية نتيجة نقل الجراثيم مثل الدمامل والفطريات من الموظفين المصابين بهذه الأمراض إلى الموظفين الأصحاء وهو ماحذا بالهيئة السعودية للمواصفات والمقاييس بعدم منح تصريح باستخدام هذه الأجهزة إذ ترى الهيئة انها (تصور أشعة تسبب الأمراض السرطانية التي ينتح عنها عيوب بالمواليد مثل مرض داون ومرض DNA للجلد والدم وتحدث طفرات للحمض النووي). ورغم كل ذلك أدخلت أمانة العاصمة المقدسة قبل نحو عامين نظام البصمة لمتابعة حضور وانصراف الموظفين عبر عقد بلغت قيمته نحو ( 492.920 ) ريالا تضمن توريد وتركيب ( 55 ) جهاز بصمة الكترونيا وطابعات للبطاقات وطابعات ليزر وتوريد أجهزة كمبيوتر محمولة وحساسات لقراءة البصمة . وحينها اتفق الجميع موظفون ومراجعون على أن هذه الخطوة رغم أضرارها الجسدية على الموظفين ستسهم في القضاء على تأخر بعض الموظفين وغيابهم وتقضي على المحسوبية بين بعض رؤساء الأقسام والموظفين وسينال جميع الموظفين حقوقهم المالية والأدبية وقبل هذا وذاك فان المواطنين المراجعين للأمانة أو البلديات الفرعية سينالون كامل حقوقهم بتواجد الموظفين في مواعيدهم . غير أن ماحدث من تعطل متكرر لجهاز البصمة بالعديد من الإدارات والبلديات الفرعية التابعة للأمانة أدى إلى الغاء حضور بعض الموظفين الذين ثبت حضورهم وظهر تواجدهم بالمعاملات التي أنجزوها داخل مكاتبهم . وحادثة واحدة أوضحت أن تعطل جهاز البصمة ألغى حضور ( 115 ) موظفا يوما من إجمالي ( 129) موظفا داخل إدارة واحدة وهو ما يعني تحضير ( 14 ) موظفا فقط فماذا أنجز هؤلاء الموظفون من خدمات في ذلك اليوم ؟!. وحالة ثانية مماثلة وغريبة فمن إجمالي ( 110 ) موظفين لم يثبت جهاز البصمة سوى حضور ( 5 ) موظفين فقط !!!. وان سعى مدير الإدارة لإعداد بيان لحضور وانصراف الموظفين لاثبات حضور الموظفين تأتي إدارة المتابعة رافضة البيان وعدم الاعتراف به لكونه بياناً يدوياً !!!. إن كان من حق الأمانة مطالبة الموظفين بالتواجد في مكاتبهم لتنفيذ خدماتهم للمواطنين فمن حق الموظفين أن ينالوا حقوقهم المالية وألا تسجل عليهم الحسومات بشكل يومي نتيجة أخطاء جهاز البصمة الذي يسجل غيابهم . ان من الخطأ أن تطالب الأمانة موظفيها بسرعة انجاز المعاملات وهم يعيشون حالات من القلق والحيرة اليومية فلايعرفون إن كان جهاز البصمة قد حضرهم أم أنهم غائبون عن الدوام وجهدهم البدني والفكري سيذهب سدى .