طالب مفتي عام المملكة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ من الدعاة شد أزر جنودنا المرابطين على الحدود، والدعاء لهم أثناء موسم الحج، والاتصال بهم بعده، مشيرا سماحته إلى أنهم مرابطون مجاهدون يقاومون أهل البغي والعدوان.. جاء ذلك في لقائه بالدعاة في الحج مساء أمس الأول في مكةالمكرمة. وأكد سماحته أن مهمة الدعاة في موسم الحج عظيمة، وعليهم واجب بيان الأمور المتلبسة على الحجاج، وواجبهم بيان أهمية الأمن في الحج، خاصة أن الدولة بذلت جهودا في خدمة الحجاج، وتوفير أمنهم وأمانهم، مبينا أن الحجاج في حاجة إلى من يفتيهم ويزيل عنهم الشبه، وبيان حقيقة اليسر مع الالتزام بواجبات الحج وأركانه. وأشار وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ في كلمته إلى نجاح التوعية الإعلامية للحجاج سواء كانت في الفضائيات في الصحافة المكتوبة، موضحا أنه تم هذا العام التعامل مع 25 قناة فضائية ساهمت في نقل برامج توعوية للحجاج، مطالبا الدعاة الراغبين في العمل الدعوي في القنوات الفضائية للالتحاق بالبرامج التدريبية التي ستنظمها الوزارة بعد موسم الحج. وأكد معالي الوزير أن من أعظم مقاصد الحج تحقيق الأخوة الإيمانية، وهو عبادة لها وقت مخصوص، والناس فيها يتعبدون الله بأمن وأمان وطمأنينة، مشيرا إلى أن العبث بأمن الحج مناف لأصل الشريعة، وأي جهة تعلق شعارا أو تريد أمرا مخالفا لحقيق الحجاج، فإنهم يضادون لمراد الله بتحقيق الأمن والأمان، مطالبا الدعاة والوعاظ بيان خطورة مصادمة الأمن سواء كان مسيرات أو مظاهرات أو رفع الشعارات، لأن ذلك مخالفة لأمر الله سبحانه وتعالى، ومناف لحرمة مكةالمكرمة، وهو ما ينبغي لأهل العلم إيضاحه للحجاج. وطالب الوزير آل الشيخ بتوصيف مفهوم الأزمة الفكرية المعاصرة التي تعيشها الأمة الإسلامية، بحيث يتكامل النظر لهذه الأزمة في أبعادها الحقيقية، وقال: (إن هذا يتوجب ضرورة بحث جذورها الفكرية ومظاهرها وتأثيراتها على الدين والمجتمع، وأهمية دراسة الإشكالات الفكرية التي تغذي الانحراف الفكري، منها إشكالية الفهم الخاطئ للقرآن الكريم والسنة النبوية، وإشكالية فهم العلاقة بين الأصالة والهوية والعصرية، وإشكالية التفاعل الضروري بين الثقافات). وأوضح أن التحصين من الأفكار المنحرفة يتم على ثلاث خطوات، تبدأ بتشخيص منظم للأزمة الفكرية الحالية، ثم تحديد دقيق للوضع الفكري المستهدف، ثم القيام برسم وتنفيذ خطة إستراتيجية تستثمر فيها الموارد كافة، للانتقال من الوضع الراهن غير المرضي إلى الوضع المستهدف، وأن تتضافر الجهود لإيجاد برامج عملية لإصلاح العقل والنفس، موضحاً أن إصلاح العقل يكون بسلامة الفكر الذي هو الإنتاج العقلي لأبناء الأمة عبر تاريخها وهو منظومتها الفكرية وموضوع أمنها الفكري، وأن يكون للأمن الفكري أهمية خاصة وأولوية كبرى لأن يقوم بضبط بقية جوانب الأمن الأخرى. وذكر أن الإرهاب اليوم جمع إلى الانحراف العلمي والعقدي الاعتداء العملي بالتفجير والقتل والتدمير، مشدداً على أهمية مواجهته حتى يندحر خاسئاً. معتبراً ذلك واجب كل ذي قدرة من السلطان والعلماء وأهل الفكر والقلم والإعلام والاقتصاد والتربية والتعليم والفلسفة والتحليل. وأوضح أن الإرهاب يجمع أنواعاً من الانحراف السلوكي، لذا تجب مواجهته على محاور متعددة: المحور العلمي، والمحور التربوي، والمحور السلوكي، والمحور الاجتماعي. حاضاً كل ذي تخصص مؤثر على تأدية دوره في هذا المجال، لحماية عقول الناشئة وسلوكها، (فالعالم مؤثر، والتربوي مؤثر، والاجتماعي مؤثر، وعالم النفس مؤثر، والبيت والمدرسة والعمل بيئات لابد من دخولها في عملية الحماية والوقاية والعلاج)، معتبرا أن الأمن رسالة عامة يجب على كل مسلم أن يعيها تماما، وأن يدرك أنه لا تحقيق لأي مصلحة من مصالح العباد في دينهم ولا دنياهم إلا بأمن تام، مضيفا: (إنه كلما زاد الأمن زاد تحقيق المصالح، ولذلك يجب أن نكون جميعاً رجال أمن، وهذا مطلب شرعي، ورسالة الأمن ليست مطلوبة من فرد دون آخر، أو جهة دون أخرى، بل يجب أن يسعى الجميع لأن يكونوا جميعاً رجال أمن، يحققون الأمن الذي أمر الله جل وعلا به، الأمن على الدين والأنفس والأعراض والأموال). وأوضح معاليه أن الوزارة أوفدت 124 داعية إلى مخيمات الإيواء في جازان، لتثبيت جنودنا البواسل ضد الفئة الباغية المتسللة الذين خانوا الجوار، وتنفيذ برامج توعوية لقاطنيها، للتحذير من خطورة الفئة المتسللة، وبعث الفال الحسن لهم، وحسن الظن بالله، والإجابة على أسئلتهم.