تناقلت الصحف المحلية قبل أيام خبر استقالة الأديب الناقد والباحث القدير الأستاذ الدكتور عبدالعزيز السبيل ولعل مرد ذلك رغبته التفرغ لأعماله الأدبية والبحثية والثقافية ..زاهداً في الكرسي وسمعة المنصب عكس الذين يتهافتون عليه ويتشبثون به أبد الحياة. |وإذا ما عدنا لسيرة الدكتور السبيل نجدها سيرة أكاديمية وأدبية وثقافية عطرة لا تخفى على كل أديب ومثقف ..بدأها ضمن هيئة التدريس في جامعة الملك عبدالعزيز بجدة وإلى جانبها كانت له نشاطات أدبية وثقافية في نادي جدة، وعلى مستوى الساحة الأدبية عربياً ومحليا ..اضافة إلى اللقاءات العلمية والثقافية التي مثل المملكة فيها.. واصداره للعديد من المؤلفات في شتى شؤون الأدب والنقد والثقافة. | انها سيرة رائدة تجلت بالجهود الموفقة والاسهامات الفاعلة في مجال العلوم والآداب والثقافة والفنون وما يزال يعطي في هذا الجانب دون توقف. | وبعد ضم الثقافة والأندية الأدبية والمؤسسات الثقافية الأخرى وما يدور في محيطها من تخصصات أختير د. السبيل وكيلا لوكالة الوزارة للشؤون الثقافية بوزارة الاعلام فكان بحق الرجل المناسب في المكان المناسب ..حيث استطاع بخبرته الطويلة وبعد نظره من رسم ملامح الثقافة ومسارنهضتها بما يواكب ظروف العصر ومتطلباته ..من ذلك تغيير مجالس الأندية الأدبية في محاولة زرع روح التنافس الشريف بينها لما فيه خدمة الأدب والثقافة والنهوض بها لتواكب النهضة المباركة التي تعيشها بلادنا في شتى مجالات الحياة ووصولاً بها إلى مشارف الآداب والثقافات العالمية المعاصرة.. | وقد أحدث هذا التغيير والتجديد نقلة جديدة في نشاطاتها المختلفة ليس على المستوى المحلي فحسب ..بل على المستوى الخارجي اضافة إلى دعمها بالميزانية التي مكنتها من تسيير نشاطاتها وتحقيق أهدافها وخططها حسبما هو مرسوم لها. | لقد وجد الأدباء والمثقفون خلال الفترة التي صحبوا فيها هذه الشخصية المتميزة في خلقها وتعاملها وعلمها وتواضعها واخلاصها كمسؤول عن الثقافة بالبلاد ..وجدوا - التوجيه المخلص والتعاون المثمر والتشجيع المستمر فقد كان جزءا منهم يشاركهم الأفكار البناءة والآراء الصائبة والنشاطات الفاعلة. | تحية للدكتور السبيل ..العالم المثقف الخلوق ففي غيابه خسارة لنا وللثقافة وحسبنا أنه سيظل في قلوبنا صورة ناصعة تنبض بالحب والاخاء والتعاون والتقدير ..وستظل بصماته بارزة على مسيرة الأندية الأدبية والثقافية وعلى المشهد الثقافي بصفة عامة وبالله التوفيق.