بحضور صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن سعود بن فهد بن عبدالعزيز وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سعود بن فهد بن عبدالعزيز افتتح معالي وزير الشؤون الدينية الاندونيسية سوريا دارما علي امس في العاصمة الاندونيسية جاكرتا المركز الحضاري التعليمي للدراسات المعاصرة الذي تكفل ببنائه فاعل خير من المملكة العربية السعودية. وأقيم حفل خطابي بهذه المناسبة بدء بتلاوة آيات بينات من الذكر الحكيم. ثم ألقى رئيس جامعة اندونيسيا الدكتور غوميلار روسيلوا سومانتري كلمة رحب فيها أولا بصاحبي السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن سعود بن فهد بن عبدالعزيز والأمير محمد بن سعود بن فهد بن عبدالعزيز وبأصحاب المعالي والفضيلة.. داعيا الله أن يوفق كل من ساهم في إعمار المركز. وقال: إن تطوير مسجد التوحيد الذي يتبع المركز بعدة مراحل قبل أن يصل لهذه المرحلة المهمة وهي تكفل فاعل خير من المملكة العربية السعودية وذلك في منتصف العام 2007م بإكمال بنائه وتوسعته ليظهر بشكله الحالي. وفي ختام كلمته قدم مدير جامعة اندونيسيا جزيل شكره لحكومة خادم الحرمين الشريفين على دعمها المتواصل لكل أعمال الخير والمناشط الإسلامية في اندونيسيا وفي شتى أنحاء العالم. كما وجه شكره لصاحبي السمو الملكي على تشريفهما حفل الافتتاح ولسفير خادم الحرمين الشريفين لدى اندونيسيا على مساهمته في تيسير كل ما من شأنه الإسراع بإنجاز توسيع المركز. من جهته ألقى سفير خادم الحرمين الشريفين لدى اندونيسيا عبدالرحمن محمد أمين الخياط كلمة شكر فيها الله سبحانه وتعالى أن جعل من افتتاح هذا الصرح الحضاري تزامنا مع ختام مسابقة الأمير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود السنوية لحفظ القرآن الكريم والسنة النبوية لدول جنوب شرق آسيا وعودة سموه إلى أرض الوطن سالما معافى. وقال يأتي افتتاح المركز ليكمل مسيرة أعمال خير كثيرة جدا في اندونيسيا يقوم بها فاعلو الخير من المملكة.. داعيا الله أن يجزي المتبرع بتوسعة المركز الذي يعد مركزا حضاريا في قلب العاصمة جاكرتا خير الجزاء في أهله وماله. وعبر عن سعادة منسوبي السفارة بوجودهم في اندونيسيا التي تضم نحو مئتي مليون مسلم ووصل عدد المساجد والجوامع بها إلى ما يربو على مليون مسجد وجامع.. مضيفا “وبرغم ذلك العدد مازال يصلنا في السفارة يوميا طلبات للمساعدة في بناء مساجد جديدة في مختلف الجزر الاندونيسية”. من جانب آخر قال معالي الدكتور الشيخ عبدالله المطلق المستشار في الديوان الملكي في كلمته في الحفل / فرصة طيبة وعمل صالح.. نقف في هذه اللحظات المباركة على افتتاحه.. بيت من بيوت الله في قلعة من قلاع العلم في جامعة اندونيسيا الحكومة /. وأضاف “هذا المركز الذي يفتتح اليوم إنما هو امتداد لعدد كبير من المشاريع الخيرية في مختلف دول العالم ولكن ما يميز هذا المركز أنه في جامعة إسلامية في دولة إسلامية نحب أهلها ونقدرهم وهم يبادلوننا الحب بحبهم لبلاد الحرمين الشريفين”. وسأل الشيخ المطلق الله تعالى أن يجعل هذا المسجد في موازين حسنات من قام به وأن يجعل الله له به قصرا في الجنة ، كما سأل الله عز وجل أن تحسن الجامعة استخدام هذا المسجد المبارك وأن تستفيد منه وتجعله قلعة علمية. وأهاب معاليه في ختام كلمته برجال الأعمال إلى الإقدام لمثل هذه المشاريع لما لها من النفع العظيم للطلاب والطالبات من أبناء المسلمين.. مذكرا أن المملكة دائما تمد يدها لكل المسلمين في العالم. ثم ألقى فضيلة الشيخ الدكتور عبدالرحمن السديس إمام المسجد الحرام بمكة المكرمة كلمة أبان فيها أن لله نعم كثيرة على عباده وأن منها نعمة اللقاء في هذا المركز المبارك.. واصفا اللقاء بأنه يوم فرح وسرور واغتباط وحضور بمناسبة افتتاح مسجد وبيت من بيوت الله. وأشار فضيلته إلى أن هذا مقام شكر يجب خلاله تقديم الشكر بعد شكر الله عز وجل لحكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ال سعود وفقه الله وسمو ولي عهده الأمير سلطان بن عبدالعزيز وحكومتهم الرشيدة على الجهود العظيمة في خدمة الإسلام في كل مكان وعلى التوجيه بإقامة مثل هذه الصروح الدينية والإسلامية والعلمية والقلاع التوعوية والمعرفية.. مضيفا “الشكر موصول أيضا لحكومة اندونيسيا على التسهيلات التي قدمتها للمضي في بناء هذا المركز وغيره من المشروعات الخيرية”. وقال إن من يبني مساجد الله يتحلى بأربع صفات أوردها القرآن الكريم في الآية الكريمة (إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر وأقام الصلاة وآتى الزكاة ولم يخش إلا الله فعسى أولئك أن يكونوا من المهتدين)”.. مؤكدا أن هذه الهداية هي الموصلة لجنات النعيم. كما ألقى وكيل وزارة الشؤون الدينية الإندونيسية الدكتور نصرالدين عمر كلمة قال فيها إن هذا المسجد ليس لأداء الصلاة فقط بل إنه يحتضن ندوات إسلامية ومنها مسابقة الأمير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود السنوية لحفظ القرآن الكريم والسنة النبوية لدول جنوب شرق آسيا.. ونعده منبرا مهما لتقويم سلوك شباب الأمة الإسلامية وتوجيههم الوجهة الصحيحة نحو إسلام حقيقي خالص لوجه الله تعالى”. بعد ذلك وقع صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن سعود بن فهد بن عبدالعزيز ووكيل وزارة الشؤون الدينية الإندونيسية على اللوحة التذكارية للمركز الحضاري ثم تبادل الجانبان الهدايا التذكارية بهذه المناسبة وقاما بصحبة الضيوف بجولة تفقدية للمسجد وأم الجميع في صلاة الظهر بالمسجد فضيلة الشيخ الدكتور عبدالرحمن السديس إمام وخطيب المسجد الحرام بمكة المكرمة.