قال لي بعض الأصدقاء المرتادين للندوات الثقافية التي أصبحت منافسا قويا لبرامج التلفزيون هل أنت مثلي؟ قد سئمت مما تحمله لنا القنوات الفضائية مما كان جذابا وأصبح غثاً مملاً ذاتاً حينما نشاهد استبسال الأقوياء على الضعفاء وهدر كرامة الإنسان وسفك دماء الأبرياء ، فقلت له : نعم ، كلانا في هذا الهم سواء، ولولا ذلك لما رأيتني ها هنا هارباً مما أنت هارب منه. قال لي : طالما نحن في رحاب الأجواء الثقافية ليتك تطلعني على آخر أخبارك الكتابية حيث قد سمعنا بأنك قد أصدرت ديواناً يحمل قصائد شعبية قريبة من اللهجة النبطية ، وهو ما لم نتعوده منك حيث قد عرفت بشعر الفصحى المطرز بوصف ليلى ووضحى ، ثم ما هي آخر أخبار مساجلاتك الشعرية ومعاركك الأدبية التي دائما تجري بينك وبين صهرك الشريف منصور صالح أبو رياش ، قلت له : بعدما أصدرت ديواني السابع (مسجون في كتاب) الذي يحمل في طياته شعراً شعبياً أقرب إلى الشعر النبطي أهديت نسخة منه إلى الشريف منصور صالح أبو رياش مذيلاً بهذه الأبيات: منصور يا أغلى الصحاب يا فاتح للخير باب يا صاحب الفعل النبيل ما زاره شخص وخاب يا تارك بحر جميل غزلانه ذات الخضاب ما همك الظبي الوسيم من صوته مثل الرباب ما غرك الريم النحيل من لحظه ينهى العذاب ما هزك النخل الظليل يا مزدري كل الرغاب يا مبتغى بلد كريم عمدانه فوق السحاب يا هاويا بيت عظيم مرتجي نيل الثواب ياليتني مثلك مقيم معتنق تلك الهضاب يا ليتني صوب الحطيم مفترش ذاك التراب يهديك مهموم سقيم من صنعته نظم الهباب من هوى نظم القريض من همه فاق النصاب من غدى مثل الطريد يوم ودعه عصر الشباب من تخبره أمس طليق واليوم مسجون الكتاب ولا أخفيك سراً بأنني خائف من رده اللاذع الذي اشتهر به في مثل هذه المناسبات.