هيئة شؤون المرأة هي في جميع الدول المتقدمة تنشأ مثل هذه الهيئة للعناية بشؤون المرأة ومشاكلها الأسرية والسلوكية لأن ما نلمسه ان المرأة بحاجة لمثل هذه الهيئة لتكون مهمتها العناية والرعاية لهن بشكل عملي وفعال، أما أن يكون هذا الأمر تحت رعاية مؤسسة اخرى ويكون دورها بطيئاً والاهتمام غير متكامل فهذا أمر يؤسف له ومن القضايا الهامة والمثيرة للجدل وهي حديث المجالس وموضوع مناقشة لكثير من الندوات والبرامج التلفزيونية ضمن البرامج الهادفة والبناءة. وآخرها يوم الخميس كان هناك برنامج على القناة الأولى السعودية وكان يناقش البرنامج جنح بعض الفتيات والنساء ومعالجة أوضاعهن (الخلوة غير الشرعية) دون حد الزنا. والعياذ بالله، وكان موضوع البرنامج الفتاة التي أوقفت في قضية خلوة من خلال التغرير بها من قبل بعض زميلاتها. وتوقيفها استمر الى عشرة شهور وانا هنا لا أناقش قضية بعينها لفتاة صغيرة سنها لا يتجاوز (19 عاماً) ولكن أناقش القضية كموضوع عام يخص هذه الفئة. لاشك أن اي مجتمع يحصل فيه تجاوز من بعض (الفتيات او النساء) وهم اولاً وأخيراً ضمن هذا المجتمع وعنصر هام جداً يجب الاهتمام به في النشأة والتربية والسلوك والاعداد، ويبدأ هذا من البيت الى المدرسة الى بيت الزوجية، وهي مسؤولية مجتمع ومسؤولية (أمة بأكملها) وعندما يحدث التجاوز في الخلوة غير الشرعية دون ارتكاب فاحشة (الزنا) هذا امر مشين ولكن هناك سؤال حائر أطرحه الى جميع مؤسسات المجتمع المدني ولكل من يهتم بشؤون الأسرة، اذا حدث هذا السجن للفتاة وأكيد يتبعه الجلد. وتكون عقوبة السجن كبيرة وان دخولها السجن يترتب عليه مشاكل كثيرة جداً قد تؤثر في سلوكيات بعض الحالات التي تدخل مثل هذه السجون لأول مرة لأن هناك حالات قد تم سجنها لأكثر من (خمس مرات أو أكثر) اي ان بعضهن هداهن الله قد تعودن ذلك واستمررن في هذا السلوك المشين ومن خلال سجن هذه الحالات قد يتأثر سلوكهن الى سلوك اكثر خطورة مثل المخدرات والمسكرات او احتراف الرذيلة بعد خروجهن من السجن. وأكيد مثل هؤلاء الفتيات أو النساء قد غرر بالبعض منهن بارادتهن أو بدون ارادتهن من رفيقات السوء وصحبة الأشرار وكذلك العامل الاسري والفراغ العاطفي وعدم متابعة الابناء وكثرة خروجهن مع الصاحبات بدون متابعة أو اختيار للصحبة السليمة وارتياد الأسواق بدون مصاحبة رب الاسرة أو الوالدة او الأخ، وكذلك الخلل في كيان الاسرة يؤدي بالضرورة الى ارتكاب بعض (الفتيات والنساء) لمثل هذه الحالات وهم قلة ولله الحمد نحن هنا لا نبرر ارتكاب الفواحش والجنح بأي شكل من الأشكال ولا بأي صورة من الصور ولكن نأمل استبدال أحكام السجن والجلد للحالات دون حد الزنا بتأهيلهن الاجتماعي الأخلاقي ومثل هذه الحالات ارى من وجهة نظري احالتهن الى الشؤون الاجتماعية (شؤون المرأة) لمعالجتهن من الناحية السلوكية والاجتماعية والاسرية وتقويم الخلل واعطائهن دورة دينية تأهيلية تعدل السلوك وتقوي الوازع الديني والأخلاقي لأن سجن مثل هذه الحالات يسبب كارثة كبيرة للأسرة وسمعتها وقد يتجاوز الأمر الى عدم زواج مثل هذه الفتاة أو تلك. وفي البرنامج الذي ذكرنا في مقدمة مقالنا هذا رفض (والد الفتاة) استلامها أو زيارتها وهي تبكي عبر شاشة التلفزيون السعودي القناة الأولى تناشد المجتمع ووالدها باستلامها واحتواء فتاة في عمر الزهور يجب أن نتصور جميعنا انها سجنت وعمرها (18 عاماً) وأصبح عمرها الآن (19 عاماً) وانني من خلال هذه الزاوية اناشد جميع مؤسسات المجتمع المدني والجهات ذات العلاقة اعطاء المزيد من الدراسة والرحمة بهذه الحالات ومن وجهة نظري أرى أن توجه مثل هذه الحالات الى الشؤون الاجتماعية عبر أجهزتها المختصة لمعالجة مثل هذه الحالات واعفائهن من أحكام السجن للمرة الأولى والستر عليهن واعطائهن فرصة لتقويم السلوك من الناحية الدينية والاجتماعية والسلوكية، يكون أنفع من السجن والجلد، كما ذكرنا. أما اذا تكرر منهن ذلك فالتعزير والجزاء هو الحل الوحيد ومن خلال هذه الزاوية أطرح فكرة انشاء (هيئة شؤون المرأة). اسأل الله أن يوفقنا جميعاً لما يحب ويرضى إنه سميع مجيب الدعاء