ألقى سماحة مفتي عام المملكة العربية السعودية رئيس هيئة كبار العلماء رئيس اللجنة الدائمة للإفتاء الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ محاضرة في القاعة الكبرى في كلية أصول الدين بجامعة الإمام محمد بن سعود بحضور معالي مدير الجامعة الأستاذ الدكتور سليمان بن عبدالله أبا الخيل ووكلاء الجامعة وعمداء الكليات والعمادات المساندة وجمع من الطلاب. وتحدث سماحته عن تحقيق ولاية الله للمؤمنين، وولاية المؤمنين لربهم، وولايتهم لدينهم ووليهم، وولاية بعضهم لبعض، وماذا يجب على الجميع نحو البعض، ونحو المجتمع المسلم. وقال سماحته إن الولاية لرسول الله تقتضي أن نعظم سنته، وأن نجلها وان ندعو للعمل بها وأن نطبقها على أنفسنا أولاً في كل أحوالنا لأن أصحابه الكرام نقلوا لنا كل أحواله، صلى أنس بن مالك خلف عمر بن عبدالعزيز رضي الله عنهما في المدينة ولما انصرف قال لقد ذكرني هذا الفتى صلاة محمد صلى الله عليه وسلم، هكذا كانوا يعظمون السنة فنقلوا لنا السنة في كل تصرفاته وأحواله وفي أوامره ونواهيه لأنهم يرون المنهج العظيم والطريق المستقيم الذي لا غنى للناس عنه، لأن هذه السنة شقيقة القرآن. والمسلم موال لدين الإسلام وموالاته للدين أولا محبته للشريعة، ويحمد الله أن وفقه الله لها وجعله من أهلها، ومن المنتسبين إليها، لا يدع معتدٍ أن يستهزئ بها أو يقلل من قيمتها، أو يصفها بالجمود والرجعية والتأخر، فهي شريعة كاملة لا تحتاج لزيادة ولا إضافة بل هي شريعة كملها ربها، كملها الذي يعلم مصالح العباد في الحاضر والمستقبل. وأضاف سماحته شريعة الإسلام دعت المسلمين إلى أسباب الوحدة، ونأت بهم عن أسباب الفرقة والشقاق يقول صلى الله عليه وسلم (المسلم أخو المسلم لا يظلمه لا يكذبه لا يحقره لا يخذله)، فلا تظلمه في ماله وعرضه ولا تنتقص شيا من قدره ولا تسيء الظن به، وان أخطأ أصلحت أخطائه، وإن تجاوز الحد أوقفته عند حده لكن بضوابط الشرع، فالتعامل بين المؤمنين يكون على أساس المحبة ومحبة الخير للكل قال صلى الله عليه وسلم (أنصر أخاك ظالما أو مظلوما) قالوا يا رسول الله أنصره مظلوما فكيف أنصره ظالماً قال (تردعه عن الظلم فذلك نصرك إياه)، فأخوك إن ظلم تنصره وتقف معه حتى ترتفع مظلمته وإن ظلم تقف معه حتى يرتفع الظلم منه وحتى يعود لصوابه ورشده، إن الأخطاء ممكنه ولكنها في المجتمع المسلم تتقلص على قوة الإيمان واليقين، فقد اختلف مع أخي في قضية أو وجهة نظر فهل هذا الاختلاف يجعلني أقف معه موقف العداء؟ إن المؤمن حقاً يسعى لتضييق شقة الخلاف والنزاع، ويسعى أن يكون المؤمنون أخوة، وأي نزاع أو اختلاف بالإمكان حله على بساط المحبة .