مسن من مكةالمكرمة أطلق لخياله العنان متذكراً أطلال الشامية ودروب أزقتها الضيقة التي كانت تفوح بالعبق المكي الأصيل وتختلط بأصوات المسحراتية وفرح الطفولة بقدوم العيد السعيد, وتوزيع حلوى اللدو واللبنية واللقيمات ولبس العقال المقصب والسديري والكوفية البلدي البكشة والغبانة , مستعرضا هذا المسن صورة شيخ وعمدة هذا الحي عبدالله بصنوي رحمه الله وهو يتنقل بين ازقته المحلة واسواقها يتفقد صغيرها ويزور كبيرها وسط أصوات باعة اللبن وألعاب المراجيح ولعبة البرجون. وتحاذي محلة الشامية الحرم المكي الشريف ويرى عدد من المؤرخين أن سبب تسمية (الشامية) نسبة إلى الشوام بائعي الأقمشة في سوق سويقة التاريخي , فيما يرى البعض الآخر نسبة إلى موقعها الشمالي في اتجاه الشام. الندوة التقطت الصورة لهذا الرجل المسن الذي اخذ يتجول بين أنقاض البيوت والعمائر يشتم رائحة الماضي المجيد في حي الشامية وهو ينظر الى كل ما هو حوله من الركام كيف أصبح وبكل حسرة يغمض عينية ليمتد في تفكير عميق نحو المستقبل من خلال الاعمال التي تبذل ليل نهار لتشييد ذلك المشروع الضخم الذي سيقام على ارض تلك الحارة وهو يردد في داخله هل سترى عيناه ما سستشهده الأجيال القادمة، فالمعدات والآليات لا زالت تعمل في الشامية وتواصل عمليات الهدم والإزالة للمباني والدور السكنية الواقعة ضمن نطاق هذه الحارات والمحلات والبالغ عددها ألف عقار ولا تزال مرحلة الإزالة ورفع الأنقاض جارية الآن.