بعد صدور موافقة خادم الحرمين الشريفين حفظه الله بإنشاء كلية القيادة والأركان بالحرس الوطني فإن المسؤولية ستكون كبيرة على عاتق صاحب السمو الملكي الأمير متعب بن عبدالله نائب رئيس الحرس الوطني للشؤون التنفيذية لاسيما وأن المدة التي سوف تنشأ فيها قصيرة وهي سنة واحدة, ولكنه حفظه الله لدية القدرة والخبرة والدراية لتنفيذ هذا العمل الجبار ولا يوجد هناك شك في ذلك خصوصا وقد أقام مشاريع كبيرة للحرس الوطني. ستكون هذه الكلية أعلى مؤسسة عسكرية علمية بالحرس الوطني ترتبط مباشرة بسموه الكريم, وستكون مسئولة عن إعداد ضباط الحرس الوطني وغيرهم لشغل وظائف القيادة والأركان للمستوى التكتيكي والعملياتي وذلك بدراسات عليا للعلوم والتقنيات العسكرية. وأيضا ً تساهم في تطوير معارف الضباط في إطار التعليم العسكري والثقافة العامة عن طريق إعداد الأبحاث والدراسات العلمية, فيصبح البناء بناءً علمياً اكاديمياً يساعد في تطوير ضباط الحرس الوطني على أسس معلوماتية وحديثة ومتطورة. وبما أن هذه الكلية في طور الإنشاء فلا بد أن توضع الأساسيات العلمية المدروسة وعمل خطة عمل ناجحة (Action Plan) والتي تمر بخطوات أساسية معروفة منها: 1- وصف المشروع وتحديد أهدافه 2- دراسة الاحتياجات وتحليلها, 3- رسم استراتيجية المشروع 4- الدراسة الفنية وهي خطة التشغيل والإنتاج وتشمل (المخرجات والتقنيات التي ستستخدم في التدريب والأجهزة والمعدات, تحديد المواد والمدخلات), 5- دراسة الموقع وتشمل (اختيار الموقع, تصميم الموقع, دراسة الهياكل الأساسية والمرافق والخدمات) 6- دراسة التنظيم والإدارة وتشمل ( الاحتياجات من الموارد البشرية, خطة استقطاب الكفاءات, التصور التنظيمي لإدارة المشروع) 7- دراسة الجوانب التشريعية للمشروع وتشمل (الشكل القانوني للمشروع, الأنظمة التي سيخضع لها المشروع, الإجراءات القانونية المطلوبة لتأسيس المشروع) وتكون قبل بداية المشروع 8- خطة تنفيذ المشروع وتشمل (خطة تنفيذ المشروع, متطلبات تحقيق الخطة) 9- الدراسة المالية وأخيرا الملخص التنفيذي. ويجب أن يتولى الطاقم التعليمي عسكريون ومدنيون, ويتم أختيار المدربين العسكريين من بين الضباط العامين والقادة الحائزين على دورة ركن ولديهم مؤهلات للتدريب على المواد العسكرية, أما مواد الثقافة العامة والتقنيات الحديثة فتدرس من قبل ضباط حائزين على شهادات عليا في تخصصاتهم أو أساتذة مدنيين, وبذلك سيكون هناك مجلس علمي أكاديمي يناقش الأطروحات المقدمة من الخريجين. ومن وجهة نظري يجب التركيز على إعطاء هوية لهذه الكلية تبرز عن غيرها من الكليات الأخرى مثل التركيز على الجانب التقني الحديث واستخداماته في الحروب وعمل بحوث علمية عن المستجدات من التقنيات حول العالم. وفي نهاية هذا المقال أسأل الله سبحانه وتعالى أن يوفق المكلفين بها وأن يسدد خطاهم لعمل مميز في إنشاء هذه الكلية.