في موضوع الزاوية للاسبوع المنصرم استعرضنا فكرة استثمار الاربطة ولتكملة ومناقشة هذه الفكرة أطرح الدراسة التالية. نعلم جيداً ان المحافظة على الأربطة بوجه الخصوص والأوقاف بصفة عامة هي لتأدية رسالتها الانسانية من روح التكافل الاجتماعي كما اسلفنا وأن تنمية وتطوير هذه الاربطة واستثمارها بالأفضل كماً وكيفاً بما يعود بالنفع والخير وبشكل موسع أمر مطلوب توفيره لتنمية الأربطة ذاتياً ومثالا على ذلك اذا كان رباط ما يقع بمنطقة الشبيكة بمكة المكرمة مساحته حوالي 400 متر تسكنه بحد اقصى 8 أسر محتاجة وبشكل غير صحي لكون ان هذا المبنى مضى على انشائه خمسين عاماً وبعضها مضى عليه مائة عام واكثر من ذلك واصبح متهالكاً وينذر بالسقوط وبعضها هدم لعدم صلاحيته للسكن والجزء الأكبر منها بناؤها بالحجر واسقفها بالجريد والحصير فما المانع من بيع اصل هذا الوقف واستبداله بأربطة حديثة تنشأ على شكل وحدات سكنية تبدأ من 50 متراً الى 75 متراً في الاحياء القريبة ويراعى فيها ان تكون على شوارع تجارية كي يستفاد من الدور الأرضي لانشاء وحدات تجارية ينفق عائدها على صيانة وتشغيل المنشأة ويكون لها بمثابة مورد خاص بها ولاسيما ان مثل هذه الأربطة سيتوفر بها وسائل السلامة والتهوية الصحية واحداث عيادة طبية تشرف على حالات النزلاء صحياً اذا ما دعت الضرورة لذلك وبشكل دوري مساهمة من وزارة الصحة لهذا الغرض ولاسيما مثل هذا الرباط الذي يقع مثالاً في الشبيكة ومساحته (400 متر) يساوى قيمة المتر الواحد حوالي (40.000 ريال) اي يصبح قيمة الرباط اذا ما تم بيعه مبلغ (16.000.000) ريال وهذا المبلغ في حد ذاته يمكن به شراء ارض بديلة في المخططات القريبة كما ذكرنا مساحتها (2000م2) قيمتها لا تزيد عن اربعة ملايين ريال يصبح المتبقي من القيمة اثنى عشر مليون ريال تكفي لانشاء (10.000م) مسطح من المباني تسليم مفتاح وهذه المسطحات اذا قدرنا ان متوسط الوحدة السكنية 65م يصبح مجموع الوحدات السكنية 138 وحدة سكنية اي انه بدلاً من المبنى القديم الذي كان نزلاؤه (8) أسر اصبح بنفس قيمته المباع بها استبدل المبنى الحديث بزيادة (130) وحدة سكنية يسكن بها نزلاء جدد ينطبق عليهم شرط الواقف وليكون المفهوم اوضح سيتم الاستبدال (باسم الواقف السابق وبشرط الوقفية المنصوص عليها شرعاً) ولكن الغرض والمنفعة والأجر بإذن الله أصبح مضاعفاً وهذا يتضح من هذه الدراسة الموجزة علماً بأن بعض عقارات اوقاف الاربطة خاصة بمكة المكرمة والمدينة المنورة تصل قيمة المتر الواحد الى أكثر من 100.000 ريال وهذا يشكل حافزاً كبيراً لفكرة (استثمار الاربطة ذاتياً) وان هذه الفكرة بإذن الله اذا ما تم دراستها (من قبل اللجان الشرعية والفنية) المختصة بوزارة الشؤون الاسلامية والأوقاف والتي تطلع الآن بدور ريادي كبير وغير مسبوق للنهوض بمشاريع الاوقاف بصفة عامة تمشياً مع توجيه حكومة مولاي خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين حفظهما الله وامد في عمرهما والأمل كبير بالله ثم بشخص (معالي وزير الشؤون الاسلامية والأوقاف) لدراسة هذه الفكرة من الناحية الشرعية والفنية لاخراجها لحيز الوجود كأحد الأعمال العملاقة التي تطلع بها الوزارة في هذا المجال لما يحقق الخير ومد يد المساعدة والعون لأكبر شريحة من الأسر المحتاجة للسكن الخيري في الأربطة وتوسعة دائرة الاستفادة منها لاستيعاب المزيد من الأسر الفقيرة التي لا عائل لها وأحوج ما تكون للسكن وانجاح مثل هذه الدراسة من شأنه رفع نسبة استيعاب النزلاء في الأربطة بعد الاستبدال الأمثل لها الى أكثر من 1600% وهذه حقيقة تثبتها الدراسة كما تقدم. سائلاً الله التوفيق والنجاح للجميع