الحمدلله على نعمه والشكر له على جزيل مننه وبعد،،فقدكان الوطن كله يترقب بكل شوق عودة ولي العهد الأمين الأمير سلطان بن عبدالعزيز – حفظه الله ورعاه – إلى حياض الوطن سليماً معافى لتنشرح بذلك صدورنا ، فيكتنفها السرور ، ويحل بها الحبور ، ويدخل إلى نفوسنا الرضا ، ويحل بها النور ، شاكرين للمولى أن أعاد إلينا سموه وقد منَّ الله عليه بالشفاء والعافية. لقد كان العارض الصحي الذي ألمَّ بسموه الكريم ألماً في صدورنا ، لكنه قدر الله الذي تقبلناه بالصبروالتسليم ، وكنا دائما نرفع أكف الضراعة ،داعين البارئ عز وجل أن يمن على سموه بالشفاء ، وأن يعيده إلينا سليماً معافى ، وزادنا استبشاراً ما يعرف عن سموه الكريم من صبر وتحمل ، ومن نفس تقية رضية ، كما عرف سموه بأنه كريم اليد ، سخي النفس ، فكانت ثقتنا بربنا كبيرة أن يمنحه الشفاء ، وأن يعيده إلينا سليماً معافى ، وكم أشتقنا لعودته ، وتطلعنا إليها ، فكانت قلوبنا مواطني المملكة تنتظر بشوق هذه العودة ، لأننا قد أجمعنا على حبه ، وها نحن اليوم نأنس بعودته ، ونتفق على وده ، ونشهد بفضله ، ونتذكر دائماً بحر جوده وفضله. وبحمد الله ها هو اليوم أميرالانسانية سلطان الخير يعود إلينا بلسان ذاكر ، وقلب شاكر ، وجسد صابر ، ونفس طاهرة ، أحب الناس فأحبوه ، سهل الأمور فسهل الله أمره ، ويسر شفاؤه ، شهدت له بالحب والود والخير والفضل والسبق والريادة ، والقيادة والإمارة ، فهنيئاً لنا به. يا صاحب السمو لقد أنارت الشموس أيامنا ، وتوالى الغيث المدرار ديارنا ، وعظمت المنة اليوم علينا شكرا لربنا بعودتكم إلينا سليماً معافى ، فماذا عسى أن نقول ونحن نتوشح بالفرح بمقدمكم الميمون ، وعودتكم إلينا سليماً معافى إلا أن نقول : سلطان الخير إذا عوفيت فقد عوفي المجد. فالحمد لله الذي قدر الداء ، ويسر الدواء ، وأذهب عنكم الداء ، ومنَّ عليكم بالشفاء، فلله الحمد والمنة. ونسأله تعالى أن يمنحكم دوام الصحة والعافية ، ويجافي عنكم الأسقام ، ويحفظ سموكم ، ويبعد عنكم الهموم والغموم ، ويجعلكم تتقلبون في ثياب الصحة والعافية ، ويحيطكم بحفظه ، ويشملكم برعايته ، ويظلكم بعنايته ، ويحفكم بألطافه ، ويمدكم بعونه وتوفيقه ، ويجعلكم مباركين ، مسددي الخطا والخطوات ، ويبارك لكم في عمركم وعملكم ، ويحفظكم ذخرا للوطن وسندا لقائد مسيرتنا خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز إنه ولي ذلك والقادر عليه.