الخروج الحزين لفريق القدم بنادي الاتفاق الممثل الشرعي لكرة الشرقية في كل التظاهرات الإقليمية والقارية من كل مسابقات الموسم الرياضي الحالي هو شئ مؤسف دون شك لجماهير الفارس التي كانت تمني النفس بأن يكون نجوم الكوماندوز في مستوى الحدث وهم ينازلون ضيفهم فريق نجران في معقله بمدينة نجران لكي يسجلوا حضورهم في بطولة النخبة بين الاندية الثمانية المتميزة من دوري زين السعودي والتي يحق لها أن تصارع على لقب الكأس الغالية التي تحمل اسماً عزيزاً على كل النفوس هو سيدي خادم الحرمين الشريفين ورغم أن كل الظروف كانت مهيئة لنجوم الفارس لإسقاط فريق نجران في معقله في مدينة نجران بعد أن تأكد هبوط النجرانيين لدوري الظل وخروجهم من معمعة التنافس على تفادي شبح الهبوط ودخولهم لملعب المباراة بنفسيات محطمة وهوية مفقودة إلا أن ذلك الدافع لم يكن كافيا للاعبي الاتفاق لكي يستنفروا جهودهم ويتغالبوا على أنفسهم ويحققوا الفوز الذي كان سينقلهم إلى المشاركة في دوري الأبطال فكانت الهزيمة غير المتوقعة من فريق فقد كل حوافز الفوز ليسقط الاتفاقيين بثلاثة أهداف مقابل هدفين ليخرج الفريق الشرقاوي من كل معطيات الموسم الحالي برصيد صفر من الإنجازات وهو الأمر الذي أثار حفيظة جماهير فارس الدهناء وجعلها تطالب بتسريح اللاعبين الأجانب الكومبارس الذين كانوا خصما على الفريق بصورة كبيرة ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد بل إن البعض الآخر قد طالب بتسريح المدرب مارين الذي لم يقو على ترك بصماته بالوصول بالفريق إلى أي بطولة من بطولات الموسم إضافة إلى أنه قد أتى بلاعبين محترفين من أبناء جلدته هم في أمس الحاجة لتعلم أبجديات الكرة فلا هم أفادوا الاتفاق ولاهم ساهموا في قيادة الفريق إلى دوري النخبة فكان أن جاءوا للاستفادة من الاتفاق واكتساب الاحتكاك المطلوب وهو أمر لم تجد له جماهير الفارس أي تفسير ولم يكتف الاتفاقيون بذلك بل إن البعض منهم وعبر المنتديات الاتفاقية قد طالب جهارا نهارا بتسريح اللاعب المتمرد صالح بشير الذي سعى لزعزعة الصف الاتفاقي بتصريحاته غير المسئولة والتي جاءت في وقت غير مناسب على الإطلاق ونحن نقول وبكل الصدق الذي يرتسم في حنايا أفئدتنا بأن ماحدث قد حدث ورب ضارة نافعة فعلى الإدارة الاتفاقية أن تتعامل بالحكمة المطلوبة ولاتنساق وراء العواطف الجياشة ويجب أن تخضع كل الأمور لدراسة وافية من أجل الخروج بقرارات حكيمة تعيد للبيت الاتفاقي استقراره المفقود فخروج الفريق صفر اليدين من كل مسابقات الموسم لايعني نهاية الدنيا وهو قد يكون فيه الخير كله لفريق الاتفاق لأن شكل الفريق الحالي ماكان سيكون مؤثرا لو أنه تأهل ضمن فرق النخبة وربما تعرض لهزائم نكراء تتحدث بذكرها الركبان وعليه فليكن الخروج الحزين هو النقطة الإيجابية التي تنطلق منها الإدارة لاحتواء كل الأزمات ورأب الصدع والعمل على ترميم الفريق بصورة مثالية قبل وقت مبكر من انطلاقة الموسم الرياضي القادم حيث إن تقرير المدرب مارين سيوضح كل السلبيات وأوجه القصور التي حدثت في أتون الموسم الحالي وقادت الفريق إلى هذا المصير المظلم وليكن تقرير مارين ورؤية الإدارة الثاقبة هي المنطلق الذي تنطلق منه لإعادة صياغة الفريق بصورة علمية مدروسة حتى يعود الفارس في الموسم القادم وهو أصلب عودا وأقوى شكيمة. فاصلة أخيرة ليس العيب أن تسقط ولكن العيب كل العيب أن تتمادى في السقوط .