اختارت الفرق العربية البداية الأسوأ لها في دوري أبطال آسيا لكرة القدم لعام 2010 فسقطت تباعا على أرضها وخارجها ما يشير إلى صعوبة كبيرة في استعادة اللقب الذي تحتكره فرق شرق آسيا منذ عام 2006. ولم يفلت من الفرق العربية في الجولة الأولى سوى الهلال السعودي والغرافة القطري، ولكن في مواجهتين عربيتين. فقد وجه فريق الهلال السعودي إنذارا شديد اللهجة لجميع منافسيه في بطولة دوري أبطال آسيا لكرة القدم بعد تغلبه على مضيفه السد القطري بثلاثية نظيفة في المباراة التي جمعت بين الفريقين على استاد جاسم بن حمد بالدوحة ضمن الجولة الأولى من مباريات المجموعة الرابعة للبطولة. ولعب ياسر القحطاني دور البطولة في فريق الهلال وسجل الهدفين الأول والثاني للفريق بينما تكفل تياجو نيفيز بتسجيل الهدف الثالث. وقدم الهلال أداء جيدا منذ الدقيقة الأولى وسيطر على مجريات اللعب تماما وكان بمقدور الفريق تسجيل المزيد من الأهداف لولا التسرع في إنهاء الهجمات. وأعلنت الدقيقة التاسعة عن هدف السبق للزعيم بتوقيع القحطاني بعدما تلقى تمريرة عرضية متقنة من نيفيز ليسددها برأسه داخل الشباك. وتخلى السد عن حذره الدفاعي في الشوط الثاني وبدأ في تشكيل خطورة حقيقية على مرمى الحارس المخضرم محمد الدعيع الذي دافع عن مرماه ببسالة. وأضاف القحطاني الهدف الثاني له ولفريقه في الدقيقة 65 بعدما تلقى تمريرة رائعة من السويدي ويلهامسون ليخطف الكرة برأسه ويهز الشباك مجددا. وفي الدقيقة الثانية من الوقت بدل الضائع للمباراة ، اختتم نيفيز أهداف الهلال من مجهود فردي مستغلا خطأ الدفاع القطري في تشتيت الكرة. وسقط الشباب السعودي في فخ التعادل 1/1 مع ضيفه سباهان أصفهان الإيراني على استاد الملك فهد الدولي في المجموعة الثالثة. وأهدر الشباب نقطتين ثمينتين، ليحتل المركز الثاني بفارق نقطتين خلف باختكور الاوزبكي المتصدر. وتقدم سباهان بهدف في الدقيقة 13 عن طريق سيد جلال حسيني مستغلا الخطأ الفادح لحارس الشباب وليد عبد الله. وأدرك الشباب التعادل في الدقيقة 69 بتوقيع فيصل السلطان إثر تسديدة قوية زاحفة. الآمال والطموحات كانت الآمال معقودة على أكثر من فريق عربي لتسجيل بداية قوية في نسخة هذا العام المؤهلة إلى كأس العالم للأندية في ديسمبر المقبل في العاصمة الإماراتية أبو ظبي، بعد أن نال بوهانغ ستيلرز الكوري الجنوبي هذا الشرف ومثل قارة آسيا في هذا المحفل في الدورة الماضية، وبلغ فيها نصف النهائي قبل أن يحل ثالثا. أبرز الفرق التي كانت تمني النفس ببداية قوية هي الفرق الإماراتية، الجزيرة، والوحدة، والعين، والأهلي، وإذا استثنينا الأخير بطل الدوري الإماراتي في الموسم الماضي الذي شارك في كأس العالم الأخيرة للأندية ممثلا للدولة المضيفة وخرج بسرعة من الدور الأول، فإن الفرق الثلاثة الأخرى لا عذر لها، خصوصا أنها تضم أبرز المحترفين في الملاعب الخليجية. العين بطل عام 2003 وصاحب الخبرة الطويلة في هذه البطولة كونه وصل إلى النهائي أيضا عام 2005 قبل أن يخسر