المرء في هذه السنين أصبح يعيش أيامه متنقلاً بين الأحلام والأماني والأوهام التي في مجملها تولد لديه الإحباط النفسي نتيجة عدم مقدرته على تلبية احتياجاته ومن يعول تحت أمواج الغلاء الذي داهم حياته في المأكل والمشرب والمسكن وغيرها من متطلبات الحياة الأساسية والتكميلية ، وبين ارتفاع الأسعار المتتالي لكافة السلع ، والذي لحق به ارتفاع أسعار الوحدات السكنية ، والتي لا يستطيع أن ينجو منها المرء متوسط الدخل ، فكان ولا بد عليه أن يستسلم وينقاد لهذه القوة التي تقودها نفوس تسعى جاهده لأخذ كل اللحظات الجميلة لتظفر بكل شيء في هذه الدنيا حتى غدا هذا الجبروت الذي عمى قلوب تلك الفئة من التجار وأصحاب العقار يعد من التجاوز الذي يهدد عامة البشر بما يَعْرِف معناه من يعيش معاناته ، وتجهلها جهات أوكل لها حماية المستهلك من قبل ولاة الأمر ، والدليل على ذلك تجده في واقع الحياة التي يعيشها المرء الذي لا حول له ولا قوة ، فإلى متى سيستمر هذا التمرد على الذين غدت حياتهم عذاباً ، وما يتحملوه من مشاق وكد وتعب على أمل أن يوفروا لمن يعولوا الحد الأدنى من لقمة العيش الكريم لهم ، ومضمون الكلمات السابقة لهو حديث المجتمع في كل مجلس ومحفل بلا منازع ، ويتطلعون إلى الانصاف مما هم فيه من مشاكل تؤرقهم وتقض مضاجعهم وتجعلهم متشائمين حيال ما يحمله لهم الغد من المزيد في الارتفاع المضطرد وغير المسبوق لأسعار السلع المختلفة ، والوحدات السكنية التي أصبح قيم إيجارها يتعدى الحد المعقول ، فالغلاء بات شبحاً يطارد المواطن في نومه ويقظته وأينما حل وولى وجهه . دعاء : اللهم إنا نسألك الإخلاص في القول والعمل ، اللهم احفظ مليكنا بحفظك ، ووفقه بتوفيقك ، وخذ بناصيته لما تحب وترضى ، وأصلح بطانته ، وأعنه على أمور دينه ودنياه. همسة: ومن أصدق من الله قيلاً (وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ اللَّهَ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ) .