تمثل القنوات السعودية الجديدة الحضور الرائد للثقافة الإسلامية والمجتمعية بأسلوب يمتاز بالشفافية ويقرأ ما لدى الإنسان الواعي على وجه الخصوص ، فالرسالة التي تبناها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود حفظه الله المنطلقة من اهتمامه بدينه وأمته ووطنه ومنهجيته الأخلاقية وقيمه الفكرية لمعت من خلال توجيهه لإنشاء هذه القنوات وتخصيص قناتين من الأربع للقرآن الكريم والسنة النبوية لخدمة الاسلام وهدية للمسلمين في مشارق الأرض ومغاربها بل وفتح آفاق المعرفة بالتعاليم الدينية والتوعية بصلاح أمورهم الدنيوية للفوز في الآخرة برضا الله وجناته. والمتتبع لخطوات الملك عبدالله بن عبدالعزيز يرى بأم عينيه حرصه الشديد على القيام بكل ما فيه الخير لخدمة الدين الإسلامي والوطن والمواطنين والأمتين العربية والإسلامية ، فالإنسان الذي يترك بصمة الوفاء على جبهة الزمن ، يُخلد في أعماق البشرية أعماله الخيرية والإنسانية، فحب الله هو الأساس لديه حفظه الله، ثم خدمة دينه ونبيه هي وسام الشرف الأعظم لذلك القلب الذي ينبض من أجل إسعاد الآخرين ويعمل على بناء عقولهم وزيادة وعيهم ونشر ثقافتهم. كما كان لنظرته الثاقبة رعاه الله فيما تتمتع به المملكة العربية السعودية و تحتله من مكانة مرموقة في اقتصاديات العالم وادراكه التام بأن الاقتصاد عصب الدول والشعوب انعكاسها على تخصيص قناة للاقتصاد ومالها من أبعاد مهنية تحرص على الأداء وفق مواصفات عالمية ومقاييس الجودة الاقتصادية. وكذلك الحال بالنسبة للقناة التي تختص بالثقافة والحوار لتكون منبرًا للمثقفين في المجتمع السعودي وأداة حوار تسهم في إنجاح مجالاته لاثراء الحركة الثقافية في العالم العربي وايصال المعرفة السعودية لكل أطياف العالم. وعادةً ما يُترجم الإعلام التوجهات الاجتماعية المختلفة بأبعادها الفكرية المتعددة ويُساهم في تفعيل حراكها السياسي ومنهجها الثقافي ونتاجها الإبداعي بما يتميز به من قدرة فائقة في التأثير على الآخر من خلال مخاطبة الموقف وتحليل مجريات الحدث والتركيز على عمليات التواصل الفكري والتفاعل الحضاري والحوار المنطقي وتفعيل مساحة التعبير وفق لغة تعتمد على المصداقية كجوهر حقيقي في ظل التطور التقني والمعلوماتي الحديث. إن وضوح الرؤية المستقبلية من حيث التعامل مع المعطيات العصرية يجعل من الإعلام المرئي حلقة وصل تنقل مبدأ سلوكيات المجتمعات في ضوء المتغيرات. كل الشكر لولي الأمر الذي حمل شرف خدمة الإسلام والمسلمين ويؤدي أمانته تجاه الوطن والمواطن وتوّج بقراراته الحكيمة صناعة المستقبل ضمن ازدهار الحاضر فعندما يؤكد القائد على أهمية زرع الدين الإسلامي ونشر الثقافة الدينية والمعرفية والعلمية والاقتصادية وتجسيد الفكر النير وتواجد المعايير التي ترسخ الايجابيات وتنطلق نحو تحقيق الأهداف في الوصول إلى مستويات حضارية حتما ترتقي التوجهات السامية بالأمة وتحرص على بناء مجتمع معرفي وبكل موضوعية. ليُسجل التاريخ إنجازات ملك صنع المجد في بلاده بل وامتد بعظم أفكاره إلى العالمية فالقرارات الإصلاحية والنهضة الفعلية واختيار الشخصيات القيادية المتميزة للقيام بالمهام التنموية لتقديم أفضل الخدمات من خلال البرامج الهادفة والتخطيط الإداري المتجدد والتنظيم المستمر ، كل ذلك لا يتوقف عن الارتباط بالعقل الحكيم والفكر الواعي صاحب الرأي السديد . وبكل تأكيد سيكون بإذن الله حضور هذه القنوات الفاعل واقعاً ملموساً بمتابعة معالي الدكتور عبدالعزيز محيي الدين خوجة وزير الثقافة والإعلام الذي أعلن عن انطلاق الأربع قنوات مطلع العام الحالي وانضمامها إلى أسرة القنوات الفضائية السعودية ، لتواكب مسيرة التطوير وتحقق التنمية المطلوبة، إن اتساع نطاق النشاط الإعلامي وامتداده إلى مجالات متعددة هو أسلوب تنظيمي ضروري للقيام بالأعباء المتزايدة في تسارع النمو الذي تتطلبه المراحل القادمة في الانسجام مع الوقت واستخدام الأساليب الأكثر اتفاقا في توظيف القدرات وتسخير الإمكانيات، فالثقة لاكتساب شريحة أكبر من المستفيدين والقدرة على إثبات التواجد في الساحة الإعلامية والتألق في إرساء قواعد ثابتة وامتلاك مقومات سلسة تساعد ديناميكية التطوير على تبني النقلة الحضارية الشاملة في التميز التنافسي والرضا التام عن قناعات الإنجاز ونُظم التشغيل الجديدة.