تتوالى مواسم الخير فيتسابق أبناء مكة الكرماء في تقديم كل ما يوفر راحة وطمأنينة ضيوف بيت الله الحرام وتسخير كل الطاقات المادية والمعنوية والإنسانية التي تهدف لخدمة حجاج بيت الله الحرام وكعادتها كانت مؤسسة جنوب آسيا سباقة بتوفير أول مركز للاستضافة وإرشاد الحجاج التائهين من كافة المؤسسات والجنسيات ، صحيفة (الندوة) التقت برئيس مركز الاستضافة المطوف عبدالعزيز سراج محمد حسين . | كيف جاءت فكرة مركز الاستضافة؟ || راودتني فكرة مركز الاستضافة منذ زمن بعيد وذلك لما يعانيه الحاج الضائع من صعوبات خاصة وان معظم الحجاج من كبار السن أو غير الناطقين بالعربية فشعرت أن خدمتهم ورعايتهم واجب علينا وشرف لنا فهذه هي سمات المروءة التي يتسم بها أبناء مكة عامة وأبناء المطوفين خاصة فكل حاج هو ضيفك فكيف نكرم هؤلاء الضيوف ونحسن إليهم . | هل وجدتم دعماً ومساندة من وزارة الحج لتبني فكرتكم؟ || طرحت فكرتي على رئيس مجلس إدارة مؤسسة جنوب آسيا فوجدت الترحيب بالفكرة من قبل الأستاذ عدنان كاتب وكذلك نائبه الدكتور رشاد محمد حسين وفي تلك الأثناء كان وكيل الوزارة حاتم قاضي متواجداً بالمؤسسة فعرضت فكرتي وأهدافي من هذا المركز فما كان منه إلا أن أيدني ودعمني ففي عامنا الأول كان افتتاح مركز الاستضافة برعايته وكذلك أعجب وكيل وزارة الحج المكلف عادل بالخير بالمركز وتمنى لو أن مؤسسات الطوافة الست الأخرى تحذو حذونا وتقوم بمثل هذا العمل الإنساني الكريم وتنشئ مكاتب استضافة في مختلف أنحاء مكة لوجه الله تعالى ثم لخدمة ضيوف الرحمن. | منذ متى تأسس مركز الاستضافة ؟ وما الجديد لموسم حج 1430ه؟ || تأسس مركز الاستضافة من حوالي سنتين وهذه السنة الثالثة لنا وتشرفنا في هذا العام بافتتاح المركز على شرف معالي الدكتور أسامة بن فضل البار أمين العاصمة المقدسة كما تشرفنا بزيارة الدكتور زهير غنيم عضو المجلس البلدي ومعالي الدكتور عبدالله بن عمر نصيف. أما الجديد لموسم حج 1430 كثير وحافل ومن أبرزه تزويد المركز بعشر سيارات (قولف) سيارات صديقة البيئة والتي تتميز بسرعتها في نقل الحاج وحجمها الذي سهل المهمة التي تقوم بها . كما سنقوم بإذن الله بعمل نفس المركز وبجميع خدماته بمشعر عرفة. | ما هي المهام والخدمات التي يقدمها المركز؟ || من أهم الخدمات التي يقدمها مركز الاستضافة للحاج تحقيق الطمأنينة والراحة النفسية من عناء المشي والتعب فبمجرد وصول الحاج التائه يتم تقديم الإسعافات الأولية له إذا تطلب الأمر ذلك ومن ثم تقديم الماء والعصير أو وجبة غذائية كاملة حتى يستقر نفسيا ومن ثم يتم التعرف على مقر سكن الحاج والمكتب التابع له فيتم إيصال الحاج التائه لمقر إقامته أو الاتصال بمكتب الخدمة الميدانية التابع له حتى يحضر مندوب المكتب لاستلام الحاج . كما يحتوي المركز على غرفة مزودة بخمسة أسرة للعزل إذا ما وجد حاج مشتبه به ويكون هذا العزل مؤقت لحين الاتصال بالجهات المعنية من الهلال الأحمر حتى يتم نقل الحاج للمستشفى لتلقي الرعاية الصحية اللازمة . | كيف يتم التواصل بينكم وبين مكاتب الخدمة الميدانية الأخرى لمؤسسات الطوافة الست ؟ || لدينا بمركز الاستضافة أجهزة حاسب آلي مزودة بقاعدة بيانات مزودة بأرقام وعناوين جميع مكاتب الخدمة الميدانية لمؤسسات الطوافة الست وبمجرد إدخال البيانات الموجودة بالسوار نستطيع تحديد موقع مكتب الحاج ومقر سكنه بدقة بمساعدة تقنية (GPS) . وقد ألزمت وزارة الحج جميع مكاتب الطوافة بمجرد وصول الحاج لمكةالمكرمة وبعد تقديم ماء زمزم له يتم معه تسليم هذا السوار الذي يحمل معلومات عن رقم مكتب الخدمة الميداني واسم المطوف التابع له هذا الحاج حرصا منهم على سلامة ضيوف بيت الله الحرام . | كم عدد المترجمين وما هي أهم اللغات التي يتحدثونها؟ || بفضل الله وكرمه علينا فإن أفراد الكشافة المتعاونين مع مركز الاستضافة يتحدثون عدة لغات منها (الفرنسية والبيشتو والأردية والاندونيسية والهوسة وهي إحدى اللغات الأفريقية والصينية) وأنا كرئيس لمركز الاستضافة أحرص على أن يكون العامل معنا بالمركز يتحدث بلغة أخرى غير العربية لتسهيل مهمتنا والقدرة على التفاهم مع الحاج بلغته ما يصنع نوعاً من الألفة والمودة بين الحاج والكشاف الذي يقوم بخدمته فيشعر الحاج بالطمأنينة والراحة . ولدينا حوالي 30 فرداً من أفراد الكشافة بالإضافة إلى 10 موظفين بالمركز ويعملون بنظام الورديات فالمكتب يقدم خدماته على مدى 24 ساعة. | ما هي الإجراءات الاحترازية والوقائية التي اتخذها المكتب؟ || الإجراءات الوقائية والاحترازية كثيرة ولله الحمد وذلك إنفاذا لتوجيهات وزارة الصحة ووزارة الحج فجميع العاملين بالمكتب يرتدون الكمامات وعمليات التعقيم والتطهير على مدى 24 ساعة كما لدينا سيارات إسعاف وغرفة عزل وأجهزة حديثة لقياس الضغط والكشف المبدئي على صحة الحاج التائه . | كم عدد الحجاج الذين قدمتم لهم خدمة الاستضافة والإيصال لمساكنهم حتى اليوم؟ || يتم تقريبا خدمة حوالي من 300 إلى 500 حاج يوميا وهذه الأعداد في ازدياد مع ازدياد قدوم وفود الرحمن _ والحمد لله _ اشعر بفخر وسعادة أنا وفريق عملي ونحن نقوم بخدمة هؤلاء الضيوف فخدمة الحاج شرف ومسؤولية وأمانة خصنا بها الله تعالى نحن أبناء مكة وشرفنا بها واستجابة لقول الرسول (صلى الله عليه وسلم: الحجاج والعمار وفد الله عز وجل يعطيهم ما سألوا ويستجيب لهم ما دعوا، ويخلف عليهم ما أنفقوا الدرهم بألف ألف). | ما هي العوائق التي واجهتموها أثناء عملكم بالمركز؟ || بفضل الله لم تواجهنا أي عوائق تذكر سوى بعض مكاتب الخدمة الميدانية التي تتأخر قليلا في الاستجابة لنا فيشعر الحاج التائه بشيء من الضيق والضجر ولكن سرعان ما ينتهي ذلك بمجرد ما يشاهد مندوب مكتبه فترتسم على محياه ابتسامة الرضا وإذا لم يتم التجاوب معنا نقوم نحن بإيصال الحاج لمقر سكنه بواسطة وسائل المواصلات الموجودة والمهيأة لدينا لهذا الغرض . وفي أوقات الذروة عند أوقات الصلوات الخمس أجد هذا الصيوان ممتلئا بضيوف الرحمن وكل العاملين بمركز الاستضافة على أتم استعداد وجاهزية لخدمة هؤلاء الضيوف وبذل كل الجهود لخدمتهم والكل ولله الحمد متعاون معنا ويقدم هذه الخدمة بكل الرضا. | ماذا يتمنى المطوف عبدالعزيز محمد حسين لمركز الاستضافة؟ || أتمنى أن تزداد أعداد هذه المراكز وأن يكون هدفها إنسانياً بحتاً فهؤلاء (الحجيج) ضيوفنا وخدمتهم واجب علينا وأتمنى من جميع المؤسسات التعاون مع مركز الاستضافة كما أرجو من المطوفين القادرين أن يساهموا في إنشاء مراكز استضافة أخرى وأن يوسعوا دائرة خدمة ضيوف بيت الله الحرام وبفضل الله وتوفيقه ثم بتوجيهات ولاة الأمر واسترشاداً بتوجيهات رئيس لجنة الحج المركزية صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل الذي قال (يجب أن تقدم للحاج أفضل ما تقدم لأي ضيف في بيتك) أصبحت هذه المقولة هدفاً استراتيجياً لمركز استضافة الحاج وإرشاد الحجاج التائهين ونبراساً له ولا يسعني في ختام هذا اللقاء إلا تقديم الشكر لكل من رئيس مجلس إدارة مؤسسة جنوب آسيا عدنان كاتب ومعالي الأستاذ حاتم قاضي والأستاذ عادل بالخير على ماقدموه لنا بمركز الاستضافة من التأييد والمساندة والدعم المعنوي الكبير.