سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
المليك : ثوابت المملكة وقناعتها تعزيز التنسيق والتكامل العربي والإسلامي في كلمة ألقاها بالغنيم في اجتماعات (عمومية) المنظمة العربية للتنمية الزراعية
زيادة أسعار السلع الغذائية الزراعية تهدد تحقيق أهداف إزالة الفقر والجوع
نيابة عن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز افتتح معالي وزير الزراعة رئيس الدورة الثلاثين لاجتماعات الجمعية العمومية للمنظمة العربية للتنمية الزراعية الدكتور فهد بن عبدالرحمن بالغنيم بعد ظهر أمس الاجتماع الوزاري للجمعية بقاعة الملك فيصل للمؤتمرات بفندق الأنتركونتننتال في الرياض بحضور وزراء الزراعة في الدول العربية ومدير عام المنظمة العربية للتنمية الزراعية. وقد بدئ حفل الافتتاح بتلاوة آيات من القران الكريم . ثم القى المدير العام للمنظمة العربية للتنمية الزراعية الدكتور سالم اللوزي كلمة أكد فيها أنه مما يدعو للفخر والاعتزاز أن تحظى هذه الدورة برعاية خادم الحرمين الشريفين الذي دأب على رعاية العمل العربي المشترك ودعم مؤسساته كما يولي القضايا العربية على مختلف اصعدتها وفي شتى المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية كريم اهتمامه معبرا عن فخره واعتزازه بما حققته المملكة من انجازات في شتى المجالات جعلتها تتبوأ هذه المكانة المرموقة على الخارطة العربية والدولية مبيناً ان الانجازات التي حققتها المملكة في المجال الزراعي خلال العقدين الماضيين تفوق الاعجاز بحمد الله وتستحق الاعجاب وذلك بفضل الإرادة والرعاية من القيادة الرشيدة والاهتمام الذي توليه حكومة خادم الحرمين الشريفين لهذا القطاع علاوة على الجهد والتميز والتضامن بين القائمين عليه. وقال : إن الرياض احتضنت قبل عام اجتماعات القمة العربية التاسعة عشرة والتي شهدت ميلاد استراتيجية التنمية الزراعية العربية المستدامة للعقدين القادمين وها هي اليوم تحتضن اجتماعات الدورة الثلاثين للجمعية العمومية للمنظمة العربية للتنمية الزراعية التي تضم قادة القطاعات الزراعية في الدول العربية لرسم خطة جديدة للعمل الزراعي العربي المشترك في اطار هذه الاستراتيجية التي تعتبر الاولى من نوعها في هذا المجال. ثم القى معالي الدكتور فهد بالغنيم كلمة خادم الحرمين الشريفين فيما يلي نصها. . يطيب لي أن أرحب بكم جميعاً في بلدكم الثاني المملكة العربية السعودية التي يسعدها أن تنعقد اجتماعات الدورة الثلاثين للجمعية العمومية للمنظمة العربية للتنمية للزراعية على أرضها.. إن من الثوابت الراسخة في قناعات وسياسات المملكة هي تعزيز التنسيق والتعاون والتكامل العربي والإسلامي ودعم وتقوية التضامن والتعاون الدولي والإخاء الإنساني. فلهذا دائما يجد منا العمل العربي المشترك في كل المجالات وفى كل الأوقات كل اهتمام ورعاية ودعم ومساندة. .. أيها الأخوة والأخوات . . تُعقد اجتماعات هذه الدورة في وقت يتعرض فيه العالم ومناطقه المختلفة ومن ضمنها المنطقة العربية لمتغيرات اقتصادية واجتماعية وسياسية ومناخية كبيرة متسارعة ومتداخلة. ومن هذه المتغيرات التي تدعو للقلق موجة الغلاء والتضخم العالية المتزايدة التي لا سابق لها كظاهرة أصابت معظم دول العالم وانعكست في زيادات كبيرة في أسعار السلع الغذائية وبالأخص الزراعية منها بنسب تتفاوت في المتوسط بين 47 بالمائة إلى 85 بالمائة. هذه الزيادة في أسعار السلع الغذائية تهدد تحقيق أهداف إزالة الفقر والجوع في العالم خاصة في الدول الفقيرة كما أن توجه بعض الدول المنتجة الرئيسية لبعض المحاصيل الزراعية إلى إنتاج الوقود الحيوي من هذه المحاصيل أدى إلى النقص في إمدادات هذه المحاصيل الغذائية، مما سينعكس سلباً على حياة الإنسان في هذا الكوكب وخصوصاً في عالمنا العربي وزاد الأمور تعقيداً تغيرات المناخ العالمي التي ما فتئت تسبب أضراراً جسيمه على الإنتاج الزراعي. أيها الإخوة والأخوات .. لقد ألقت هذه المتغيرات بظلالها السلبية على الزراعة والأمن الغذائي العالمي والإقليمي خاصة في الوطن العربي الذي ما زال من المناطق المستوردة للغذاء. ويتطلب هذا الأمر مواجهة هذه المتغيرات بتضافر الجهود وتعزيز العمل الزراعي العربي المشترك عن طريق تنسيق السياسات وتطوير العمل المشترك