ضمن البرنامج الثقافي المصاحب لمعرض الرياض الدولي للكتاب أقيمت محاضرة بعنوان(المنتديات الثقافية في المملكة) ألقاها الدكتور عبدالمحسن القحطاني وأدارها الدكتور عبدالله العسكر , وأيضا ندوة بعنوان ( قراءة في تجارب المنتديات الثقافية ) حاضر خلالها عدد من الباحثين والمثقفين وأدارها أحمد الطامي. ففي الفعالية الأولى أكد القحطاني أهمية تحويل منتديات الأفراد إلى منتديات مؤسسية تخضع للرقابة والتنظيم والتقويم ، مشيراً الى أن لهذه المنتديات إنجازات قوية ومشهودة غير أنها معرضة للتوقف في أي وقت. وأبان المحاضر أنه لا يوجد منتدى أو صالون عاش بعد وفاة صاحبه ، وذلك بسبب عدم تحوله إلى مؤسسة وطنية, ذاكراً أن بعض المنتديات كأنها أسست لأصحابها فهي تدور حولهم ولا تتعداهم إلى غيرهم ، والملاحظ أنه يوجد أكثر من ستين صالوناً قلة منها فقط هي الفاعلة. ونوه الدكتور عبدالمحسن القحطاني ببادرة وزارة الثقافة والإعلام في تكريم بعض رواد المنتديات مع أنها لم تأخذ طابع الرسمية. بعد ذلك عقدت ندوة ( قراءة في تجارب المنتديات الثقافية ) والتي لم يقتصر الأمر خلالها على دراسة المنجز وتحليله بل تضمنت الأوراق كذلك مطالبات جدية تتعلق بتطوير عمل المنتديات والحديث عن دعمها وتأصيل علاقتها بالمؤسسة الرسمية. الدكتور جميل المغربي قدم في ورقته نبذةً مركزةً عن الإثنينية الشهيرة التي أسسها عبدالمقصود خوجة براً بوالده، موضحاً أنها لا تعد شكلا احتفائياً بقدر ما تسعى لتقديم نسيج فكري وعلمي يستفيد منه المجتمع والمثقفون، لاسيما في وجود التوثيق المرئي والمقروء للندوات بجانب الموقع الإلكتروني , وكشف أن مجموع ما طبعته الإثنينية وصل إلى 159 مجلداً و 80 ألفاً و421 صفحة ، ولم يخف المغربي انتقاده لوسائل الإعلام التي لا تغطي الندوات، كما طالب وزارة الثقافة والإعلام برعاية الصالونات الأدبية بسبب الارتباط الموضوعي بين نوعية نشاطها وعمل الوزارة، وذلك في سياق حديثه عن بعض العوائق التي واجهت فكرة تحويل الإثنينية إلى وقف. بدوره تحدث سهم الدعجاني صاحب الدراسة المعروفة عن المنتديات الثقافية عن تفاوت في مستوى الصالونات التي تلاشى الكثير منها فيما بقي القليل مستمراً على أسلوب جاد ومتجدد معلقاً أن البحث عن الوجاهة يمثل سببا رئيسيا لفشل أي تجربة في هذا الصدد، وقال : ندمت على بعض المنتديات التي ضمنتها في كتابي ولم تكن تستمر كما وجدت لاحقا منتديات كانت تستحق ذكرها لكن الوقت لم يسعفني، وشدد على أهمية وجود لائحة تنظيمية وضرورة اهتمام الوزارة بدعم أصحاب الصالونات وشراء مطبوعاتهم ودعوتهم لمناسباتها الثقافية داخليا وخارجيا. فيما نادى جعفر الشايب بتقنين العلاقة بين القطاعين الرسمي والأهلي خصوصا في المجال الثقافي، وقال : لا نريد تدخلا رسميا من المؤسسة الثقافية ولكن نبحث عن دور تكاملي معها، كما طالب بصياغة منظومة قانونية لممارسة العمل الثقافي الأهلي المؤسسي وبالتفات الإعلام إلى نقاشات المنتديات التي تتصف بالطابع الحيوي والجاد. وقد طرحت الآراء الكثيرة خلال الندوة المنتديات الثقافية كشكل أساسي لتكوين الرأي العام وفرصة حقيقية لإرساء مشروع الحوار الوطني ومنح الشباب مجالاً للتعبير عن رؤاهم بشكل يسهم في ترسيخ الأمن الفكري وصناعة الثقافة، كما أشار متحدثون إلى تنوع المنتديات وانتشارها وعدم اقتصارها على المجال الثقافي معتبرين أنها تضاهي ما يقدم في الأندية الأدبية إن لم تتفوق عليه، واتفقوا على أهمية وجود آلية لترسيخ المنتديات على الخارطة الثقافية العربية.