العلاقات السعودية الفرنسية علاقات ضاربة في جذور التاريخ وهي علاقات متميزة يربطها تعاون وثيق وتفاهم مشترك سواء على صعيد تطوير العلاقات الثنائية أو تجاه كافة القضايا الدولية والاقليمية ، فالمعروف عن فرنسا موقفها الداعم المؤيد للحقوق العربية ولجهود السلام وهي تتفق مع المملكة في الجهود الرامية لتعزيز وترسيخ السلام العالمي. وقد كان للزيارات المتبادلة على أعلى المستويات بين قيادتي البلدين أثرها الكبير في دفع هذه العلاقات إلى مستوى متقدم من الشراكة حيث أعطت هذه الزيارات كما أشار إلى ذلك الرئيس الفرنسي ساركوزي بعداً استراتيجياً حقيقياً لهذه الشراكة فبالاضافة إلى تعزيز التعاون الاقتصادي بين البلدين فهناك إرادة قوية لتعميق الحوار السياسي في جميع المجالات. وقد نجحت هذه الزيارات في أن تجعل المملكة وفرنسا حليفين استراتيجيين يسعيان معاً لنشر السلام في المنطقة. وتأتي زيارة ساركوزي والمنطقة بالفعل في حاجة إلى سلام ينهي الصراع الإسرائيلي الفلسطيني بل الصراع الإسرائيلي العربي في مجمله ، وبما أن هناك مبادرة مطروحة من قبل العرب للسلام الا أن فرنسا باعتبارها إحدى الدول المؤثرة في المجتمع الدولي فبإمكانها العمل على تفعيل هذه المبادرة من أجل الخروج من المأزق الراهن الذي تعاني منه عملية السلام ، وعموماً فإن زيارة ساركوزي ومحادثاته مع خادم الحرمين الشريفين ستثمر نتائج ايجابية تعزيزاً للعلاقات الثنائية وتحريكاً للسلام الذي تريد له إسرائيل أن يكون جامداً ومعطلاً.