في تحدٍ جريء للنظام الاقتصادي السائد في العالم بدأت مجموعة إندونيسية يتزعمها مسلم من أصل أسكتلندي في استخدام عملات مصنوعة من الذهب والفضة (الدرهم والدينار) في معاملاتهم التجارية بدلاً من العملات الورقية والمعدنية التقليدية؛ كتطبيق حرفي لمبادئ الشريعة الإسلامية، على حد قوله هذه المجموعة. وتبرر هذه المجموعة التي يتزعمها الإسكتلندي عبد القادر (إيان دالاس سابقا قبل اعتناقه الإسلام) اعتمادها على الدينار المصنوع من الذهب والدرهم المصنوع من الفضة بأن هاتين العملتين هما ما كان يتم التداول بهما في عهد الرسول -صلى الله عليه وسلم- وعهود خلفائه، وأنها كانت أحد أسباب ازدهار الحياة الاقتصادية للمسلمين في ذلك الزمان. كما يرون أن استخدام هاتين العملتين يثبت نوعاً من أسعار السلع (فالعملات الورقية تفقد قيمتها يوماً بعد يوم؛ مما يتطلب زيادة الأسعار وزيادة التضخم، ولكن الذهب، على العكس فإن قيمته تزداد)، بحسب تقدير فتح الرحمن، أحد أصحاب محال بيع الأغذية، والذي يتبع رأي الشيخ عبد القادر.وتستخدم هذه المجموعة الدرهم والدينار في بيع وشراء السلع الغذائية، والأدوية, والملابس، وبطاقات الهواتف، في اتجاه للاعتماد على هذه العملات مستقبلا، ولم يتضح بعد موقف الحكومة الإندونيسية -خاصة الهيئات الاقتصادية والمالية الحكومية المعنية- من هذا التوجه الطارئ لهذه المجموعة. إلا أنه من الواضح أن هذا التوجه له مؤيدون من بين المواطنين، ومنهم كورنياواتي (33 عاما)، أم لثلاثة لأطفال، التي فتحت محلا تجاريا جنوبي العاصمة جاكرتا، وتتعامل بهذه العملة، وتقول عنها: إن (التاريخ الإسلامي أثبت قيمة الدينار الذهبي منذ عهد النبي -محمد صلى الله عليه وسلم- والذي يساوي قيمة شاة واحدة). وكورنياواتي بدأت تقتنع بعملة الدينار منذ أن أعطاها زوجها مهرها بالقطع المعدنية الذهبية منذ ثمانية أعوام مضت، وأكدت بكل افتخار أن القطعة المعدنية الذهبية كانت تساوي 400 ألف روبية في عام 2002, أما الآن فإنها تساوي 1.45 مليون. وأشارت إلى أنها تتعامل بالفعل بالدينار في شراء سلع مثل: الأرز، زيت الطبخ، الصابون, والملابس. ويقدر الدرهم ب300 ألف روبية (3.20 دولارات)، أما الدينار فيقدر ب 1.43 مليون (153 دولارا). ويأمل أتباع الشيخ عبد القادر أن يكونوا مثالا للنهج الإسلامي للأجيال القديمة، والتعامل شرائيا بقيمة الدراهم والدنانير التي كانت العملة السائدة في العالم الإسلامي قبل دخول (الكفار) إليه. كما يطالبون الحكومات وخاصة الدول الإسلامية باستبدال الدينار الذي كان يستخدم في العهود الإسلامية بعملاتهم الحالية. ركي روخمان عزيز، ضمن المجموعة الإندونيسية، اعتبر أن العملة الإسلامية الجديدة التي طرحت في إندونيسيا في طريقها إلى أخذ دورتها في أستراليا، ماليزيا، وسنغافورة, مؤكدا أنه تضاعفت كميات الدينارات المستخدمة في الأسواق المحلية مقارنة بعام 2009، وذلك بمقدار 25 ألف قطعة ما يعكس نمو حركة العملات. وقال عزيز إنهم قرروا توسيع رقعة استخدام العملات الفضية والذهبية طبقا للفتوى التي أصدرها الشيخ عبد القادر بحق استخدامها، وتحريم استخدام الأموال الورقية على المسلمين. وأشار العضو في المجموعة الإندونيسية إلى أن الأزمة المالية التي ضربت العالم أخيرا، أثبتت أن النظام المالي الإسلامي هو الحل الوحيد لمعظم المشكلات الاقتصادية؛ حيث فشلت الأنظمة الرأسمالية في إيجاد حلول عاجلة للأزمات التي ضربت العالم في هذا المجال.