في إطار إستراتيجية تنموية زراعية ترفد الجهد الوطني وتدعم التكامل الزراعي العربي الذي ينسجم مع الأهداف الوطنية والعربية المتفق عليها والمنافع المشتركة . ونحمد الله كثيراً أن إستراتيجية التنمية الزراعية العربية المستدامة للعقدين 2005 إلى 2025م التي أعدتها المنظمة العربية للتنمية الزراعية استجابة لدعوة القادة العرب في بيان تونس عام 2004م حول التنمية الزراعية المستدامة والأمن الغذائي قد اعتمدت وأقرت في قمة الرياض العام الماضي . ونسأل الله أن تكون هذه نقطة تحول في مسيرة العمل الزراعي العربي لتضعنا على الطريق القويم نحو تحقيق الأهداف والآمال المرجوة، ونتطلع إلى البدء الجاد في تنفيذها وترجمتها إلى مشاريع محددة وعملية قابلة للتنفيذ ، كما نأمل جميعاً أن يناقش هذا الاجتماع أفضل السبل لمواجهة تحديات الزراعة العربية وإزالة المعوقات التي تعرقل تطورها. الجمع الكريم .. تولي المملكة اهتماماً كبيراً بقطاع الزراعة لما له من دور بارز في التنمية الاقتصادية والاجتماعية والتوازن البيئي، وبتوفيق من الله لقد أثمر عملنا الدؤوب المبنى على التخطيط والمشاركة الفاعلة من القطاع الخاص في تحقيق الاكتفاء الذاتي في بعض المحاصيل الزراعية مثل الألبان والتمور وبيض المائدة بالإضافة إلى الوصول إلى مراحل جيدة من الاكتفاء الذاتي في الخضروات والفواكه ولحوم الدواجن واللحوم الحمراء والأسماك. أيها الأخوة والأخوات .. لقد آن الأوان للتوصل إلى اتفاق حول نظام تجاري عالمي متوازن يحقق أهداف الألفية الثالثة المتعلق بالأمن الغذائي والتنمية الزراعية المستدامة للعالم بصورة عامة وللدول النامية بصورة خاصة التي منها عالمنا العربي. وتبرز أهمية هذا الأمر في الوطن العربي الذي مازال يواجه اتساعاً مستمراً في الفجوة الغذائية التي تزداد لعدم مواكبة الإنتاج للزيادة المتسارعة في الطلب من جراء التصاعد المستمر في أعداد السكان في الوطن العربي الذي زاد من نحو 3ر 224 مليون نسمة عام 1990م إلى نحو 337 مليون نسمة عام 2007م. هذا في الوقت الذي يزخر الوطن العربي والحمد لله بالموارد الطبيعية من ماء وارض وظروف مناخية مناسبة وإن كانت غير متساوية التوزيع بين دوله. هذه الحالة تستدعى التنسيق والتعاون الوثيق للاستفادة من هذه الموارد من منظور عربي إقليمي. .. يُعتبر الاستثمار في الزراعة في الدول ذات الموارد الطبيعية المتوفرة والميزة النسبية في إنتاج السلع الغذائية احدى المتطلبات الأساسية لتضييق الفجوة الغذائية العربية. . في هذا السياق تؤكد المعلومات المتوفرة ضعف الاستثمارات العربية الموجهة إلى الزراعة مقارنة بالقطاعات الأخرى في معظم الدول العربية. فلهذا يجب الاستمرار في مراجعة وتطوير السياسات والتشريعات والبرامج والآليات التي تجذب الاستثمار في المجال الزراعي في الدول ذات الإمكانيات والموارد الزراعية المتوفرة خاصة من القطاع الخاص . فلهذا آمل أن تترجم قرارات اجتماعكم هذا وما سبقه إلى آليات ومشاريع محددة لتعزيز الاستثمار الزراعي في الوطن العربي، كما آمل أن تناقش هذه الدورة تأثيرات المتغيرات العالمية على الأمن الغذائي في الوطن العربي شاملاً أنجع السبل لمواجهة هذه المتغيرات العالمية .. كما يطيب لي في هذه المناسبة أن أنوه بدور المنظمة العربية للتنمية الزراعية والقائمين عليها على ما بذلوه من جهد في تعزيز وتطوير العمل الزراعي العربي المشترك متمنين للمنظمة والعاملين بها مزيد من التوفيق والنجاح. .. أتمنى لهذا الاجتماع النجاح والتوفيق والسداد في مداولاته والتوصل إلى النتائج المرجوة في تطوير وتكامل الزراعة في الوطن العربي. .. سدد الله خطاكم لما فيه مصلحة الجميع). عقب ذلك قدم مدير عام المنظمة الدكتور اللوزي درع شكر وتقدير لراعي هذا الحفل خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز تسلمه نيابة عنه معالي وزير الزراعة الدكتور فهد بالغنيم . وفي نهاية الحفل قام معالي الدكتور فهد بالغنيم ووزراء الزراعة العرب بافتتاح المعرض المصاحب لهذه الاجتماعات الذي احتوى على مشاركات وزارة الزراعة بالمملكة والجهات المرتبطة بها والمنظمة العربية للتنمية الزراعية والعديد من الشركات الزراعية الرائدة. حضر حفل الافتتاح أصحاب السمو وكبار المسؤولين في القطاع الزراعي .