جددت مصر بالأمس موقفها الرافض لاستئناف المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين من دون وقف بناء المستوطنات بشكل كامل، جاء هذا الموقف بعد المباحثات التي أجراها نتنياهو مع الرئيس مبارك في القاهرة، ومن قبل ذلك أعلنت الإدارة الأمريكية عن رفضها لمستوطنات إسرائيلية يعتزم نتياهو بناءها في القدسالمحتلة. هذان الموقفان كافيان لأن تغير إسرائيل من خططها الاستيطانية وأن توظف جهدها نحو السلام باجراء مفاوضات مباشرة مع الفلسطينيين ولكن يبدو أن إسرائيل لا تملك الاستعداد للتعامل مع معطيات ولاتزال تتعامل بالعقلية القديمة عقلية شارون وبيجين وعقلية نتنياهو نفسه التي ما عادت تدرك المتغيرات. فإسرائيل لازالت تريد أن تحتفظ بالأراضي الفلسطينية وتريد في الوقت نفسه أن تكون آمنة ..هذه معادلة غير ممكنة فالأمن لاسرائيل لا يمكن أن يتحقق ما لم ترفع الحصار عن الشعب الفلسطيني وتوقف وبشكل كامل سياسة الاستيطان وتتوقف عن عدوانها اليومي ضد الفلسطينيين من غير ذلك لن يكون هناك أمن ولا استقرار. وعلى مصر أن تحاول بلورة موقفها برفض الاستيطان من خلال موقف عربي جماعي والسعي لمخاطبة مجلس الأمن لاستصدار قرار صريح بوقف أعمال الاستيطان وطالما أن أمريكا أعلنت رفضها لهذه السياسة فعليه عدم عرقلة أي قرار في مجلس الأمن يطالب بوقف الاستيطان الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية.