يشتكي الجميع من ارتفاع أسعار اللحوم الحمراء وإذا عرفنا الأسباب بطل العجب، نعلم انه منذ عام تقريباً منعت وزارة الزراعة اعطاء تصاريح لانشاء مشاريع الاعلاف واستزراعها حفاظاً على الثروة المائية والمخزون الأرضي وهذا امر استراتيجي بالنسبة للأمن المائي، ولكن صرح كبار المسؤولين بوزارة الزراعة انها بصدد استيراد الأعلاف من الأسواق العربية والمختلفة لتغطية العجز والاكتفاء لضمان استمرار مشاريع الانتاج الحيواني من الماشية سواء كان على مستوى الشركات أو الأفراد، ولكن مشروع استيراد الأعلاف لم يظهر للوجود في الوقت الذي ارتفعت فيه أسعار الشعير الى أرقام خيالية اذا ما قيست بأسعاره السابقة وتدخلت الوزارة وحددت اسعار الشعير في بيعها النهائي للمستهلك ولكن السوق السوداء لضعاف النفوس ابت الا ان يكون لها مغامرات ومضاربات على أسعاره حتى وصل السعر بمنطقة مكةالمكرمة الى (32 ريالاً) اما بالنسبة للقرى والهجر فقد وصلت اسعاره الى أكثر من (45 ريالاً) وهناك مصنع لانتاج مكعبات الاعلاف المركب والمخلط يبيع الكيس زنة (50 كيلو) من (35 الى 37 ريالاً) يرفض البيع للمستهلك مباشرة بكميات تجارية لا تقل عن (500 كيس) والآن اسند المصنع البيع الى موزع بمحافظة جدة حيث زاد في قيمة الكيس الواحد الى (8 ريالات) اي أن الموزع ركب الموجة مع الشعير وهذا الاستعراض للواقع المرير للأعلاف يعطينا قراءة ان هناك مجموعة منظمة قررت المغامرة على حساب قوت الحيوان الذي في النهاية يصل كمنتج للإنسان ولقاء ما حصل ارتفعت أسعار اللحوم ومرشحة لارتفاعات اكبر مادام أن أسعار الاعلاف خارج السيطرة واسعار الأعلاف المستزرعة وصل سعر البالة من (15 ريالاً الى 20 ريالاً) في الوقت الذي لا يزيد فيه حجم البالة عن (30%م2) بالرغم من الغش المتوفر في أكثر العينات. وبناء لما تقدم أصبح مربو المواشي مضطرين لبيع قطعانهم والتخلص منها لعدم مقدرتهم في المقاومة السعرية المتجدد ارتفاعها يومياً وهذا ينعكس على نضوب الثروة الوطنية وهذا أمر في غاية الخطورة، ومادام ان وزارة الزراعة قد حرصت كما اسلفنا باستيراد الأعلاف لتغطية حاجة السوق المحلية وخفض القيمة السعرية وجب تشكيل لجان مختصة وبصفة عاجلة لاجراء مسوحات زراعية للدول المنتجة للأعلاف لتغطية الاسواق المحلية، ووضع ضوابط رادعة لكبح جماح الاسعار المحلية التي تتصاعد يومياً وبشكل منظم، رحمة بالبادية والفقراء وعموم مربي المواشي ورحمة بالمستهلكين وحفاظاً على الثروة الوطنية كما أسلفنا. سائلاً الله ان يوفق الجميع لما فيه الخير للعباد والبلاد آمين.