لطالما جذبت أخبار النجم الإنجليزي الشهير ديفيد بيكهام اهتمام أفضل كتاب السيناريو ، ولكنه قد يمر بمنحنى درامي بدرجة تفوق حتى معاييره الشخصية إذا ما نجح اليوم في قيادة فريقه الإيطالي آيه سي ميلان إلى دور الثمانية لبطولة دوري أبطال أوروبا لكرة القدم على حساب فريقه القديم مانشستر يونايتد. فبعدما فرض ميلان سيطرته خلال الأدوار السابقة لدوري الأبطال ، خسر العملاق الإيطالي مباراة الذهاب بدور ال 16 للبطولة الأوروبية على ملعبه أمام بطل إنجلترا ،بل وكان محظوظا بالهزيمة 2/3 فقط في تلك المباراة. بيد أن بيكهام سيعود اليوم إلى ملعب “أولد ترافورد” بعد سبعة أعوام من انتقاله من مانشستر يونايتد ، ويبدو أن أفضل فرصة لميلان لكي يتأهل إلى دور الثمانية تكمن في ما يضم من لاعبين قادرين على لعب الأدوار الدرامية. من جانبه ، نجح بيكهام على وجه الخصوص في أن يترك انطباعا كما لو أنه يعيش داخل فيلم يلعب فيه دور البطولة. إذا كان تأثير هذا النوع من الحياة يؤدي إلى الأنانية في بعض الأحيان ، فإن الفائدة من ورائه هي أن كل انتكاسة يتعرض لها الشخص تصبح بالنسبة له فرصة للخلاص. وقد يكون تعرض بيكهام للطرد في مباراة إنجلترا مع الأرجنتين هو ما أخرج بلاده من نهائيات كأس العالم 1998 في فرنسا، ولكن الاداء المميز الذي قدمه أمام اليونان هو ما أوصل المنتخب الإنجليزي إلى كأس العالم التالي بعد أربعة أعوام أخرى.، وفي اليابان ، نجح بيكهام أخيرا في الثأر لبطاقته الحمراء التي نالها خلال نهائيات 1998 عندما سجل ضربة جزاء في مرمى الأرجنتين بمدينة سابورو,وبالمثل ، عقب هزيمة إنجلترا أمام ألمانيا على ملعب ويمبلي ،نجح الإنجليز بقيادة بيكهام في الثأر لكرامتهم بالفوز 5/1 في ميونيخ. وعندما فازت إنجلترا على كرواتيا في نهائيات كأس الأمم الأوروبية (يورو 2004) ، وجد بيكهام هذا الفوز تصحيحا لخطأ الهزيمة من رومانيا قبلها بأربعة أعوام ويبدو أن مبرر بيكهام في هذا الاعتقاد هو أن المنتخبين من جنوب شرق أوروبا. وبعدما استبعده الإيطالي فابيو كابيللو من التشكيل الأساسي لريال مدريد كافح بيكهام حتى عاد إلى مكانته السابقة بالفريق الأسباني ، بل ومازال نجم الوسط الإنجليزي يحظى بإعجاب المدرب الإيطالي الذي يتولى حاليا تدريب منتخب إنجلترا حتى بعد انتقاله إلى فريق لوس أنجليس جالاكسي الأمريكي. ومع كل هذه الأحداث ، ستكون النهاية الكبيرة لفيلم بيكهام هي تسجيله هدفا قاتلا في كأس العالم 2010 تحت قيادة المدرب الذي كتب بنفسه من قبل نهاية مشوار بيكهام الرياضي الحقيقي.ولكن قبل كل ذلك ،هناك مسألة عودة بيكهام (34 عاما) إلى ملعب أولد ترافورد. فقد قال بيكهام: إذا لعبت اليوم الأربعاء ، فلن أشعر بالخوف وإنما بالإثارة لأنني لعبت في هذا الاستاد لسنوات طويلة وأعرف معنى أن تكون لاعبا في مانشستر يونايتد. وأضاف: أعرف أيضا ماذا يعني للفرق المنافسة أن تلعب هنا. حرص بيكهام على أن تظل علاقته بمدربه السابق ،سير أليكس فيرجسون ، طيبة بعدما صرح المدير الفني لمانشستر يونايتد بأنه تم توظيف بيكهام على نحو خاطيء بالدفع به في مركز قلب خط الوسط خلال مباراة الذهاب. وقال بيكهام: يحرص أليكس فيرجسون على إعطاء النصائح للاعبين وهو أحد أفضل مدربي كرة القدم.. لقد نجح في حماية لاعبيه، ولكنه أيضا كان يجعلني أدرك الخطأ عندما أقع في. بعد 18 عاماً على تخرجه في أكاديمية مانشستر يونايتد للناشئين لجيل عام 1992، يعود ديفيد بيكهام إلى المكان الذي شهد انطلاق مسيرته المظفرة وتحديداً ملعب اولدترافورد، حيث يقود فريقه الحالي ميلان الإيطالي في مواجهة فريقه السابق مانشستر يونايتد في اياب الدور الثاني من مسابقة دوري ابطال اوروبا لكرة القدم اليوم الأربعاء ويقف التاريخ الى جانب مانشستر يونايتد في مواجهته مع ميلان، لانه لم يخرج على الإطلاق على ملعبه عندما يتقدم ذهاباً. في المقابل، يتعيّن على ميلان الفوز بفارق هدفين ما يعني أن مدربه البرازيلي الشاب ليوناردو سيعتمد اسلوباً هجومياً بحتاً، وقد يشرك مواطنه الكسندر باتو الموجود ضمن التشكيلة التي وصلت الى مانشستر، لكن لم تعرف مدى جهوزيته وتعافيه من تقلّص عضلي تعرض له قبل 10 ايام.