التهديد الذي وجهه وزير الخارجية الإسرائيلي ليبرمان مؤخراً بمهاجمة سوريا وأن الأسد سيفقد كرسيه يمثل في واقع الأمر لغة غريبة في وقت يسعى فيه العالم نحو السلام ولتحريك المفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين لدفع السلام وفق ما تطمح إلى ذلك الإدارة الأمريكية. ولكن التهديد الإسرائيلي لسوريا ليس غريباً وليس الأول من نوعه فقد سبق وأن وجهت إسرائيل تهديداً مماثلاً .. بل وسبق أن قامت طائرات إسرائيلية بمهاجمة موقع سوري بزعم انه قد يكون مفاعلاً نووياً. ويجئ هذا التهديد ليبين حقيقة العقلية الإسرائيلية وأنها تميل دائماً للعدوان .. فقد كانت هناك جهود مقدرة قامت بها تركيا لاجراء مفاوضات غير مباشرة بين إسرائيل وسوريا وقطعت هذه الجهود شوطاً مقدراً لتوقف بعد الحرب الإسرائيلية الوحشية على قطاع غزة. والآن ومع محاولة جديدة لاطلاق مفاوضات جديدة غير مباشرة يأتي تهديد وزير الخارجية الإسرائيلي بحرب جديدة على سوريا .. وهو تهديد يجد التأييد الضمني من نتنياهو رغم أن نتنياهو يحاول أن يظهر بخلاف ذلك. المهم أن تعلم إسرائيل أن أي حرب جديدة لن تكون حرباً محدودة كما تريد فسوف تشتعل المنطقة كلها .. ولكن لا تحسب ان العالم يريد توتراً جديداً وفي منطقة حيوية كمنطقة الشرق الأوسط ترتبط مع كل العالم بالعديد من المصالح والروابط. وعلى المجتمع الدولي أن يقوم بواجبه في محاصرة المخططات الإسرائيلية الرامية إلى تفجير المنطقة من جديد.