أمام الاتحاد السعودي تعثر على أرضه وبين جمهوره أيضا أمام باختاكور الأوزبكستاني بهدف وحيد، ويتعين عليه القيام بردة فعل سريعة، لأنه يدرك تماما أن فرصه في اللقب المحلي باتت ضئيلة، وبالتالي ستكون البطولة الآسيوية الميدان المناسب لفرض إمكاناته. الخسارة الأكبر في الجولة الأولى مني بها الاتحاد السعودي صاحب الصولات والجولات في هذه البطولة، والمدجج باللاعبين الدوليين أصحاب الخبرة الطويلة أيضا خليجيا وآسيويا ودوليا. عكس التيار الاتحاد لم يفق بعد من خسارته في نهائي النسخة الماضية أمام بوهانج ستيلرز 1/2 في (نوفمبر) الماضي، ففقد توازنه فنيا وتراجع كثيرا في المسابقات المحلية، وكانت البطولة الآسيوية التي يعشقها مناسبة مهمة له للانتفاض على ذاته والعودة إلى درب الانتصارات والطموح، لكنه سار عكس ذلك ولقي خسارة ثقيلة أمام بونيودكور الأوزبكستاني بثلاثة أهداف نظيفة ستترك تداعيات كبيرة على الفريق في الفترة المقبلة. حصيلة الفرق السعودية كانت غير منتظرة على الإطلاق في الجولة الأولى، إذ إن الأهلي غريم الاتحاد في جدة لم يكن أفضل حالا بسقوطه على أرضه، وأمام جمهوره 1/2 أيضا أمام الاستقلال الإيراني، فضلا عن إهدار الشباب نقطتين ثمينتين بتعادله في الرياض مع أصفهان الإيراني بهدف لكل منهما. قطريا، سقط السد سقوطا مدويا على أرضه أيضا أمام الهلال السعودي بثلاثة أهداف نظيفة، ما يشير إلى صعوبات كبيرة تعترض صاحب أول لقب عربي في البطولة الآسيوية في مسماها القديم قبل أعوام طويلة للعودة إلى منصات التتويج الآسيوية. لكن بداية مواطنه الغرافة كانت واعدة جدا في المقابل بعودته من أبوظبي بثلاث نقاط ثمينة من فوز على الجزيرة الإماراتي القوي بهدفين لهدف. مدرب الغرافة البرازيلي كايو جونيور أعرب عن سعادته بهذه البداية الناجحة بقوله «أنا سعيد جدا للفوز في أبوظبي، لقد نجحت استراتيجيتنا في التعامل مع المباراة، فالجزيرة فريق جيد، ولكن الخطة التي وضعتها لمواجهته نفذها اللاعبون بامتياز، فمعظم الفرق في الدوري القطري تلعب أمام الغرافة بأسلوب دفاعي بعكس الجزيرة الذي يهاجم ولذلك اعتمدت على فلسفة الضغط والهجوم منذ البداية واستغلال خطورة وسرعة العراقي يونس محمود والبرازيلي كليمرسون». مواجهات الجولة الثانية تنتظر الفرق العربية العشر المشاركة في بطولة دوري أبطال آسيا اختبارات صعبة في الجولة الثانية التي تنطلق يومي 9 و10 مارس القادم فيلعب الجزيرة الإماراتي يوم الثلاثاء 9مارس خارج ملعبه أمام الاستقلال الإيراني ، بينما يستضيف الوحدة الإماراتي بونيو ديكور الأوزبكي ، وهناك مواجهة عربية خالصة بين الغرافة القطري والأهلي السعودي في الدوحة ، أما الاتحاد السعودي فيلعب في هذه الجولة أمام ذو أهن أصفهان الإيراني .وتلعب باقي الفرق العربية في اليوم التالي فيستضيف الأهلي الإماراتي السد القطري ، والهلال السعودي أمام مس كرمان الإيراني ويستضيف سباهان أصفهان الإيراني العين الإماراتي ، ويلعب الشباب السعودي في أوزبكستان أمام بختاكور .